المطاعم السعودية في ورطة.. تهديدات بالمقاطعة بعد إلغاء الفصل بين الجنسين

لم يعد مفروضا على الرجال والنساء في السعودية دخول المطاعم من أبواب منفصلة، بعد إصلاحات حكومية شملت 103 لوائح قانونية، تهدف إلى تسهيل حياة المواطنين والسائحين في الأماكن العامة.

وبدأت بعض المطاعم بالفعل في إزالة الفواصل البلاستيكية، وكذلك اللافتات المعلقة عند نقاط الدخول، والتي تشير إلى “عائلات” أو “ذكور”، ودمج القسمين المنفصلين لسنوات عديدة، حسب “بي بي سي”.

محاولات لإلغاء القرار

يعتقد المعارضون أن الرفض الشعبي على مواقع التواصل الاجتماعي بإمكانه ردع السلطة عن هذا القرار، إذ لا يرى الكثيرون سوى المقاطعة كحل، وأنه على المطاعم التي تلغي الفواصل بين الجنسين الاستعداد لخسارة زبائنها من المحافظين (على الفصل بين الجنسين).

بعد تطبيق قرار إلغاء الفصل بين العائلات والرجال، فلن تحتاج المطاعم سوى صراف واحد في المكان يدفع عنده الجنسان.

ورغم مرور أيام على تنفيذ القرار، فإن انتشار فيديو على تويتر لشاب يرفع قائمة “قسم العائلات” أصاب المعارضين بغضب مضاعف، دفعهم للدعوة لمقاطعة المحلات والمكوث في المنزل حتى يتم إلغاء القرار.

وكان ممن أعلنوا رفضهم الناشط السعودي منصور الرقيبة، الذي قال إن الاختلاط بين الجنسين يثير غرائز الجنسين، ودعا من لا تتأثر مشاعرهم تجاه الجنس الآخر بمراجعة “طبيب مسالك بولية”، حسب تعبيره.

عقود من الفصل

وعلى مدى أربعين عاما وأكثر كان اختلاط النساء بغير محارمهن في الأماكن العامة بالسعودية محظورا، بموجب الشريعة والعادات، وكانت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي المسؤولة عن تطبيق ذلك، حيث تجوب الشوارع طوال اليوم.

هيلة المشوح

@hailahabdulah20


كانت النساء لاتدخل المطعم إلا “بمحرم“
من يصدق أن هذا الشيء كان يحدث فعلاً؟
تخيلتوا لأي حد كانت هرطقات الصحوة تسير حياتنا؟
والآن فلولها وقطعانهم يضجون بسبب الغاء باب في مطعم!

١٩٦ من الأشخاص يتحدثون عن ذلك

وكانت المملكة تتبع سياسة صارمة تحكم بعدم السماح للنساء بتناول الطعام في مطعم دون وصي ذكر من محارمها، ومنع دخول كل من لا يمتثل لتلك القاعدة، وفي بعض الحالات يجد الرجل والمرأة المخالفان للقاعدة نفسيهما داخل السيارات البيضاء التابعة للشرطة الدينية، ووصفها الرسمي “الوقاية”.

لقرار إلغاء الفصل اليوم خلفيات عدة، ظهرت منذ كررت صحيفة عكاظ ضرورة تطبيق “برنامج جودة الحياة 2020″، بهدف تحسين الحياة الاجتماعية في السعودية. وكان من الإصلاحات التي نادت بها الصحيفة، إنهاء إغلاق المتاجر وقت الصلاة وإلغاء الفصل بين الجنسين في الأماكن العامة، باعتبارهما العادتين اللتين تحدان من فرص مشاركة السعوديين معا في النشاطات، كما تدفعان إلى قلق المستثمرين الأجانب في قطاع الترفيه.

سعود الدهام@Saudaldaham

انا بحط هذا الفيديو هنا ، وانتوا بكيفكم

مشاهدة تغريدات سعود الدهام الأخرى

ورغم ضغط الإعلام المتفق مع تلك القرارات، فإن الضغط الشعبي كان أكبر عندما تراجعت المملكة عن مبادرة إنهاء الفصل في مايو/أيار 2018، وتحديدا مع تنفيذ قرار إعادة فتح دور السينما.

ولكن لم تتغير هذه الأمور إلا في ظل مبادرات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي قلص من سلطات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بداية من عام 2016، في إطار إصلاحات اقتصادية واجتماعية تضمنت قيادة المرأة للسيارات وفتح دور السينما وحرية المرأة في السفر دون محرم، وصولا إلى حرية الاختلاط بين الجنسين، وهي الإصلاحات التي أثارت الانقسامات بين أهل المملكة.

حرية الاختيار للأفراد والمطاعم
يفرض القانون الجديد على المطاعم إزالة الفواصل عند المدخل وأماكن الجلوس داخلها. وبدأت العديد من المقاهي والمطاعم في تطبيق القانون، لكن البعض الآخر يرفض بإصرار على أمل الفرار من العقوبة والوقوف ضد القرار المخالف لهوية البلد، وخاصة في الرياض.

كان القانون القديم مطبقا على كافة المقاهي والمطاعم السعودية تقريبا. بما في ذلك سلسلة المقاهي الأميركية ستاربكس، التي كانت مقسمة لذكور منفردين وإناث منفردين وكبائن للعائلات والنساء بصحبة محارمهن. وتتبع ستاربكس مجموعة الشايع في السعودية، وتخضع لإدارتها، وهي الإدارة التي أقرت إنهاء الفصل بين الجنسين، اتفاقا مع قانون إلغاء الفصل الجديد، على أن يتم تغيير تصاميم المقاهي والمطاعم التابعة لها على مدار العامين المقبلين.

ولاحتواء الرفض الشعبي للقرار، قال نايف العتيبي، المدير العام للعلاقات العامة والإعلام بوزارة الشؤون البلدية والقروية إن “هناك بعض الأماكن التي ستظل محتفظة بتقليدها القديم وتوفير ممرين أو بابين، أحدهما للعائلات، والآخر للرجال، ليصبح القرار اختياريا للبعض عند الدخول، ويصبح صاحب المطعم حرا في عدد المداخل التي يوفرها، ولكن دون فرض منه على الزوار، ودون فرض من السعوديين على بعضهم سوى باحترام حرية الغير، حيث لم يعد هناك قانون”، بحسب تصريحات صحفية.

رغم ذلك لم تعلن المملكة أية تعديلات بشأن الاختلاط في المؤسسات العامة مثل المدارس والمستشفيات والجامعات، ما يعني استمرار الفصل فيها، حيث يتم حرمان المرأة السعودية من دخول بعض الهيئات الحكومية التي لا يوجد فيها أقسام خاصة للمرأة، ما لم تكن في صحبة رجل يمثلها.

وذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش HWR أن سبب العجز عن إقامة أقسام أو مبان خاصة للمرأة هو عدم توظيف النساء، أما في المنشآت التعليمية، فعادة ما تكون فرص الفتيات الأكاديمية أقل من مثيلاتها المتاحة للطلاب الذكور. وفي عام 2016 طالب بعض أهالي محافظة الأفلاج (ثلاثمئة كيلومتر من الرياض) بإغلاق إحدى الكليات الأجنبية بالمحافظة، وتسريح الطالبات بسبب رفض الأهالي اختلاط المدربين والمدربات في بعض الاجتماعات.

Exit mobile version