أخــبـار مـحـلـيـة

انفجار بيروت.. لماذا يتجاهل بعض الإعلام اللبناني جهود تركيا الإغاثية؟

“تعمد التكتم والتعمية” هو العنوان الأبرز لبعض وسائل الإعلام اللبنانية وغيرها من الجهات، التي تحاول طمس وتغييب حقيقة الجهود الإغاثية التي تبذلها تركيا نصرة للبنان والشعب اللبناني ونصرة للعاصمة بيروت التي حلّت بها كارثة كبيرة.

 

 

فلم تكد تمضي سوى دقائق قليلة وليس ساعات عقب الانفجار الضخم الذي وقع في مرفأ بيروت، الثلاثاء الماضي، وأدى لوقوع خسائر بشرية ومادية كبيرة، حتى كانت تركيا السّباقة في تلبية النداء حتى من دون أن يطلب منها اللبنانيون ذلك.

سارعت تركيا وبتوجيهات من الرئيس رجب طيب أردوغان، إلى الاستنفار الإغاثي والدبلوماسي والإعلامي، وضعه كل ذلك في خدمة إيصال المساعدات الطارئة إلى لبنان، لمساعدته على تجاوز محنته بأسرع وقت مكن.

 

 

ورغم كل ذاك الاستنفار الذي بدى جليا وظاهرا في شوارع لبنان من خلال نزول الفرق الإغاثية التركية إلى الميدان، إلا أن بعض وسائل الإعلام اللبنانية، وحسب مراقبين، “تعمدت” تجاهل هذا الأمر وعدم تسليط الضوء عليه، الأمر الذي يثير العديد من التساؤلات، على الرغم من أن تركيا لم تعط أي بال لهذا الأمر، بل استمرت في دعمها الإغاثي وما تزال، واقفة إلى جانب للشعب اللبناني في محنته تلك، وغير مهتمة بالـ”شو الإعلامي”.

وتعليقا على ذلك، قال الباحث في العلاقات الدولية محمود علوش لـ”وكالة أنباء تركيا”، “ليس كل الإعلام اللبناني تجاهل موضوع المساعدات التركية الإنسانية، لكن لوحظ أن أغلب وسائل الإعلام المحسوبة على التيار الوطني الحر أو تيار رئيس الجمهورية ميشال عون أو الوسائل المحسوبة على حزب الله على سبيل المثال، حاولت تجاهل موضوع دور المساعدات التركية إلى لبنان”.

وأضاف علوش  “ببدو أن هذا التجاهل له بعد سياسي لا سيما أن هذه الأطراف تسعى منذ فترة وتقود حملة منذ فترة لتشويه صورة الدور التركي في لبنان، وأن أي محاولة تركية إيجابية في لبنان تحاول أن تخفيها أو على الاقل تجاهلها إعلاميا”.

وأشار إلى أنه “في المقابل هناك وسائل إعلام أخرى ركزت أو على الأقل فردت مساحة مقبولة لموضوع المساعدات التركية في لبنان”.

وقال أيضا علوش إن” هذه الأطراف تشعر بالقلق المتزايد من موضوع دور تركي مقبل في لبنان، في ظل تراجع الدور السعودي والدول التي تصنف على أنها سّنية في لبنان، فيمكن لتركيا أن تعود إلى لبنان أو على الاقل ان تلعب دور في لبنان في الفترة المقبلة”.

وتابع “لذلك هذه الأطراف تسعى لقطع الطريق على أي دور تركي في لبنان في المرحلة المقبلة، من خلال تشويه صورتها في الإعلام وعن طريق التقارير الاستخباراتية التي تسرب إلى الإعلام بأن هناك دور تركي في أعمال العنف التي شهدها لبنان خلال الفترة الماضية”.

ورأى علوش أنه “من ممكن أن نضع موضوع تجاهل بعض وسائل الإعلام اللبنانية للمساعدات التركية، في إطار المحاولة السياسية لتجاهل أو على الأقل تغييب هذه الصورة الإيجابية لدور تركي عن الإعلام اللبناني.

وبدلا من الإشادة بالجهود الإغاثية التركية، حاولت بعض الوسائل الإعلامية التابعة لحزب الرئيس عون تشويه صورة تركيا، ومحاولة توجيه الاتهامات لها بأنها “السبب وراء الانفجار”، إضافة لتوجيه الاتهامات لها بـ “دعم الإرهاب”، الأمر الذي أثار استغراب وسخط مراقبين.

وبهذا السياق، قال الصحفي اللبناني يحيى الصديق لـ”وكالة أنباء تركيا”، إنه “منذ اللحظات الأولى للانفجار توالت المساعدات وفرق الإنقاذ التركية من تركيا إلى بيروت، ومنها من كان متواجدا أصلا في بيروت وبدوره توجه فورا إلى موقع الانفجار لمساعدة الفرق الإسعافية والإنقاذية وفرق عناصر الدفاع المدني من قلب مرفأ بيروت، ومساعدة الناس لإخلاء الضحايا والجرحى والمصابين من تحت الأنقاض”.

وأضاف الصديق أن “وجود هذه العناصر بلباسها التابع لمنظمات تركية كهيئة الاغاثة الإنسانية وغيرها، لا شك بأنه تم تداولها بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى ذلك ومن الجانب السياسي تغريدة الرئيس أردوغان كأول رئيس يغرد دعما ومناصرة لبيرت ولبنان، وتوالت من بعده المواقف السياسية من وزير الخارجية إلى المتحدث باسم العدالة والتنمية وغيرها من شخصيات الصف الأول في تركيا، كما توالت المواقف الداعمة لبيروت ولبنان جراء الحدث الكارثي والضخم والكبير الذي حصل في 4 آب 2020”.

وتابع “لا شك أن الإعلام اللبناني المنحاز والمسيس والتابع للعديد من الأحزاب السياسية، يتغاضى بشكل أو بآخر لإظهار هذا الدعم وهذه المواقف المشرفة لتركيا تجاه لبنان، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على انحياز هذا الإعلام وتمسكه بالتبعية السياسية العمياء للأحزاب والتيارات السياسية في لبنان”.

وأكد الصديق أن “الحقيقة التي يعلمها الشعب اللبناني تماما هي أن الشعب التركي والقيادة التركية والسياسة التركية، حريصة كل الحرص على لبنان وبيروت، والشعب اللبناني يعلم تماما مدى جهوزية تركيا للوقوف إلى جانبه في ظل هذه الأزمة”.

 

 

 

أنباء تركيا

زر الذهاب إلى الأعلى