أخــبـار مـحـلـيـة

الوطن العربي يمد يد العون لتركيا.. جسور جوية وحملات شعبية تقف إلى جانب ضحايا الزلزال المدمر

بقدر ما كشف الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا عن مآسٍ ومشاهد يصعب نسيانها توثق حجم الكارثة التي خطفت أرواح الآلاف، فإنه كشف في الوقت ذاته عن “تعبئة” إنسانية جسَّدها العالم العربي حكومات وشعوباً، فوقف إلى جانب تركيا ومد لها يد العون، وأنشأ جسوراً جوية لنقل الإغاثة، وأرسل فرق بحث وإنقاذ، ومساعدات نقدية وعينية.

بدءاً من الخليج إلى مصر والمغرب العربي حتى فلسطين الجريحة لم تتردد وقدّمت ما تستطيع من دعم ومساعدة، وفي الوقت ذاته أطلقت الجاليات العربية في تركيا حملات جماعية فمنهم من تطوع مع فرق الإنقاذ ومنهم الذي بذل ما أمكنه من دعم مادي ومنهم من ركب سيارته وراح ينقل المتضررين من الزلزال إلى الولايات والمناطق الآمنة.

ومنذ وقوع الزلزال بادرت الدول العربية للتعبير عن تعازيها لذوي ضحايا الزلزال في تركيا وسوريا، معلنة استعدادها لتقديم الدعم العاجل على كافة الأصعدة.

مواقف رسمية

منذ وقوع الزلزال وحتى الجمعة 10 فبراير/شباط 2023، أعلنت 14 دولة عربية رسمياً إنشاء جسور جوية وتقديم مساعدات إغاثية وطبية عاجلة لدعم تركيا، وفق بيانات رسمية. هذه الدول هي: السعودية، قطر، الكويت، الإمارات، مصر، لبنان، الجزائر، الأردن، البحرين، ليبيا، تونس، فلسطين العراق وموريتانيا.

أول جسر جوي كان من قطر

في قطر، بادر الأمير تميم بن حمد آل ثاني في تعزية ضحايا الزلزال، وهاتف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وكانت الدوحة أول من أطلق جسراً جوياً لدعم المتضررين من الزلزال، وأطلقت رحلاتها الجوية بمشاركة فريق من مجموعة البحث والإنقاذ القطرية الدولية التابعة لقوة الأمن الداخلي (لخويا) مجهز بآليات متخصصة بعمليات البحث والإنقاذ، بالإضافة إلى مستشفى ميداني ومساعدات إغاثية وخيام ومستلزمات شتوية.

في الوقت ذاته، أعلنت الخارجية القطرية تقديم 10 آلاف منزل متنقل ضمن جهود الإغاثة المقدمة للمتضررين من كارثة الزلزال.

الكويت كانت سباقة 

كانت الكويت كذلك سباقة، وأعلنت هي كذلك إطلاق جسر جوي لتسيير رحلات دعم وإغاثة إلى تركيا، بينما أعلن مجلس الوزراء الكويتي، التبرع بـ30 مليون دولار لدعم الجهود الإغاثية في تركيا وسوريا مناصفة بين البلدين، بحسب توجيه أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الرسمية (كونا). 

بينما عقدت وزارة الشؤون الاجتماعية بالكويت اجتماعاً مع ممثلي الجمعيات الخيرية لتنسيق عملية إغاثة منكوبي الزلزال في تركيا وسوريا.

السعودية ترسل طائرات إغاثة

بينما هاتف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الرئيس التركي أردوغان، وأعلنت الرياض إرسال طائرتي إغاثة وإنقاذ سعوديتين، لمطار أضنة التركي (جنوب)، لدعم متضرري الزلزال بالبلدين، وعلى متنهما فرق إغاثية وتطوعية وإسعاف وإنقاذ، و98 طناً من المواد الإغاثية، والطبية، وفق وكالة الأنباء السعودية (واس). 

