أخــبـار مـحـلـيـة

بعد الصناعات الدفاعية.. هل تقتحم شركة أسيلسان التركية الأسواق المالية؟

دخلت شركة أسيلسان (ASELSAN) التركية الرائدة في صناعة الدفاع، التي نفذت مشاريع مهمة للغاية في مجالات الدفاع الجوي وأنظمة الأسلحة والكاميرات وأنظمة الرادار والأنظمة الإلكترونية والمركبات بلا طيار، مجال التقنيات المالية من أوسع أبوابه عقب توقيعها عقداً لإنتاج 10 آلاف صراف بنكي (ATM) للبنوك المحلية.

ولا تقتصر أنشطة أسيلسان ونجاحاتها على تطوير وصناعة الإلكترونيات العسكرية وأنظمة الاتصالات المشفرة لتلبية احتياجات الاتصال والتواصل للجيش التركي بإمكانيات وطنية خالصة، بل امتدت لتبلغ مجالات متنوعة أخرى، مثل الأقمار الصناعية والأمن السيبراني، بالإضافة إلى مساهمتها الجادة في مجال التقنية المالية.

فإلى جانب المشروع الجديد الذي يتضمن إنتاج 10 آلاف صراف بنكي لـ7 بنوك عامة بإمكانيات محلية خالصة، تُعتبر شركة أسيلسان أيضاً إحدى ثلاث شركات رئيسية مشاركة في مشروع نظام “الليرة التركية الرقمية” الذي يشرف عليه البنك المركزي التركي.

توطين صناعة الصرافات البنكية

ماكينات الصراف الآلية (ATM) هي نظام يمكن من خلاله إجراء المعاملات البنكية بالبطاقات ومن دونها، إذ تتيح للمستخدمين دفع الفواتير وإرسال الأموال أو سحبها. وفي السنوات الأخيرة ازداد الطلب على هذا النوع من الآلات بسبب توفيرها خدمة للمستخدمين لإتمام معاملاتهم بلا حاجة للذهاب إلى البنوك.

وبفضل العقد الذي وقّعَته أسيلسان مؤخراً، ستتمكن تركيا للمرة الأولى من توطين إنتاج هذه الأنظمة، التي تُستورَد من الخارج، بإمكانيات وخبرات وطنية.

ومع دخولها سوق صناعة الصرافات الآلية، ستتاح لأسيلسان الفرصة لنقل خبراتها في مجال الدفاع إلى القطاع المالي. وكما نجحت في تقليل اعتماد تركيا على الخارج في مجالات الدفاع، ستقلّل الاعتماد الخارجي في التقنيات المالية، إذ سيُمهَّد الطريق لتجربة الأجهزة والبرامج المستخدَمة في مجال الدفاع لتتحول إلى منتجات وأنظمة وحلول جديدة بقطاع التمويل في المستقبل.

وهي الخطوة التي من شأنها أن تُبقِي ملايين الدولارات داخل السوق التركية وتمنع خروجها لشراء مثل هذه التقنيات.

مساهم أساسي في مشروع “الليرة المشفرة”

بالتزامن مع رواج العملات الرقمية في السنوات الأخيرة، ورغبةً منه في اللحاق بروح العصر، أعلن البنك المركزي التركي في شهر أبريل/نيسان 2021 أنه وقّع مذكرات تفاهم ثنائية مع ثلاث شركات محلية رائدة في تطوير تكنولوجيا الدفاع الإلكترونية وبرامج الأمن السيبراني، من ضمنها شركة أسيلسان، لإنشاء منصة تعاون لإطلاق مشروع رقمنة الليرة التركية، ضمن مساعيه لاستكشاف المساهمات المحتمَلة لتداول الليرة التركية الرقمية كمكمّل للبنية التحتية للمدفوعات الحالية.

وتساهم أسيلسان في هذا المشروع الرقمي من خلال تطوير الأنظمة اللازمة لتلبية المتطلبات في مجالات أمن المعلومات والتشفير والأمن السيبراني. كما تقدّم حلولاً وطنية آمنة ومتكاملة مع الخوارزمية ونظام إدارة المفاتيح وتصميمات أجهزة النقل الرئيسية لاستخدامها في الأنظمة والمنتجات التي تستهدف أمن المعلومات.

وبينما لا تزال شبكة “البلوكتشين” الخاصة بالليرة الرقمية شبه غامضة، يُتوقع أن يعلن عنها تفصيلياً بالتزامن مع بدء المرحلة التجريبية الأولى قريباً، المقرَّر أن يُختبَر خلالها النموذج الأولي لـ”شبكة الليرة التركية الرقمية” في نطاق ضيّق ودائرة مغلقة بين المركزي التركي وشركات التكنولوجيا المشاركة في المشروع.

أسيلسان

منذ تأسيسها عام 1975 عقب عملية السلام القبرصية بتبرعات المواطنين الأتراك، تواصل أسيلسان كتابة قصة نجاحها التي بدأت بتصنيع أجهزة الراديو العسكرية واستمرّت بتأميم وتوطين مختلف المعدات في المجال العسكري التي عزّزت قدرات القوات المسلحة التركية، فضلاً عن اقتحام أسواق الصادرات العسكرية والسيبرانية عبر مشاركة منتجاتها مع الدول الصديقة والحليفة.

وتُعتبر أسيلسان اليوم أكبر شركة تركية متخصصة في مجال الصناعات الإلكترونية الدفاعية، إذ تمدّ الجيش التركي بأحدث منظومات الاتصال الحربية وأجهزة الرادار الحديثة والمتطورة وأنظمة الرؤية الليلية، بالإضافة إلى أنظمة الدفاع الجوي وأجهزة التشويش والتنصت، كما تنتج أنظمة التحكم والقيادة من بُعد للمركبات والطائرات الحربية بجانب أنظمة الذخائر الذكية والموجهة، كما دخلت مؤخراً مجالات الأتمتة والمرور والتقنيات الصحية.

 

ومع حفاظ أسيلسان على موقعها الثامن والأربعين في القائمة العالمية لأفضل 50 شركة في مجال الصناعات الدفاعية للعام الثاني على التوالي، صنعت نحو 172 منتجاً جديداً العام الماضي، فيما بلغ عدد المنتجات التي وطّنَتها في السنوات القليلة الماضية أكثر من 400 بلغت مساهمتها في الاقتصاد التركي نحو 186 مليون دولار، وفقاً لمدير عامّ الشركة خلوق كوركون الذي تحدث للأناضول على هامش معرض الصناعات الدفاعية الدولي الذي استضافته إسطنبول العام الماضي.

TRT عربي

زر الذهاب إلى الأعلى