أخــبـار مـحـلـيـة

بوادر صراع بين أقطاب المعارضة على الترشح لرئاسة تركيا

يثير الإعلان عن أن زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو، مرشح لخوض الانتخابات الرئاسية عام 2023، التساؤلات حول موقف رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، وزعيمة حزب الجيد ميرال أكشنار، إزاء هذا التطور اللافت.

 

 

 

وبدأ الحديث عن ترشح كليتشدار أوغلو للرئاسة التركية، مع بداية العام الجاري، وقد ألمح إلى ذلك زعيم حزب الشعب الجمهوري مرات عدة في الآونة الأخيرة.

ويسعى كليتشدار أوغلو لاستبعاد كل من أكرم إمام أوغلو، ومنصور يافاش رئيس بلدية أنقرة، من سباق الرئاسة، من أجل الحفاظ على المكاسب التي حققتها المعارضة في إسطنبول وأنقرة.

 

إعلان ترشح كليتشدار أوغلو للرئاسة، جاء من شخصية مقربة له للغاية، ويدلل على أن أعضاء الحزب يفضلون ترشحه بدلا من أي شخص آخر.

لكن هذا الإعلان جاء بخلاف ما كان يتحدث عنه زعيم حزب الشعب الجمهوري، فقد قال في تصريحات سابقة، إنه سيتم الحديث داخل “تحالف الأمة” عن مسألة الرئاسة، وما إذا كان سيقوم كل حزب بترشيح مرشح له، أو التوافق على مرشح مشترك، مضيفا أنه “إذا كان هناك توجه مشترك بأن أكون المرشح فسأكون كذلك”.

وعلى الرغم من أن الانتخابات الرئاسية من المقرر عقدها عام 2023 كما أكد الرئيس رجب طيب أردوغان، إلا أن الحديث بشأنها يكثر في الأوساط السياسية داخل تركيا، ما يدلل على أنها تشكل مسألة مهمة للغاية قد تحدد مصير البلاد بعدها.

وأعلن نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري بولنت كوش أوغلو، خلال افتتاح مقر جديد في العاصمة التركية أنقرة، أن مرشح الحزب في الانتخابات الرئاسية هو زعيمه كليتشدار أوغلو.

وتحدث آخرون سابقا، من قيادات الحزب، عن ترشيح كليتشدار أوغلو لخوض الانتخابات أمام أردوغان.

ويعد هؤلاء، لا سيما كوش أوغلو، من الشخصيات البيروقراطية البارزة داخل حزب الشعب الجمهوري والمقربة لزعيمه.

وقال الكاتب التركي عبد القادر سيلفي، في مقال على صحيفة “حرييت“، إنه إذا كان المتحدث هو بولنت كوش أوغلو، فينبغي تقييم ذلك بأنه جاء بعلم من كليتشدار أوغلو.

ونقل الكاتب، في مقاله الذي ترجمته “عربي21″، عن مصدر مقرب داخل الحزب أن كليتشدار أوغلو بدأ بتهيئة نفسه والاستعداد لذلك، كما أن مجموعة من الحزب ذاته تستعد وتتحضر من أجل ذلك.

وأشار إلى أنه منذ تلميحه بترشحه للرئاسة مع بداية العام الجاري، فقد أصبح اسمه بالصدارة، وخرج بمقاطع فيديو، ولقب نفسه بـ”عم الشباب” الديمقراطي.

ماذا تريد أكشنار؟

ولفت سيلفي إلى أن تقديم كليتشدار أوغلو نفسه في سباق الرئاسة دون التوافق بقرار مشترك، يأتي في سياق “فرض” نفسه في الوقت الذي ترى فيه زعيمة حزب الجيد ميرال أكشنار أهمية تقديم مرشح مشترك.

ورغم الرسائل التي تفيد بأن أكشنار لا ترغب في أن تكون مرشحة للرئاسة هذه المرة، فإن هناك اتجاها داخل حزب الجيد يسعى بالدفع لكي تكون مرشحا مشتركا، كونها هي الشخصية الوحيدة القادرة على استقطاب أصوات القطاعات القومية والمحافظة.

ولفت الكاتب إلى أن أكشنار تميل إلى شخصية قادرة على الفوز، وليس كليتشدار أوغلو، كما أنها تفضل أكرم إمام أوغلو أو منصور يافاش.

