أخــبـار مـحـلـيـة

تركيا.. ملامح الحياة تعود لمخيمات منكوبي الزلازل

بمدارس للطلاب وخدمات اجتماعية متنوعة والعديد من المظاهر المرتبطة بالحياة العادية، بهذه التفاصيل باتت مخيمات إيواء منكوبي زلازل جنوب تركيا تشهد ملامح عودة الحياة الطبيعية.

 

 

وفي 6 فبراير/شباط الماضي، ضرب زلزال مزدوج جنوبي تركيا وشمالي سوريا، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.

 

 

ومع استكمال الخدمات المقدمة لهم، استعاد منكوبو الزلازل حياتهم الطبيعية في مخيمات الإيواء، فباتت الحياة أكثر مناسبة واستدامة لحين إنجاز المنازل الجديدة لهم، وهو ما بدا واضحًا في مخيم “إصلاحية” للمنازل مسبقة الصنع.

 

 

 

وتوفر مخيمات إيواء المنكوبين جميع الاحتياجات، وأهمها الخدمات الطبية والصحية والطعام، وخدمة المتاجر الاجتماعية، والحلاقة، والمدارس وأماكن لعب الأطفال.

كما تتوفر في هذه المخيمات دور الرعاية الصحية النفسية وتأهيل الأطفال، فضلاً عن أماكن العبادة، في حين يتم توفير الطعام في مختلف الأوقات للمنكوبين وجميع الخدمات مجانية لهم عبر المؤسسات التركية المختلفة.

** متاجر مجانية

من أبرز علامات ومظاهر عودة الحياة الطبيعية، افتتاح متاجر لتوفير الملابس والمواد الغذائية تقدّم للمنكوبين في مخيمات الإيواء، ومنها ما افتتح في مخيم “إصلاحية”، حيث يتم توفير كل ذلك لهم بشكل مجاني.

وفي المتجر الاجتماعي تقدّم للمنكوبين المواد الغذائية المختلفة من البقوليات والخضار والفاكهة فضلاً عن مستلزمات النظافة، عبر بطاقات مخصصة لهم وللعوائل، يستطيعون من خلالها أخذ حاجاتهم يوميًا دون أي مقابل مالي.

كما يتضمّن متجر الملابس أيضًا مختلف أنواع الملابس الداخلية والخارجية، للصغار والكبار والرجال والنساء، يتم توزيعها بحسب الحاجة، وفي مختلف الأوقات.

وبحسب القائمين على المخيم، فإن عمليات التوزيع المجانية لدعم المنكوبين تكون عبر البطاقات بحسب العائلة، وبمبدأ نقاط محددة يتم احتسابها وتوزيعها وفق اسم رب الأسرة وعدد الأفراد، ويتم تجديدها شهريا.

** مدارس وأماكن حلاقة واستشفاء

من جانب آخر، يحتوي المخيم على أماكن حلاقة مخصصة للرجال والنساء، يتم تقديم الخدمات فيها بشكل مجاني أيضًا، حيث تتجاور هذه الأماكن في الساحة المركزية للمخيم، بجانب المتاجر المجانية.

كما خصصت السلطات المحلية مكانًا خاصًا للأطفال بحيث لا يحرمون من التعلم في عمر ما قبل التعليم المدرسي، وذلك عبر تخصيص روضة تقدم التعليم واللعب والتأهيل والرعاية اللازمة للأطفال.

ويوجد أمام المدرسة حديقة ألعاب للأطفال تمتلئ بضحكاتهم فرحًا، يلعبون فيها مختلف أنواع الألعاب ويمارسون الرياضات وكرة القدم وكرة الطائرة.

كذلك، خصصت السلطات مدرسة للأطفال في عمر الدراسة، حيث تتواصل العملية التعليمية، إضافة إلى تقديم الخدمات الأخرى لهم، حيث إن التعليم يشكل فرصة من أجل تجاوز الأطفال حالتهم النفسية نتيجة صدمة الزلزال.

وتنظم جمعيات ومؤسسات خاصة نشاطات متميزة للأطفال من أجل الترويح عنهم والتخفيف من معاناة الزلزال، ومنها اللعب والقفز وتجاوز العقبات، والمسابقات المختلفة.

وتم أيضًا تأمين الخدمات الطبية بمختلف أنواعها، وتوجد سيارة إسعاف بشكل دائم في المخيم.

كما خصصت السلطات مكاتب لتنظيم الأمور وتسهيل العقبات وتلبية الاحتياجات المختلفة للمواطنين في المخيم.

** سعادة بتحسن الأمور

المواطن التركي محمد يلدريم، تحدث للأناضول عن الخدمات في المخيم قائلاً: “نحمد الله بداية على سلامتنا من هذه الكارثة التي لم نكن نتوقعها، حيث تعرضنا لها ولاحقتنا الزلازل في كل مكان”.

وأضاف “انتقلنا إلى هذا المخيم بعد عدة تنقلات في الخيم، وهنا البيوت مسبقة الصنع مريحة جدًا، وجميع الخدمات متوفرة بشكل جيد، وبالتأكيد الوضع في المخيم الحالي أفضل من البقاء في العراء”.

وأضاف “من المؤكد أن المخيم ليس مثل المنزل، ولكن جميع الخدمات متوفرة لدينا هنا، تقدم لنا وجبات الطعام بشكل كامل، وتقدم لنا المواد الغذائية والمستلزمات الأساسية، ونشعر بالسعادة مع عودة الحياة لطبيعتها في هذا المخيم”.

وختم بالقول “تتوفر الخدمات الطبية لنا هنا، وأي نواقص يتم الحديث عنها يتم حلّها بأسرع قت، ونأمل أن نستعيد حياتنا بشكل طبيعي مستقبلا ونكون في أفضل حال”.

** بيوت مسبقة الصنع

أما الحاج خليل قره كوش فقال للأناضول: “تهدم منزلنا بفعل الزلزالين، في الأول تضرّر، وفي الثاني انهار، نجوت مع أولادي وأحفادي، وبقينا في السيارات وداخل الخيم، والآن نحن في بيوت مسبقة الصنع”.

وأضاف: “طلبت من المسؤولين توفير غرفة فيها مرافق من أجل الصلاة، وبالفعل تم تلبية طلبي، وأنا حاليًا مرتاح جدا، وأشكر الله دائما على سلامتنا، وممتن بسبب تحسن الأوضاع في المخيم”.

وتابع أن “الخدمات والمرافق باتت متوفرة للحياة الطبيعية بشكل جيد، حيث تم توفير ما نحتاجه من طعام ومياه وملبس ورعاية صحية، ودور العبادة، وأحفادي في المدارس، وغير محرومين من التعليم واللعب”.

وختم بالقول: “نتمنى أن تزول هذه الكارثة بأسرع وقت ونتجاوز آثارها، ونأمل أن يكون شهر رمضان مرهمًا يداوي جروحنا وآلامنا، صحيح خسرنا منازل ومحلات تجارية، ولكننا نجونا برعاية الله، لذلك نحمده ليل نهار”.

زر الذهاب إلى الأعلى