أخــبـار مـحـلـيـة

تركيا تستحوذ على بيانات “الذئاب المنفردة” في داعش.. ما علاقة إيران؟

كشفت صحيفة تركية، عن عملية سرية ومعقدة لشعبة مكافحة الإرهاب في إسطنبول، ضد خلية تبين أنها تعمل لصالح المخابرات الإيرانية، سعت للحصول على معلومات تشمل هوية الآلاف من عناصر تنظيم الدولة من “الذئاب المنفردة”.

وفي التفاصيل، قام الأمن التركي بالتنصت على مفاوضات بشأن شحنة معينة بين خمس أشخاص يعملون لصالح المخابرات الإيرانية، ومجموعة من أوزبكستان.

وبعد ترجمة ما تم التنصت عليه، فقد تمكن الأمن التركي من فك رموز تتعلق بـ”المقاتلين الإرهابيين” الذين يطلق عليهم “الذئاب المنفردة” وخططوا ونفذوا هجمات مسلحة في جميع أنحاء العالم.

صحيفة صباح في التقرير الذي ترجمته “عربي21“، ذكرت أن الـ”CIA” الأمريكية، وجهاز الاستخبارات البريطاني “MI6″، والموساد الإسرائيلي، والمخابرات الإيرانية، تعمل منذ سنوات عدة في زرع عملاء لها داخل تنظيم الدولة للتجسس ضده.

وكشفت الصحيفة، أن أجهزة المخابرات العالمية كلفت أكثر من 40 عميلا بهويات مختلفة للعمل في جبال طاجيكستان وأوزبكستان وباكستان، من أجل التوصل إلى “الشحنة” التي لا تقدر بثمن وعالية السرية التابعة لتنظيم الدولة.

ونوهت إلى أن مهمتهم الوحيدة هي الاستيلاء على الشحنة (أرشيف سري) التي كان زعيم “داعش” أبو بكر البغدادي، الذي قتل في 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2019 يخبئها بعناية منذ سنوات.

ويحتوي الأرشيف السري على معلومات خاصة لأعضاء المنظمة “التائبين”، والتعليم الخاص الذين حصلوا عليه، وقدراتهم التنظيمية، والسلاح الذي استخدموه، ومعلومات التواصل والاتصال وعناوينهم وعائلاتهم في البلدان التي كانوا فيها.

وفي مواجهة عملية أمريكية خاصة، فإنه تقرر إرسال (الأرشيف السري) إلى بلد أكثر أمانا من خلال تسليمه إلى ساع تم تعيينه من  خلال أبي الحسين الحسيني القريشي، لكن الساعي خطط لبيع “الشحنة” التي علم بمحتوياتها، وتم القبض عليه من عناصر التنظيم واستجوابه بعد أشهر من اختفائه.

وزعم ساعي البريد الذي قطع عناصر تنظيم الدولة كاحليه، أن الشحنة “الأرشيف السري”، قد فقدها، وتم الإفراج عنه، ولكن التنظيم قام بإعدام اثنين من عناصره في أوزبكستان وسوريا بالسيف، ولم يتمكن من الحصول على “الشحنة”.

وتبين أن “الشحنة” قد حصلت عليها مجموعة في أوزبكستان، سعت للتفاوض مع أجهزة المخابرات الغربية بشأنها، وفي ذلك الوقت بدأت وحدة مكافحة الإرهاب التابعة لشرطة إسطنبول بالتدخل والمتابعة.

وخلال إجراء دراسات فنية في إطار “الوقاية الاستخباراتية” ضد هجمات محتملة بعد 24 عملا إرهابيا نفذها التنظيم في تركيا حتى الآن، فقد تمت ترجمة مكالمة هاتفية باللغة الطاجيكية وتحليلها بالتفصيل.

وتوصلت شرطة إسطنبول من خلال تحليل البيانات، إلى أن هناك صفقة بشأن “شحنة” سيتم إجراؤها في إسطنبول، لكن لم تكن هناك معلومات بشأنها أو توقيت تنفيذ عملية التبادل.

