أخــبـار مـحـلـيـة

انطلاق منتدى TRT وورلد بإسطنبول لمناقشة “قرن تركيا”.. وأردوغان يتعرض لحرب غزة: مستعدون لتحمُّل المسؤولية لحقن الدماء

انطلق منتدى TRT وورلد، بنسخته السابعة في مدينة إسطنبول، الجمعة 8 ديسمبر/كانون الأول 2023، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وعدد من الوزراء الأتراك، والعديد من الشخصيات السياسية الدولية، إضافة لمفكرين وصحفيين من العديد من الدول حول العالم.

ويناقش المنتدى العديد من القضايا المهمة، على رأسها رؤية “قرن تركيا” الجديد، وسياسة أنقرة الخارجية في المئوية الثانية من الجمهورية التركية، إلى جانب مناقشة الحرب على غزة واستمرار العدوان الإسرائيلي عليها، وقضايا دولية أخرى.

“سياسة تضليل الاحتلال”

بدوره، قال الرئيس التركي، في كلمة افتتاحية للمنتدى، إن “سياسة التضليل” التي تتبعها إسرائيل في سياق “دعايتها” للحرب على غزة، تحوّلت إلى “موقف”، مشيداً بقناة TRT الرسمية ووكالة الأناضول في التصدي “لمئات الأكاذيب” التي تنتهجها إسرائيل ووسائل إعلام دولية ضد غزة وأهلها.

في السياق، استنكر أردوغان سقوط أكثر من 70 صحفياً قتيلاً على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة، متسائلاً عن موقف الدول الغربية من ذلك، وأضاف: “الدول التي كانت تحاول تعليمنا حرية الصحافة، نجدها اليوم صامتة إزاء ما يحصل للصحفيين في غزة”.

“مستعدون لتحمُّل المسؤولية”

وشدد الرئيس التركي على أن تركيا مستعدة لتحمل المسؤولية لمنع إراقة مزيد من الدماء والدمار، ومنع ذرف المزيد من الدموع، مضيفاً: “نحن في وضع نحتاج فيه إلى مزيد من السلام العادل، أكثر من أي وقت مضى”.

وفي إشارة إلى دور المنظمات الدولية المسؤولة عن ضمان السلام والأمن العالميين، رأى أردوغان أنه “بات من الواضح للغاية أن هذه المؤسسات لم تعد قادرة على حل المشاكل والأزمات في العالم”.

وأكد أردوغان أن خسارة السلام يدفعها الأبرياء كل يوم، وأنه حان قول كلمة “كفى” لما يجري منذ زمن طويل، لافتاً إلى أن تركيا مستعدة لتحمُّل المسؤولية تجاه ما يجري في غزة وبلدان الجوار.

“أين حقوق الإنسان والإعلام؟”

وحول استشهاد عشرات الصحفيين في غزة على يد الاحتلال الإسرائيلي، قال أردوغان: “قُتل نحو 70 صحفياً في غزة، أين حقوق الإنسان والإعلام؟ لماذا لا نسمع صوتهم؟ لماذا لا نرى عناوين الصحف الأمريكية والبريطانية والفرنسية والألمانية الشهيرة؟ أين هم مما يحدث في غزة؟”، مضيفاً: “لا أحد يتحدث عما يجري في غزة من قتل للصحفيين واستهداف للإعلام”.

لقد ذكّرتنا أحداث غزة، ليس بالإعلام الحر فقط، بل بالعدالة والإنسانية في الإعلام.

وتابع أردوغان: “إسرائيل لا تقتل فقط النساء والأطفال، بل الصحفيين وتواصل جرائمها في ذلك”، مشيراً إلى أن الحرب على غزة ذكّرت العالم “ليس بحرية الصحافة فحسب، بل بضرورة وجود العدالة والضمير في الإعلام”.

غارات إسرائيلية عنيفة على غزة/الأناضول
غارات إسرائيلية عنيفة على غزة/الأناضول

وشدد الرئيس التركي على أن “الذين لم يتحدثوا عن قتل الصحفيين في غزة ليس لديهم الحق في الحديث غداً عن شيء، اليوم عليهم أن يتحدثوا”.

لافتاً إلى وقوع شهيد صحفي بوكالة الأناضول خلال عمله الصحفي في غزة.

واعتبر أردوغان أن مسؤولية تركيا وإعلامها هي “تعرية الأكاذيب التي تسوق لها إسرائيل في حربها على غزة”، وأضاف: “لا يمكن أن تقف أمامنا أي حجج واهية من خلال اتهامنا بمعاداة السامية وغير ذلك”.

“إسرائيل تقتل الحقيقة”

من جانبه، شدد رئيس دائرة الاتصال التركية، فخر الدين ألتون، على أن هناك العديد من القضايا الشائكة حول العالم، التي تتطلب حلاً وسطاً، لافتاً إلى أن هذا هو هدف منتدى TRT وورلد.

وقال ألتون إن تركيا دولة إقليمية مؤثرة، وتعرّضت للعديد من الهجمات والتضليل في السنوات العشر الأخيرة، على رأسها محاولة الانقلاب الفاشلة 2016، مشيراً إلى أن تركيا تمكنت من تخطي ذلك.

وأشار المسؤول التركي إلى أن إسرائيل تقتل اليوم الأطفال وتقتل الحقيقة بشكل ممنهج من الأكاذيب والتضليل لتغطية جرائمها ووحشيتها. 

أضاف: “نحن بدورنا نقوم بدور كبير على مدار الساعة من أجل مكافحة الدعاية المضللة التي تسوّق بها إسرائيل لنفسها على الساحة الدولية”، في إشارة إلى مركز مكافحة التضليل التابع لدائرة الاتصال التركية.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى الخميس 17 ألفاً و177 شهيداً، و46 ألف جريح، ودماراً هائلاً بالبنية التحتية، و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.​​​​​​​

زر الذهاب إلى الأعلى