ماذا يريد “الشعب الجمهوري”؟

وقال الكاتب إن كوادر أساسية في حزب الشعب الجمهوري ترغب في ترشح كليتشدار أوغلو لانتخابات الرئاسة بدلا من إمام أوغلو ويافاش.

هل يتصاعد التوتر؟

ورأى سيلفي أن هناك احتمالا آخر، وهو أن يتصاعد التوتر وصولا إلى تفرق أحزاب المعارضة، وإعلان كل منها عن مرشح منفصل.

وأشار الكاتب إلى أن الجهود داخل حزب الشعب الجمهوري في ترشيح كليتشدار أوغلو للرئاسة، تسببت في انزعاج على جبهة إمام أوغلو.

وأوضح أن إمام أوغلو بقي صامتا في الوقت الحالي، لكن لا ينبغي لأحد أن يعتبر ذلك تخليا عن ترشيحه للرئاسة.

وأكد أن إمام أوغلو سيتخذ إجراءات في عملية اختيار المرشح الرئاسي، مع امتلاكه أوراقا رابحة ضد كليتشدار أوغلو.

وأوضح في هذا السياق أن الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، يعتقد بأن إمام أوغلو قد يفوز في الانتخابات، وبالإضافة إلى ذلك فإن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي يدعمه، إلا أن كليتشدار أوغلو لن يستسلم أمام هذه العملية، وقد يزداد التوتر بين الرجلين.

الإعلان رسالة لإمام أوغلو ويافاش

وبدوره، قال الكاتب التركي ظافر شاهين، في مقال على صحيفة “ملييت“، إنه لم يعد من الممكن إخفاء الصراع حول المرشح الرئاسي داخل حزب الشعب الجمهوري، مشيرا إلى أن إعلان كوش أوغلو مع اثنين آخرين من رؤساء البلديات أن كليتشدار أوغلو هو المرشح الرئاسي هي رسالة إلى بقية أعضاء الحزب.

وأضاف شاهين، في مقاله الذي ترجمته “عربي21″، أنه يجب تقييم حديث كوش أوغلو، جنبا إلى جنب مع تصريحات القيادي في حزب الجيد، جيهان باباجي، والتي أبدى فيها رغبته في أن تكون ميرال أكشنار هي “المرشحة المشتركة”.

وتابع بأن كوش أوغلو شخصية مقربة لكليتشدار أوغلو، وباباجي -فهو أيضا مقرب لأكشنار- لافتا إلى أن التصريحات التي خرجت من الطرفين موجهة إلى إمام أوغلو ويافاش بأن “يجلسا مكانهما”.

وشدد على أن التصريحات بلا شك خرجت بعلم من كليتشدار أوغلو وأكشنار، مرجحا، وفقا لذلك، أن يكون أحدهما هو المرشح المشترك لتحالف المعارضة.

وأكد شاهين أن الخلافات في “الشعب الجمهوري” لا تتوقف فقط على المرشح الرئاسي، فبالتوازي مع ذلك هناك صراع على السلطة داخل الحزب.

وأشار إلى أنه مع اقتراب الانتخابات، فستتضح أكثر صراعات القوى داخل الحزب، وقال: “فلنترقب الخطوة المقبلة من إمام أوغلو وفريقه من أجل السيطرة على الحزب”.

ورجح أن أسباب ذلك تكمن في أن المرشح منهما، إذا لم يحقق الفوز بانتخابات الرئاسة، فإنه سيسعى لرئاسة الحزب، كما حدث مع محرم إنجه الذي لم يفز في الانتخابات السابقة وحاول الحصول على الزعامة.

ورأى الكاتب أن تلك التجربة دفعت كوادر مهمة لدعم ترشح كليتشدار أوغلو، لمنع تجدد الصراع على رئاسة الحزب، خاصة أن من يترشح لخوض المنافسة الرئاسية يتوجب عليه التخلي عن مناصبه في الدولة، ما يدفعه لاحقا للبحث عن منصب حزبي مهم يبقيه في الساحة السياسية.

وأما السبب الآخر فيكمن في أن خسارة إمام أوغلو أو يافاش في سباق الرئاسة تعني أن إحدى البلديتين (أنقرة وإسطنبول)، ستنتقل إلى حزب العدالة والتنمية.

 

عربي21- عماد أبو الروس

زر الذهاب إلى الأعلى