أخــبـار مـحـلـيـة

بعد أشهر من المفاوضات…أمريكا توافق على الصفقة

أخطرت وزارة الخارجية الأميركية وزارة الدفاع رسميًا بموافقتها على صفقة بيع 40 مقاتلة “إف 16” إلى تركيا بقيمة 23 مليار دولار، فضلًا عن تحديث أسطولها الحالي، بذلك انتهت أشهر من المفاوضات بين أنقرة وواشنطن حول الصفقة التي تزامنت مع قرار مصادقة تركيا على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”.

وذكرت وكالة التعاون الأمني و​​الدفاعي الأميركية، أن وزارة الخارجية أرسلت الإخطار الرسمي إلى الكونغرس بالموافقة على بيع 40 مقاتلة “إف 16 بلوك 70” إلى تركيا، و79 مجموعة تحديث لطائرات “إف 16”.

تركيا تحصل على طائرات “إف 16”

وأضافت الوكالة الأميركية في بيان، أمس الجمعة، أن قيمة الصفقة المحتملة مع تركيا تقارب 23 مليار دولار أميركي.

ولتنفيذ هذه الخطوة كانت الولايات المتحدة تنتظر أن تتسلّم وثائق تصديق تركيا على عضوية السويد في الناتو على ما قال مسؤول أميركي اشترط عدم كشف هويته، ما يعكس الطبيعة الحساسة جدًا للمفاوضات التي كانت جارية.

وبصفتها الأمينة على اتفاقية شمال الأطلسي، يجب أن تودع كل وثائق التصديق في العاصمة الفدرالية الأميركية التي تستضيف في يوليو/ تموز قمة في ذكرى مرور 75 عامًا على إنشاء الناتو.

ويفرض القانون الأميركي إخطار الكونغرس بأي عملية بيع لأسلحة أميركية إلى حكومة أجنبية.

وكانت قضية طائرات إف-16 التي تحتاج إليها تركيا لتحديث سلاح الجو، موضع مفاوضات طويلة بين واشنطن وأنقرة إثر تقدم السويد بطلب انضمام إلى الناتو عقب شن روسيا عملية عسكرية ضد جارتها أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط 2022 ما دفع السويد وفنلندا لتسريع انضمامها للحلف.

وصادق البرلمان التركي الثلاثاء الفائت على انضمام السويد، ليُنهي مفاوضات استمرت عشرين شهرًا بين ستوكهولم وأنقرة بهذا الشأن، كانت بمثابة اختبار لعلاقات أنقرة مع حلفائها الغربيين الراغبين في تشكيل جبهة موحدة ضد موسكو في سياق الهجوم الروسي لأوكرانيا.

ورفضت تركيا في بادئ الأمر طلب السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي على خلفية إيواء ستوكهولم مجموعات كردية تعتبرها أنقرة “إرهابية”.

وطالبت أنقرة السويد بسلسلة من الإصلاحات واشترطت لاحقًا الموافقة أيضًا على صفقة بيعها هذه الطائرات الأميركية.

وبغية تلبية شروط أنقرة، عدّلت السويد دستورها وأقرت قانونًا جديدًا لمكافحة الإرهاب. واتّخذت خطوات أخرى طلبها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وكانت السويد أعلنت في مايو/ أيار 2022 إثر الهجوم الروسي على أوكرانيا ترشحها للانضمام إلى الناتو إلى جانب فنلندا التي أصبحت في أبريل/ نيسان الماضي العضو الحادي والثلاثين في الحلف.

كيف تمت الصفقة؟

ولطالما أيدت الحكومة الأميركية بيع هذه الطائرات إلى تركيا إلا أن أعضاء في الكونغرس ولا سيما من الحزب الديموقراطي عارضوا ذلك وعطلوا الصفقة، وربط هؤلاء الموافقة على هذا العقد بمصادقة تركيا على انضمام السويد.

وأعرب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ بن كاردن في بيان نشر مساء الجمع عن موافقته على اتفاق البيع مشددًا على أنه “لم يتخذ هذا القرار بخفة”.

ويملك الكونغرس صلاحية تعطيل الصفقة من خلال قرار مشترك لكن لا يتوقع ذلك إذ إن شرط المصادقة على انضمام السويد قد لُبي.

وتطلب الاتفاق التزام أثينا المسبق بعدم تعطيله مع حصول اليونان بالتزامن على طائرات إف-35 اكثر تطورًا.

وكانت اليونان التي حصلت أيضًا بموجب الصفقة مع تركيا، على 40 طائرة من طراز إف-35 مقابل 8 مليارات دولار، اعترضت بقوة على بيع طائرات مقاتلة من طراز إف-16 إلى تركيا بسبب نزاعات حدودية بين البلدين لا سيما في شرق المتوسط الغني بموارد الطاقة.

ويبقى على المجر المصادقة على انضمام السويد للناتو، رغم وعود بودابست بأنها لن تكون البلد الأخير الذي يعطي الضوء الأخضر.

وتوقعت مصادر في واشنطن أن يحتاج هذا الأمر إلى أسابيع إضافية، لكن المجر تعهدت المضي قدمًا ما يسمح بتوقع مراسم لرفع العلم السويدي خلال الاجتماع الوزاري المقبل للناتو في مقره في بروكسل في أبريل/ نيسان القادم.

زر الذهاب إلى الأعلى