سيـاحـة وسفـر

“برج غلاطة”.. من سجن حربي إلى قبلة سياحية بإسطنبول (تقرير)

من قلب إسطنبول يرتفع شامخا، يطل على المدينة التركية معالمها ويتيح لمن يصعد إليه الاستمتاع بمنظر باهر يمتد من مضيق “البوسفور” إلى خليج “القرن الذهبي”.

برج “غلاطة” واحد من أبرز معالم إسطنبول، ومن أكثرها استقطابا للسياح، حيث لا تكاد تنقطع أمام بابه طوابير المنتظرين لدخوله و استكشافه.

بني البرج- بحسب المراجع التاريخية- في العصر البيزنطي ثم خضع للعثمانيين، الذين استخدموه كسجن لأسرى الحرب في البداية ومن ثم معسكرا للجيش، وأخيرا نقطة لمراقبة الحرائق في المدينة.

** ترميم وتوسيع

وبالرغم من الأعاصير والحرائق والزلزال، التي أتت عليه، إلا أنه في كل مرة كان يعاد ترميه.

وجرى ترميم البرج في عهد الدولة العثمانية 5 مرات، وخلالها ارتفع البرج أكثر وأضيف إليه طابقان ورأس مخروطي، ليكتسب مزيدا من الهيبة والجمال.

وبعد تأسيس الجمهورية التركية، جرى ترميمه 3 مرات واستخدم كمنشأة سياحية ضمت مقاهي ومطاعم حتى عام 2020، حين تم تحويله إلى متحف.

وفي عام 2013، وضعته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” على قائمة التراث العالمي المؤقت، فيما تسعى الجهات المعنية إلى إدراج البرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو.

وبحسب موقع “منصة الثقافة” التابع لوزارة الثقافة والسياحة التركية، يعد البرج واحد من أقدم الأبراج التاريخية في العالم.

وشهد البرج في عام 1638 محاولة طيران من قبل العالم التركي “هزارفن أحمد شلبي”، من قمته حتى منطقة إسكودار الواقعة بالطرف الآسيوي من مدينة إسطنبول.

وقطع شلبي آنذاك، مسافة قدرها 3358 مترا باستخدام أجنحة خشبية.

** العمارة والتصميم

يبلغ ارتفاع البرج نحو 66.90 مترا، أما قطره الخارجي فيبلغ 16.45 مترا، فيما يبلغ قطره الداخلي 8.95 أمتار، وتقدر سماكة جدرانه بـ 3.75 مترا.

ويتكوّن البرج من 9 طوابق، يتم صعود الطوابق السبعة الأولى من خلال مصعد كهربائي استحدثه القائمون على البرج، أما الطابقان الأخيران، فيصعد الزوار إليهما على الأقدام.

في الطابق التاسع، توجد شرفة دائرية تطل على العديد من مناطق إسطنبول، كمضيق البوسفور وخليج القرن الذهبي وبحر مرمرة، وداخل الطابق ذاته يمكن للزائرين التمتع بمشاهدة رسومات جميلة تعلو الجدران، وهي نوع من المحاكاة لما هو عليه حال مشهد المحيط الخارجي للبرج.

وفي الطابق الثامن، يوجد مجسم كبير تظهر فيه بوضوح تفاصيل مدينة إسطنبول، بما فيها المضائق والمباني التاريخية والمساجد والجسور، وغيرها من المعالم.

وفي الطابق الخامس، يرى الزائر عن كثب جزءا من السلاسل المعدنية الضخمة التي كانت تثبت في البحر، لقطع الطريق على سفن الغزاة أو السفن غير المصرح لها بالدخول.

وتمتاز السلالم التي تربط بين الطوابق، بهندسة حلزونية واستخدم في تصميمها حجارة حمراء وصفراء، تمنح بهاء خاصا للبرج.

ويعد البرج المكان الأمثل لمحترفي وهواة التصوير، الراغبين في الحصول على مشهد يختصر إسطنبول في صورة واحدة.

زر الذهاب إلى الأعلى