أخــبـار مـحـلـيـة

بعد أن أطلقه رسمياً.. جدل إعلامي تركي حول “حزب “داوود أوغلو” الجديد

تقدّم أحمد داود أوغلو الذي شغل مناصب عدّة رفيعة في حكومات حزب العدالة والتنمية -مثل منصبي “وزير الخارجية ورئيس الوزراء” بطلب رسمي يوم الجمعة الماضي، إلى وزارة الداخلية التركية، من أجل تأسيس حزبه الجديد “المستقبل”.
وعقد داود أوغلو اليوم، في فندق “بيل كينت” بأنقرة ، جلسة تمهيدية للتعريف بحزبه، وكذلك بالتعريف بـ مجلس المؤسسين، مطلقا الشعار الأول للحزب.

وخلال حديثه بدأ داود أوغلو الجلسة بشعار الحزب قائلا: “نحن لدينا مستقبل”، موضحا بانّ اسم الحزب هو حزب “المستقبل”، مشددا خلال حديثه على اللحمة التي تجمع أبناء تركيا على الرغم من اختلاف مشاربهم ومذاهبهم ومعتقداتهم ولغاتهم، قائلا: “ننتمي إلى جذور مختلفة ولكننا جميعا أبناء الجمهورية التركية”.

وأضاف بأنّ تجاوز المصاعب لا يكون من خلال الرجوع إلى الماضي وإنّما من خلال التطلع إلى المستقل، وكذلك ليس بالكره والغضب وإنّما بالمحبة والرحمة.

وذكر بأنّ الهدف الرئيس للسياسة التي سينتهجها حزبه هو الحفاظ على شرف وكرامة الإنسان والارتقاء بهما، وكذلك ضمان سلامة الروح والمال، وضمان حريّة المعتقد والتعبير  والانتقاد لدى المواطن.

وانتقد داود أوغلو خلال حديثه النظام الرئاسي الذي تمّ الانتقال إليه العام المنصرم، عبر استفتاء شعبي أجرته الحكومة التركية، قائلا: “في حال الاستمرار بالنظام الرئاسي ليس بالإمكان الحفاظ على نظام المجتمع الديمقراطي”.

ما آراء المحللين والإعلاميين الأتراك بالحزب الجديد؟
أمين بازارجي لفت في مقالة نشرتها صحيفة أقشام، خلال تعقيبه على تأسيس حزب المستقبل الجديد لأحمد داود أوغلو، والحزب الآخر الذي من الممكن أن يعلن عنه في المستقبل القريب علي باباجان، إلى أنّ دراسات أجرتها مراكز أبحاث تركية أكّدت على عدم حاجة تركيا لأحزاب جديدة.

وأضاف بازارجي بأنّ نسبة الأصوات التي من الممكن أن تحققها الأحزاب الجديدة هي 1 بالمئة، أو 2 بالمئة كأفضل تقدير، مردفا في هذا الإطار: “يعلم مؤسسو الأحزاب الجديدة، بأنّهم لن يحظوا بفرصة الوصول إلى السلطة، وعلى الرغم من ذلك يستمرون في طريقهم، وهدفهم من ذلك هو الحصول على نسبة 1 أو 2 بالمئة فقط لا غير، وكل ذلك من أجل إنزال أردوغان من السلطة، ولا سيّما أنّ النظام الرئاسي قائم على نسبة 50 + 1”.

وذكّر بازارجي بأنّ المعارضة التركية فيما لو اتفقت -في إشارة إلى حزبي الصالح والشعب الجمهوري- كانت ستقدّم خلال الانتخابات الرئاسية السابقة “عبد الله غل” كمرشح رئاسي مشترك ينافس أردوغان.

وختم بازارجي: “أقولها من الآن سترون أحمد داود أوغلو وعلي بابا جان وعبد الله غل وهم يسيرون جنبا إلى جنب مع كمال كليجدار أوغلو، وتصريحاتهم المستقبلية ستتقاطع مع تصريحات حزب الشعوب الديمقراطي”.

نجاح الأحزاب الجديدة بماذا مرهون؟
فكرت بيلا أفاد في مقالة نشرها موقع 24، بأنّ نجاح الأحزاب الجديدة في تركيا مرهون بشكل كبير فيما إذا كانت هذه الأحزاب قادرة على إعادة تأسيس ما يُسمّى بـ “اليمين المركزي” أم لا.

وذهب بيلا إلى أنّ الأحزاب اليمينيّة مع الحزبين الجديدين -حزب داود اوغلو وحزب باباجان- سيرتفع عددها إلى 3.

ومن جانبه تساءل محرّم صاري قايا في مقالة نشرتها صحيفة خبر ترك عن الفرق الذي سيكون بين حزبي كلّ من أحمد داوود أوغلو وعلي باباجان ولا سيّما أنّهما قادمان من الحزب نفسه، حزب العدالةوالتنمية، وشغلا فيه مناصب رفيعة.

وبحسب صاري قايا، ومن خلال لقاءات أجراها مع مؤسسي حزب المستقبل الجديد، فإنّ هدف الحزب هو استعادة الأهداف التي كان حزب العدالة والتنمية يتبنّاها، والتي لم يعد لها أثر -على حدّ تعبيرهم- بعد 2016، في إشارة منهم إلى ما بعد استقالة داوود أوغلو من الحزب.

وختم صاري قايا بأنّ عدد الأحزاب المعارضة مع الإعلان عن حزب داود اوغلو، وانتظار الحزب الذي سيعلن عنه علي باباجان فقد ارتفع إلى ستة، إذا ما تمّ الأخذ بالحسبان حزب الشعب الجمهوري وحزب الصالح وحزب السعادة وحزب الشعوب الديمقراطي.

وأردف في السياق نفسه: “وهذا يعني بأنّ الأوراق سيتم توزيعها خلال المراحل القادمة على هذا الأساس، حيث سينزل إلى الساحة لاعبان جديدان، وهذا لا يعني بأنّ حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية هما اللذان سيخسران الأصوات فقط في الانتخابات، وإنما المعارضة المتمثلة بالشعب الجمهوري والصالح والشعوب الديمقراطي أيضا ستتأثر بذلك، ولكن من الممكن أن تجد جبهة المعارضة فائدة في الحزبين الجديدين، ولا سيّما أنّ كافة الأحزاب المعارضة تتفق حول فكرة إعادة النظام البرلماني السابق”.

تجدر الإشارة إلى أنّ أحمد داود أوغلو كان قد أكّد في الـ 5 من أيار 2016، اليوم الذي قدّم فيه خطاب استقالته، على أنّه سيكمل مشواره السياسي حتى آخر لحظة من عمره، منتسبا لحزب العدالة والتنمية، قائلا: “إن حزب العدالة والتنمية اليوم قضية دولة بأكملها، وسأستمر في الحزب وسأواصل كفاحي السياسي حتى آخر لحظة من عمري كنائب في البرلمان عن ولاية قونية، وفي الحزب نفسه”

زر الذهاب إلى الأعلى