جسر جوي من الإمارات

أبوظبي كذلك كما السعودية وقطر والكويت، أطلقت جسراً جوياً بنيها وبين تركيا، وأرسلت حتى مساء الخميس 9 فبراير/شباط، 22 طائرة إغاثية تحمل 640 طناً من المساعدات منها 7 طائرات لسوريا و15 إلى تركيا على متنها فرق بحث وإنقاذ ومستشفى ميداني متنقل بكامل تجهيزاتها.

كما وجَّه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، بإقامة صلاة الغائب، الجمعة، في مساجد البلاد، على أرواح ضحايا الزلزال بالبلدين. 

سلطنة عُمان

بينما قدّم سلطان عُمان هيثم بن طارق نجيب بقيلة تعازيه للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلنت هيئة الدفاع المدني العمانية، الخميس، عبر حسابها بتويتر، أن “القوة المشاركة من الفريق الوطني للبحث والإنقاذ وصلت مطار أضنة التركي، لبدء مهام عملها في محافظة هاتاي في الجنوب التركي”.

البحرين

وفي البحرين، أطلق الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل الملك للأعمال الإنسانية، مساء الخميس 9 فبراير/شباط، دعوة للتبرع لتركيا وسوريا، ضمن فعاليات “الحملة الوطنية لدعم ضحايا الزلزال في تركيا وسوريا”، بحسب الوكالة الرسمية.

وفي الوقت ذاته، وجّه الملك حمد بن عيسى آل خليفة بإقامة صلاة الغائب على ضحايا الزلزال بتركيا وسوريا بعد صلاة الجمعة، وفق وكالة الأنباء الرسمية (بنا).

مصر

وكعادتهم دوماً، لم يتردد المصريون في تقديم يد العون والمبادرة بإرسال الدعم اللازم، بينما أعلنت الحكومة المصرية إطلاق جسر جوي مع تركيا لنقل المساعدات، كما هاتف الرئيس عبد الفتاح السيسي نظيره أردوغان وقدم مواساته وتعازيه لضحايا الزلزال، وأعلن وقوف الشعب المصري بجانب الأتراك.

كما هاتف وزير الخارجية سامح شكري نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو، وأبلغه بإرسال القاهرة مساعدات إغاثية عاجلة تضامناً مع تركيا بمواجهة الزلزال.

لبنان

منذ الساعات الأولى لوقوع الزلزال أعلن لبنان إطلاق جسر جوي مع تركيا، لنقل المساعدات اللازمة لضحايا الزلزال، على الرغم مما يعاني منه لبنان من وضع اقتصادي صعب، لكنّ اللبنانيين لم يترددوا بأداء الواجب الإنساني في لحظات صعبة.

وفي السياق، أرسلت بيروت فريق إنقاذ مؤلفاً من 72 شخصاً من الجيش والدفاع المدني والإطفاء إلى تركيا؛ للمساعدة في جهود البحث الجارية جراء الزلزال، بحسب ما أعلن مسبقاً وزير البيئة ناصر ياسين، لـ”الأناضول”.

الجزائر

في اليوم الأول من وقوع الزلزال، هاتف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون نظيره التركي أردوغان، وأكد استعداد الجزائر للمساهمة في كل مجهود من شأنه التخفيف من وقع الزلزال الذي ضرب البلاد، بحسب بيان للرئاسة الجزائرية.

بينما أرسلت الجزائر فريق دعم من 89 عنصراً من الحماية المدنية للمشاركة في عمليات الإنقاذ والإغاثة إلى تركيا، إلى جانب 95 طناً من المساعدات الإنسانية إلى تركيا.

وخلال الأيام الماضية عبرت عدة طائرات من الجزائر إلى تركيا عبر جسر جوي أطلقته الجزائر على الفور بعد وقوع الزلزال.

الأردن

فور وقوع الزلزال، أرسل الأردن فريق بحث وإنقاذ وباشر عمله في المناطق المنكوبة، كما سيرت المملكة الأردنية الهاشمية خلال اليومين الماضيين خمس طائرات إلى سوريا وتركيا محملة بمعدات إنقاذ وخيام ومواد لوجستية وطبية ومساعدات إغاثية وغذائية ومنقذين أردنيين من فريق البحث والإنقاذ الدولي، وأطباء من الخدمات الطبية الملكية.

