اقـتصــاديـة

برصاص “نبع السلام”.. رسالة عاجلة للمستثمرين في تركيا

كما وعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، انطلقت أمس الأربعاء عملية عسكرية مشتركة بين الجيش التركي والجيش الوطني السوري شرقي الفرات لمحاربة التنظيمات الإرهابية.

وكعادتها تركيا عند كل تحرك عسكري تختار اسما مميزا يحمل العديد من الدلالات الإيجابية، فحملت العملية الجديدة اسم “عملية نبع السلام”.. فالمنطقة شرقي الفرات ستكون آمنة سالمة مطمئنة بعد تطهيرها من التنظيمات التي أصبح الجميع يدرك أنها تنظيمات مرتهنة هنا وهناك تهدد أمن واستقرار الدول وشعوب المنطقة.

العملية مستمرة والتحرك العسكري على قدم وساق، ولكن ما يهمنا التأكيد عليه في هذه الأسطر النابعة من حقيقة واقعية، هو حال الاقتصاد التركي والاستثمار الأجنبي والعربي في السوق التركية.. هل الأمور إيجابية في الداخل التركي تزامنا مع التحرك العسكري في الشمال السوري؟

 

أستطيع أن أجزم وبناء لمعطيات أعايشها في تركيا منذ سنوات أن الاقتصاد التركي من أقوى اقتصاديات العالم رغم كل ما تتعرض له تركيا من تهديدات ومؤامرات منذ نحو عقد من الزمن، وما صمود الاقتصاد في ظل الأزمات إلا دليل على قوته لا على ضعفه.

بشهادتهم لا بشاهدتنا.. الاقتصاد التركي قوي ومتينن، ويمكن العودة للتصريحات الرسمية الأوروبية والأمريكية ودول جنوب شرقي آسيا حول التقييم الاقتصادي لتركيا وكمية الإشادة بهذا الاقتصاد الذي ينمو بشكل إيجابي عاما بعد عام.

يجب أن لا ننسى أن هدف تركيا حتى عام 2023 أن تكون ضمن أقوى 10 اقتصاديات في العالم، وما العملية العسكرية هذه إلا حلقة من حلقات إزالة العوائق للوصول للهدف المنشود.

وهنا إشارة إلى أن من يهدد الاقتصاد التركي اليوم وأنه “سيدمره”.. لماذا لم يدمره من قبل كما يهدد ويدعي؟!.. إنه أضعف وهو من معه في الشرق الأوسط من تدمير اقتصاد قوي لدولة قوية.

وبالتالي من يعاني منذ أكثر من عقد واقتصاده مازال قويا بل ويزداد قوة، فهو قوي.. وتركيا قوية باقتصادها فلا خوف أبدا من أن “نبع السلام” ستؤثر سلبا على الاقتصاد التركي، بل أرى أن قوة تركيا العسكرية واستقلال قرارها السياسي والسيادي وشجاعتها للتحرك دفاعا عن رؤيتها، كلها أمور تعطي المستثمرين والاقتصاديين ثقة كبيرة بالاقتصاد التركي.

ولا ننسى أن النجاحات العسكرية دائما ما تنعكس إيجابا على الاقتصاد والمال والسياسة.. وتركيا ناجحة دائما في العسكر والتاريخ يشهد.

أستطيع أن أؤكد كمستثمر عربي في تركيا أن ذرة خوف واحدة ليست موجودة في قلبي ـ كما يحاول البعض أن يصور ـ على واقع ومستقبل الاستثمار في السوق التركية بسبب التحرك العسكري شمالي سوريا، بل إنني والكثير الكثير من زملائي المستثمرين ورجال الأعمال العرب هنا في تركيا نشعر اليوم بأمان مالي واستثماري أكثر من أي وقت مضى، لأن الدول عندما تنهي أي مشكلة تعاني منها ستكون لاحقا متفرغة أكثر لتطوير أسواقها واقتصادها.

وتركيا اليوم تنهي مشكلة في الشمال السوري وبالتالي القادم سيكون أكثر إيجابية على الداخل أي المزيد من الاستقرار المالي والاقتصادي أي المزيد من ثقة المستثمرين الأجانب والعرب بتركيا.

نحن كمستثمرين عرب نقف إلى جانب تركيا وإلى جانب الشعب السوري في هذا التحرك العسكري الذي نرى بأم أعيينا أنه سيكون خيرا على كل الأصعدة ليس فقط في تركيا بل في منطقة الشرق الأوسط.

تركيا بواقعها القوي في مختلف المجالات، تختلف كليا عن الدول التي تشن حروبا عشوائية لا طائل منها في الشرق الأوسط، فما يحصل في الشمال السوري هي حرب هجوم ولا يهاجم إلا القويُ، وما تفعله بعض الدول التي نرى أن المستثمرين يهربون منها كل يوم، هي حروب دفاع من موقع الضعيف الذي لم يستطع أن ينهي مجموعة مسلحين رغم سنوات طويلة من القصف والتدمير والحرب

زر الذهاب إلى الأعلى