اقـتصــاديـة

المعكرونة اختفت وحتى أقراص اليود!

قالت صحيفة Financial Times الأمريكية في تقرير نشرته يوم الجمعة 18 مارس/آذار 2022 إن الحرب الروسية على أوكرانيا أثارت موجة جديدة من نزعة التخزين في مناطق من أوروبا، حيث يهرع المتسوقون إلى التخزين بدافع الخوف من حدوث حرب باردة أو نقص كتوقع في سلة الخبز المحصورة الآن في أوروبا.

 

ففي إيطاليا الشمالية، نفدت المعكرونة من المتاجر، بينما في النرويج باعت الصيدليات مخزون أقراص اليود بالكامل. أما على الصعيد الألماني، فتحذر المجموعات التجارية من “Hamsterkäufe” أي الشراء بدافع الهلع.

 

روسيا وأوكرانيا موردان هامان للقمح

 

تُعد أوكرانيا وروسيا من الموردين العالميين المهمين للقمح، إضافة إلى دورهما في تصدير عباد الشمس وبذور اللفت وبذور الكتان والصويا المستخدمة في الطهي والزيوت وعلف الحيوانات.

من جانبها، صرحت جمعية صناعة معالجة البذور الزيتية في ألمانيا بأنه يجري استيراد حوالي 90% من بذر الكتان المعالج في الاتحاد الأوروبي. وأعلنت أيضاً أنه كان من المرجح أن تتسبب الحرب في أوكرانيا في إحداث نقص في زيوت الطهي وعلف الحيوانات والذي “يستعصي” إيجاد بديل له على المدى القصير.

في السياق ذاته، يتخذ الشراء بدافع الهلع شكلاً آخر في منطقة الشمال، حيث أحيا الصراع بالقرب من محطة تشيرنوبل الأوكرانية والوضع النووي للرئيس فلاديمير بوتين مشاعر القلق في الناس.

 

سحب شديد لأقراص اليود

أما على صعيد منطقة الشمال، فشهدت البلاد سحباً شديداً في أقراص اليود المستخدمة لمكافحة آثار الإشعاع، وأحصت بيع أكثر من 1.7 مليون قرص في الأسابيع الأخيرة، وفقاً لوسائل الإعلام المحلية، وعليه لن تتوفر الأقراص في الصيدليات على مدار شهور تالية.

 

في حين يجب الإشارة إلى أن عمليات الشراء بدافع الهلع لم تجتَح جميع أنحاء أوروبا. فقد صرحت سلسلة متاجر البيع بالتجزئة “كارفور”، التي تنتشر فروعها بشكل كبير في فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، بأنها لم تعانِ من النقص الذي صاحب تفشي الجائحة.

كذلك فلا بد من التنويه إلى أن النقص الخطير في الإمدادات سيطال البلدان الأفقر التي تعتمد على القمح من أوكرانيا وروسيا بشكل أكبر من أوروبا.

في حين يستعد مستوردو القمح في الشرق الأوسط للخراب الذي سيحل على الاقتصادات في دول مثل مصر، التي تدعم الخبز لعدد 70 مليون مواطن، ولبنان وتونس.

فيما تتمثل الجبهة المنتصرة، التي يشك بعض النقاد في استنفارها من دون وجه حق، في مزودي النفط. وحذرت ألمانيا من أنها ستراقب الموردين بشأن ارتفاع الأسعار بعد انخفاض أسعار النفط الخام، لكن الحقيقة أن أسعار النفط ظلت مرتفعة.

في السياق ذاته، قالت مواطنة من المتضررين بتوابع الحرب: “علينا جميعاً أن ندفع ثمن ما يحدث في أوكرانيا”.

زر الذهاب إلى الأعلى