ليبيا

وفي ليبيا، أمر رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة بالإرسال “الفوري” لفريق بحث وإنقاذ مكون من 55 منقذاً تابعة للحماية المدنية والهندسة العسكرية وخمسة كلاب، عبر جسر جوي أطلقه إثر وقوع الزلزال.

 تونس

من جانبها، قررت تونس إرسال 11 طناً من المساعدات من البطانيات والأغذية وحليب الأطفال إلى تركيا.

فلسطين

وفي فلسطين، وصل فريق إغاثي إلى تركيا، كما أطلقت وزارة الأوقاف، الخميس 9 فبراير/شباط، حملة “أغيثوهم” لمساعدة المنكوبين من الزلازل، وقررت دعمها بمبلغ 100 ألف دولار، موضحة أنها ستبدأ عقب صلاة الجمعة  10 فبراير/شباط بالمساجد أو من خلال رقم حساب الحملة، والجمعة أيضاً وصل فريق البحث والإنقاذ الفلسطيني إلى تركيا كذلك.

بينما نظم عشرات الأطفال من قطاع غزة المحاصر، مساء الخميس، وقفة تضامن مع تركيا وسوريا وذلك في ساحة النصب التذكاري لـ”الجندي المجهول” وسط القطاع.

وفي السياق، أكد عضو مجلس الإدارة في وقف الأمة الدكتور خلدون حجازي، في تصريحات لموقع “عربي بوست”، أنه تم إرسال المتطوعين من وقف الأمة إلى محافظة أديمان التركية وتم توزيع مساعدات عينيّة تم تمويلها من التبرعات.

العراق 

من جانبها، أطلقت بغداد جسراً جوياً لنقل المساعدات إلى تركيا، أعلن مجلس الوزراء أنه قرر إرسال طائرتين تحملان مواد إغاثية وطبية لمتضرري الزلازل في تركيا، الخميس 9 فبراير/شباط.

فيما أكد الهلال الأحمر العراقي إرسال “فريق إنقاذ عراقي إلى تركيا؛ للمساعدة في عمليات إنقاذ وإغاثة ضحايا الزلزال، وسيتم إرسال 60 طناً من المساعدات الإغاثية والغذائية والطبية إلى سوريا”، بحسب تصريحات يوم وقوع الزلزال الإثنين 6 فبراير/شباط.

موريتانيا

وفي موريتانيا، أعلنت الحكومة إطلاق جسر جوي لنقل المساعدات اللازمة إلى تركيا، ورافقت مفوضة الأمن الغذائي فاطمة منت خطري رحلة الدعم المخصصة إلى تركيا. 

المغرب

وأرسل المغرب مساعدات طبية ولوجستية عاجلة إلى تركيا، ومن المرتقب أن تضم المساعدات المغربية مواد طبية وفرق إنقاذ مختصة ووحدات إنعاش.

حملات شعبية

في قطر، أعلنت جمعية قطر الخيرية حملة لإغاثة الضحايا في تركيا وسوريا، تحت شعار “أغيثوا متضرري الزلزال”. وفي حملة أخرى تحت عنوان “عون وسند” دعا التلفزيون القطري الرسمي للمشاركة فيها لمساعدة منكوبي الزلزال.

كما باشرت مؤسسة نماء الخيرية الكويتية توزيع مساعدات إغاثية على متضرري الزلزال بالبلدين، ضمن حملة معنية بذلك، تمكنت من توزيع 8 آلاف وجبة غذائية وأكثر من 3 آلاف بطانية.

وجذبت حملة تبرعات شعبية عبر منصة “ساهم” الحكومية في السعودية 534 ألفاً و625 مشاركاً، بحصيلة أولية بلغت 180 مليوناً، و514 ألفاً و273 ريالاً (أكثر من 48.1 مليون دولار) وذلك خلال أقل 24 ساعة من الانطلاق، بينما تجاوزت الجمعة 10 فبراير/شباط حاجز 51 مليون دولار. 

