أخــبـار مـحـلـيـة

المغرب.. موكب احتفال بالمولد النبوي فكرة عثمانية

تحتفل مدينة سلا قرب العاصمة المغربية الرباط، يوما قبل ذكرى المولد النبوي الشريف، بأشهر موكب في البلاد، وذلك منذ 5 قرون.

 

وتعود فكرة الموكب، إلى فترة السلطان السعدي أحمد المنصور الذهبي ( 1549-1603م)، الذي اقتبس الفكرة، عندما زار إسطنبول قبل توليه السلطنة، وعاهد نفسه بتطبيق موكب شبيه بما رآه لدى العثمانيين، وهو ما كان.

ويجوب الموكب شوارع المدينة، في صورة جميلة تجمع بين تقاليد الماضي، واستمرار محبة خير الأنام في الحاضر.

 

ويحتفل العالم الإسلامي بذكرى المولد النبوي الأحد، فيما تختلف الاحتفالات بمدن المملكة، بين تنظيم مواكب وملتقيات في المؤسسات والزوايا.

** استعداد للموكب

يبدأ الاستعداد للموكب منذ شهور، حيث تقوم اللجنة المنظمة بإعداد الشموع، في عملية دقيقة للتزيين بألوان مختلفة.

وينخرط الرجال والنساء في عملية تزيين هياكل خشبية بالشموع، بأشكال صوامع وقبب، ليحولوها إلى صور جميلة المنظر تتخللها آيات وعبارات.

وقال خالد بلكبير، عضو اللجنة المنظمة للأناضول، إن “مدينة سلا تحتفل بموكب الشموع، حيث تتميز بطريقتها الخاصة عبر هذا الموكب، أو ما يطلق عليه السلاويون دور الشمع”.

بخصوص الأشكال الهندسية للشموع المستخدمة بالموكب، اعتبر بلكبير، أنها ليست كالشموع الأخرى، “بل مصنوعة من هيكل خشبي على شكل صوامع، تبين الارتباط بالدين الحنيف”.

ولفت أن الشموع مصنوعة من الشمع الحر الأصيل وتلوينها، حيث يغلب عليها اللونين الأحمر والأخضر، في إشارة إلى لوني علم المغرب.

وخلال الموكب، يلبس حاملوا الشموع لباسا تقليديا، ويجوبون شوارع المدينة.

** أصول عثمانية

وأفاد بلكبير، أن “الاحتفالات تعود إلى عام 986 هجرية (1578 ميلادية) إبان عهد السلطان السعدي المنصور الذهبي، والذي أعجب بكرنفال شموع لدى العثمانيين، وتعهد بالقيام بمثله إذا وصل إلى سدة الحكم، وبالفعل حين وصل إلى ذلك، قام بتنظيم الموكب”.

وأوضح أن “جميع الدول التي جاءت فيما بعد، حافظت على هذا الاحتفال، إلى غاية الدولة العلوية التي لا تزال تحافظ على هذا الموروث”.

ولفت أن “العاهل المغربي محمد السادس، يولي عناية بالاحتفال بالمولد النبوي، لذلك فإن الموكب ينظم تحت رعايته”.

من جانبه، قال عضو لجنة التنظيم الآخر محمد الحسوني، إن “فكرة تنظيم الموكب جاءت عقب ذهاب منصور الذهبي إلى اسطنبول، حيث وجد الأتراك يحتفلون بذكرى المولد النبوي الشريف، فشاركهم الاحتفال والموكب”.

وأضاف أن “المنصور أعجب بهذا، وأخذ عهدا بأن يحتفل بمثل ذلك، إذا وصل إلى السلطة، حيث استدعى بعض الصناع التقليديين بكل من سلا ومراكش وفاس، ووصف لهم للموكب كما شاهده”.

واعتبر أنه “في تلك الحقبة، ونظرا لمكانة العالم سيدي عبد الله بنحسون، كلفه السلطان منصور الذهبي بالإشراف على هذا الموكب، ومنذ ذلك الحين الزاوية الحسونية متشبثة بهذا التراث”.

** مسار الموكب

يجوب الموكب شوارع مدينة سلا، حيث يتم تنظيم احتفال كبير بحضور مسؤولين وأكاديميين وفنانين ورياضيين، فضلا عن حضور ساكنة المدينة وزوارها.

وقال بلكبير: “ينظم الموكب بـ12 شمعة تأخذ رمزيتها من مولد خير الأنام الذي يوافق 12 ربيع الأول من كل سنة”.

وأشار إلى كتابة جمل وعبارات وآيات قرآنية، من قبل “إن تنصرو الله ينصركم”، مما يبين ارتباط المغاربة كمسلمين بنبي الإسلام محمد.

وأضاف: “هذا الموكب يقام منذ نحو 5 قرون، واليوم خروج الشموع يسبق يوم من ذكرى المولد، وتمر عبر أزقة مدينة سلا إلى غاية ضريح سيدي عبد الله بنحسون (عالم وفقيه خلال فترة منصور الذهبي)”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى