أخــبـار مـحـلـيـة

“تركيا الجديدة”.. حاضرة بقوة في حملة “العدالة والتنمية” الانتخابية

المتابع لتفاصيل المعركة الانتخابية الدائرة الآن في تركيا والتى ستنجلي نتائجها مساء السابع من يونيو/حزيران الحالي، يلحظ أن محاور حملة حزب “العدالة والتنمية” الانتخابية تركزت في مواصلة السير على درب “تركيا الجديدة” ومسيرة الاصلاحات في سبيل تعزيز الديمقراطية والنهوض بالبلاد أكثر، وذلك بحسب تصريحات رئيس الوزراء التركي، وزعيم الحزب “أحمد داود أوغلو”، والتي لم تخلو دومًا من الحديث عن ملف الدفاع عن مظلومي العالم والوقوف إلى جانب الشعوب المضطهدة.

ففي كلمته اليوم الخميس، أكد داود أوغلو خلال اجتماع مع الشباب في إسطنبول، ضمان حرية التعبير عن الرأي لكافة أفراد المجتمع من مختلف التيارات والشرائح، مشددًا في الوقت ذاته على عدم التهاون حيال من يلجأ للعنف بغض النظر عن توجهاته.

وفي خطاب له أمس، قال داود أوغلو: “لن نسمح بإهانة أو ازدراء أي أحد في البلاد بسبب إثنيته أو مذهبه، ولن يعامل أي شخص على أنه مواطن من الدرجة الثانية، بسبب نمط حياته أو ملبسه، أو ارتداء الحجاب”.

وخلال مشاركته في برنامج على قناة محلية، قبل أيام، كشف داود أوغلو أن “العدالة والتنمية” سيتجه لتطبيق خطة عمل عاجلة مباشرة، عقب الانتخابات حال فوزهم، ستكون فيها الأولوية للعمل على صياغة دستور جديد، والمضي قدمًا في مسيرة السلام الداخلي (الرامية لإنهاء الإرهاب، وإيجاد حل جذري للمسألة الكردية)، وتحقيق الوفاق المجتمعي.

وأضاف زعيم الحزب أن الخطة تشمل إصلاحات بنيوية في المجال الاقتصادي، وتوفير فرص عمل، وتلبية مطالب الشرائح الاجتماعية المختلفة، وإقرار قانون الشفافية، وإعادة هيكلة الأجهزة الإدارية المترهلة والمتضررة من تغلغل “الكيان الموازي” (الاسم الذي تطلقه الحكومة على جماعة فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية) ووضع مخططات لإعادة تأهيل المدن وتطويرها.

وفيما يتعلق بالصناعات العسكرية المحلية، قال داود أوغلو في أحد خطاباته: “كنا في الماضي لا نستطيع أن ننتج بندقية واحدة، لكننا الآن بتنا ننتج طائراتنا ودبابابتنا بأيدينا، فأول طائرة حربية محلية ستحلق في الآفاق بحلول عام 2023، وأول طائرة طيران مدنية ستحلق في سماء البلاد بحلول عام 2019، وكما تعلمون أول مروحية محلية الصنع دخلت الخدمة الشهر الماضي”.

ونوه رئيس الوزراء باستمرار بوقوف تركيا إلى جانب المضطهدين في المنطقة والعالم، مشيرًا أن هناك من يسعى لمعاقبة تركيا على خلفية وقوفها إلى جانب المظلومين، لافتًا أن البعض لا يريد لتركيا أن تدافع عن فلسطين، سوريا، ومصر، بل يريدون لها أن تبقى منغلقة على نفسها، وأن تنشغل بمشاكلها.

وانتقد داود أوغلو حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة، مشيرًا أن الحزب المذكور لا يستطيع احتضان الجماهير في أرجاء تركيا كلها، رغم توجهه الجمهوري المفترض، حيث أنه لا يملك أي نائب في 33 ولاية من أصل 81 ولاية، فيما تبلغ نسبة أصواته دون الـ 5% في أكثر من 20 ولاية.

واتهم داود أوغلو حزب الشعوب الديمقراطي (غالبية أعضائه من الأكراد)، بممارسة ضغوط على الأكراد غير الموالين له، وتطرق إلى مسيرة السلام الداخلي، في خطابه بولاية ديار بكر نهاية الشهر المنصرم، حيث انتقد زعيم حزب الشعوب الديمقراطي، صلاح الدين دميرطاش، قائلًا: “هل يستطيع دميرطاش أن يأتي إلى هنا ويقول كفاكم اتركوا سلاحكم؟ (في إشارة إلى مسلحي منظمة بي كا كا الإرهابية)”، مضيفًا: “أنا أعارض العنف والإرهاب بجميع أشكاله أيًا كان فاعله، لذا حكومتنا مسؤولة عن أي اعتداء يستهدف إخواننا الأكراد”.

وفي أكثر من مناسبة، شدد رئيس الوزراء على أنه سيترك رئاسة حزب العدالة والتنمية الحاكم، إذا لم يفز الحزب بالمركز الأول في الانتخابات، مشيرًا أن قادة المعارضة لا يجرأون على الإدلاء بتصريحات مماثلة للاستقالة من رئاسة أحزابهم حال فشلهم.

 

زر الذهاب إلى الأعلى