وينتظر أن تكون خطبة الجمعة في مختلف مناطق ومحافظات المملكة عن حملة التبرعات، وفق توجيه من وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ.

ودعا الهلال الأحمر الإماراتي للانضمام إلى حملة “جسور الخير” لدعم المتضررين من الزلزال، فيما أعلنت شركة “الأنصاري” للصرافة عن تبرعها بـ 3.67 مليون درهم إماراتي (نحو مليون دولار)، دعماً لجهود الإغاثة.

من القدس أيضاً أتى الدعم

وفي فلسطين، أطلقت وزارة الأوقاف، الخميس 9 فبراير/شباط، حملة “أغيثوهم” لمساعدة المنكوبين من الزلازل، وقررت دعمها بمبلغ 100 ألف دولار، كما انطلقت حملات تبرعات في مدينة القدس المحتلة ومختلف المدن الفلسطينية.

وفي مدينة أم الفحم وحدها شمال فلسطين، استطاع فلسطينيون جمع تبرعات بقيمة بنحو 60 ألف دولار، فيما أعلنت المدوّنة الفلسطينية المقيمة في الإمارات سلام قطناني، أعلنت عبر صفحتها في إنستغرام، عن “جلسة للدعم النفسي للمتضرّرين”.

في الوقت ذاته، أدى آلاف الفلسطينيين في الضفة الغربية، الجمعة 10 فبراير/شباط، صلاة الغائب على أرواح من قضوا جراء الزلزال في تركيا وسوريا. وعمت الصلوات كافة المساجد بالضفة الغربية بما فيها القدس، تبعها جمع تبرعات بتنظيم من وزارة الأوقاف الفلسطينية، بحسب الأناضول.

وقال الرجبي، وهو مدير المسجد الإبراهيمي، للأناضول عقب الصلاة: “أقل الواجب أداء صلاة الغائب على أرواح شهداء الزلزال في تركيا وسوريا”. ولفت إلى أن “الشعب الفلسطيني وقيادته يتضامن بالمشاعر والدعاء والتبرع بالأموال وبكل ما يمكن للتخفيف عن الأشقاء والأخوة ضحايا الزلزال”.

العرب داخل تركيا.. كيف استنفروا لتقديم الدعم 

في سياق متصل، استنفرت الجاليات العربية بتركيا ومنظمات العمل المدني التابعة لها للمساعدة،  في البداية أصدرت قرابة 40 جمعية وجالية عربية في تركيا، بياناً مشتركاً، أعلنت فيه “تضامنها الكامل ووقوفها إلى جانب الشعبين التركي والسوري في محنتهم ومصابهم الأليم”.

ودعت “كافة المنتسبين إليها لتقديم كافة أنواع الدعم بالتبرع المادي والعيني للجهات الرسمية والمنظمات، وتنظيم قوافل إغاثة لإنقاذ العالقين وإسعاف المصابين وإيواء المشرّدين وتخفيف آثار الزلزال المدمّر”. 

وأعلنت المنظمات جاهزية المتطوّعين فيها “للمشاركة مع كافة مؤسسات المجتمع التركي في تخفيف آلام الزلزال في المناطق المنكوبة في تركيا وسوريا”، وعبّرت عن ذلك بالقول إنه “حق الوفاء ورد الجميل لتركيا وشعبها الكريم”. ومن الجهات الموقّعة على البيان المشترك، جاليات سورية ومصرية ويمنية وتونسية وفلسطينية، إضافة إلى مختلف المنظمات بنشاطاتها المتنوعة، وفق تقرير لوكالة الأناضول.

وفي إطار “التبرع بالدم”، نظّم البيت المصري التركي حملة تبرّع بالدم تحت عنوان “الدم التركي والمصري واحد” من أجل دعم الشعب التركي الشقيق، بحسب ما نشر عبر منصته، فيما أعلن اتحاد الجاليات العربية تنظيمه حملة أخرى للتبرع بالدماء.

كذلك، أطلقت جمعيات ومنظمات سورية في تركيا حملات لجمع التبرعات لدعم ضحايا الزلزال في سوريا، منها حملة المنتدى السوري وكذلك حملة من قِبل فريق اللمّة السورية للاستجابة الطارئة، وجمعية “أيزا” للمدارس الدولية في تركيا، التي نظمت حملة تبرعات عينية للمحافظات المنكوبة.

أفراد هرعوا للدعم بما يستطيعون

انتشرت العديد من القصص الإنسانية عبر مواقع التواصل الاجتماعي لأفراد من الجاليات العربية في تركيا، لم يقفوا مكتوفي الأيدي حيال الكارثة، ففي كهرمان مرعش مركز الزلزالين المدمرين، يظهر رجل سوري لا يجيد التركية يطلب من مواطن تركي مساعدته في توزيع الخضار والفواكه على المحتاجين ومتضرري الزلزال.

وفي مقطع فيديو آخر، تحت عنوان “هذا وقت الوحدة والأخوة”، يظهر شباب عرب في إسطنبول يسارعون للتبرع بالدم لصالح المتضررين من الزلزال، عبر مراكز الهلال الأحمر التركي التي انتشرت في الطرقات ومحطات المترو والميادين الرئيسية.

وفي قصة آخر، ينطلق شاب سوري للانضمام إلى فرق البحث والإنقاذ، ويقول إنه يقيم في تركيا منذ 10 أعوام، وقدم من قيصري إلى المناطق المنكوبة للمساعدة في إنقاذ أرواح العالقين تحت الأنقاض.

وتحت حملة “هل يوجد صوت؟”، يتحدث شاب سوري عن حكاية مؤلمة عايشتها ألهمته التعاون مع شبان آخرين مهمتهم التجول بين الأبنية المدمرة بحثاً عن أحياء لإنقاذهم، ويضيف: “كنت مع صديقي أقف أمام مبنى سكنى مدمر وسمعنا صوتاً يستغيث”، على الفور طلب مساعدة شبان أتراك كانوا بالقرب من هناك، ليتم الاتصال بمنظمة “آفاد” لتهرع على الفور وتعمل على إنقاذهم، وبعد قرابة 8 ساعات استطاعت إنقاذ 3 أشخاص بعدما فقدوا الأمل.

وفي مشهد مؤلم، تتخلله دموع الفرح، يجهش رجل جزائري من “الحماية المدنية” بالبكاء بعدما نجح في إنقاذ طفل من تحت الأنقاض في أدي يامان التركية.

وعقب دخوله تحت الأنقاض بدأ في التكلم مع الطفل محاولاً طمأنته قائلاً:  “هيا وليدي، هيا عمري، هيا حبيبي، أعطني يدك”، وبعد إخراجه معافى من تحت الركام، قام عون الإنقاذ بحضن الطفل وتقبيله، وأجهش بالبكاء متأثراً بالموقف قبل أن يطلب منه زملاؤه تسليم الطفل إلى والده.

وفي لحظات مؤثرة، يوثق مقطع فيديو شابين سوريين وهما ينقذان امرأة تركية من تحت الأنقاض في مدينة هاتاي التركية، بينما يقول أحدهما: “سوري تركي واحد”، لترد المرأة بصوت حزين يشوبه طعم الفرح بإنقاذها: “الحمد لله رب العالمين”.

صلاة الغائب على ضحايا الزلزال

إلى جانب المسجد الأقصى، أدت جميع مساجد الإمارات والأردن ولبنان صلاة الغائب على أرواح ضحايا الزلزال المدمر، وبالتزامن مع صلاة الجمعة 10 فبراير/شباط، أطلق أئمة في دول عربية دعوات لإغاثة المتضررين من الزلزال المدمر. 

إذ دعا خطيب المسجد الحرام لإغاثة المتضررين من زلزال تركيا وسوريا، كما دعا بالرحمة للمتوفين، والشفاء للمصابين، فيما دعا مجلس الإفتاء الإماراتي بدوره إلى تسريع إغاثة تركيا وسوريا، وسط تواصل عمل فرق الإنقاذ الإماراتية في مناطق تركية تعرضت للزلزال.

زر الذهاب إلى الأعلى