وألقت السلطات التركية القبض على رجل الأعمال الإيراني سيمور رزاييف، الذي يشارك في مشروع التطوير السري للطائرات بدون طيار التابعة للدولة الإيرانية، والمواطن الإيراني حكمت علييف، صاحب شركة “BUTA Logistics”، التي تقوم بما يسمى بنقل البضائع من تركيا إلى الجمهوريات التركية، وزين الدين جاليسكان، الذي يعمل في تجارة المعادن، والمواطن التركي من أصل إيراني محمد تشيليك، الذي  يعمل في تجارة المصاعد في إزمير، وجميعهم كانوا يشاركون في مشاريع سرية لتوريد قطع غيار لمشاريع استراتيجية.

وقام سيمور رزاييف وأصدقاؤه بتزويد الدولة الإيرانية بخزانات وقود المركبات المسيرة من أوكرانيا، وقد تم تهريبها إلى إيران عبر فيتنام، من أجل التهرب من الحصار المفروض من دول غربية.

وتبين أن سيمور رزاييف وأعضاء الخلية، وصلوا إلى إسطنبول، واستأجروا سيارة بشكل غير رسمي لمواطن تركي، حتى لا يتركوا أي أثر استخباراتي، والقيام من خلالها بأنشطة لصالح المخابرات الإيرانية.

ووفقا لتقرير مكون من 64 صفحة، فإن عناصر الخلية التي تعمل لصالح طهران، اجتمعت في إحدى المقاهي، وتحدثوا عن “شحنة” وهي عبارة عن مادة رقمية تم عرضها للبيع من عناصر في تنظيم الدولة، واتفقوا على الحصول عليها وتزويد المخابرات الإيرانية بها.

وأبلغت المخابرات الإيرانية، رزاييف وفريقه، بأنها تريد التحقق من بعض الوثائق في الشحنة الرقمية، وأنها مستعدة أن تدفع 8.5 مليون يورو مقابلها، بعد التحقق منها. وبعد مفاوضات استمرت لأشهر، فإنه تم جلب بعض الوثائق الأولية من أوزبكستان وتقديمها إلى عناصر جهاز المخابرات الإيراني في إسطنبول.

وأبدت وزارة الاستخبارات الإيرانية استعدادها لتقديم الرقم المطلوب مقابل الشحنة كاملة، وتقرر أن تكون مكان عملية التسليم في إسطنبول.

وتبين أن الشحنة الرقمية، تحتوي على بيانات استخباراتية عن السيرة الذاتية لـتسعة آلاف و952 عنصرا من داعش منتشرين في جميع أنحاء العالم، إلى جانب السير الذاتية والمعلومات وصور فوتوغرافية خاصة بهم.

وتبين أن هؤلاء العناصر هم “الذئاب المنفردة” المنتشرة في العالم، والذين لم يتم التمكن سابقا من الوصول إليهم.

ونفذت وحدة مكافحة الإرهاب عملية واعتقلت أعضاء المجموعة الخمسة في إسطنبول.

وكشفت الصحيفة أن “الذئاب المنفردة” لتنظيم الدولة، تقف خلف العديد من العمليات في العالم، أبرزها مقتل 50 شخصا وإصابة 53 آخرين في هجوم نفذته في ملهى ليلي في فلوريدا الأمريكية في 12 حزيران/ يونيو 2016.

وتبين أن أندرس بهرنغ بريفيك الإرهابي اليميني النرويجي، والذي قتل 77 شخصا معظمهم من الأطفال عام 2011، هو من “الذئاب المنفردة” لتنظيم الدولة.

ومن ضمن العمليات التي تقف خلفها “الذئاب المنفردة”، عملية دهس في نيويورك (مانهاتن) باستخدام سيارة تجارية مستأجرة. وأسفرت العملية عن مقتل ثمانية أشخاص وجرح 11 غيرهم. وكان قد نفذها الأوزبكي سايفولو حبيبولافيتش سايبوف في 31 تشرين الأول/ أكتوبر 2017.

ومن ضمن عمليات “الذئاب المنفردة”، العملية التي قام بها عبد القادر مشاريبوف، وهو مواطن قيرغيزي في ملهى “رينا” في منطقة بشيكتاش بإسطنبول في 1 كانون الأول/ يناير 2017، وأسفرت عن مقتل 39 شخصا وإصابة 71 آخرين.

ومنها عملية الدهس بالشاحنة الصغيرة في برشلونة الإسبانية في 18 آب/ أغسطس 2017، والتي أسفرت عن مقتل 14 شخصا وإصابة أكثر من 100.

زر الذهاب إلى الأعلى