أخــبـار مـحـلـيـة

تركيا..مبادرة فردية حولت سهوب ألازيغ إلى غابة (تقرير)

 

حولت شتلات تمت زراعتها بمبادرة فردية في إطار حملة تشجير بدأت قبل 40 عاما، سهوب منطقة باسكيل في ولاية ألازيغ التركية (شرق)، إلى غابة غنّاء أطلق عليها اسم “غابة قوشهان”.

وفي عام 1983، بادر مهندس الغابات أردينج أوسلان أوغلو بدعوة المواطنين إلى زراعة شتلات على قطعة أرض مساحتها 1500 هكتار في قضاء باسكيل، لتتحول المنطقة فيما بعد إلى غابة.

ورغم عدم إظهار المواطنين تفاعلا مع هذه المبادرة لاعتقادهم بأن “أشجار الصنوبر لا يمكن أن تنمو في المنطقة”، إلا أن زراعة أوسلان أوغلو، الذي توفي قبل 11 عاما، للشتلات بالتعاون مع زوجته، كان له تأثير كبير في تغيير وجهة نظرهم ما دفعهم للمشاركة في المبادرة.

هذه الجهود التي بذلها أوسلان أوغلو بدعم من المواطنين، حولت منطقة السهوب إلى غابة غناء تعرف باسم “غابة قوشهان”، تضم الآلاف من أشجار الصنوبر، التي زادت من جمال وأهمية المنطقة.

**غابة “قوشهان”

قال المدير الإقليمي للغابات في ولاية ألازيغ محمد صالح جتينر: “جرى تشجير المنطقة عام 1983 بمبادرة أطلقها مهندس الغابات أردينج أوسلان أوغلو”.

وأضاف جتينر، للأناضول، أن المواطنين “ساهموا بزراعة الآلاف من الشتلات في المنطقة التي تحولت اليوم إلى غابة من أكثر الغابات خضرة في المنطقة”.

وتابع: “كانت هذه المنطقة عبارة عن سهوب، عمل أوسلان أوغلو بجد وبموارد شحيحة على تشجيرها، حيث لم تكن هناك آلات بالقدر الكافي فاعتمد بشكل كامل على القوة البشرية”.

وأشار إلى أن سكان المنطقة ساهموا في هذه المبادرة التي أطلقها أوسلان أوغلوا، مضيفا: “جاء السكان رجالا ونساء، صغارا وكبارا إلى منطقة التشجير لزراعة الشتلات”.

وذكر جتينر أن أهالي المنطقة لم يتفاعلوا في بداية الأمر مع هذه المبادرة، معتقدين أن “أشجار الصنوبر لن تنمو في المنطقة”.

لكن التضحيات الكبيرة التي بذلها كل من أوسلان أوغلو لزراعة الشتلات، جذبت انتباه أهالي المنطقة إلى أهمية هذه المبادرة، وفق قوله.

وأضاف: “في اليوم الأول، لم يأت الكثير من الناس للمساعدة في زراعة الشتلات، فقال أوسلان أوغلو لزوجته مساء ذلك اليوم (استعدي، وارتدي لباس العمل لمساعدتي في زراعة الشتلات)”.

وبعد أن شاهد سكان المنطقة زوجة أوسلان أوغلو تساعده في هذا العمل “بدأوا بالتوافد إلى المنطقة وتقديم المساعدة في أعمال الزراعة”، بحسب جتينر.

واستكمل قائلا: “اليوم، تحولت المنطقة إلى إحدى مناطق الغابات النادرة في ألازيغ وباتت تعرف باسم غابة قوشهان، إحدى أكثر مناطق الغابات خضرة في منطقتنا”.

كما تحولت هذه المنطقة، وفق جتينر، إلى “وجهة لسكان المنطقة الراغبين في الاسترخاء والقيام بنزهات”.

وذكر جتينر أن أشجار الصنوبر والأرز في المنطقة ساهمت في تنقية الهواء، مشيرا إلى أن المديرية الإقليمية للغابات في ألازيغ “تعمل على إنشاء منطقة ترفيهية ومتنزهات في منطقة مناسبة قرب غابة قوشهان”.

كما لفت المدير الإقليمي للغابات في ولاية ألازيغ جتينر، إلى أن المديرية تهدف أيضا إلى “زيادة المساحات المشجرة في المنطقة”.

 




زر الذهاب إلى الأعلى