مـنـوعــات

تركي مصاب بالتوحد يبدع في الموسيقى بفضل اهتمام والديه

تمكن الشاب التركي، راجي دمير المصاب بمرض التوحد، من دخول  ثانوية  للفنون الجميلة، إثر تجاوزه الاختبارات المطلوبة، بعدما رفضت بعض المدارس تسجيله بسبب مرضه، وبات يقدم حفلات موسيقية في شوارع أوروبا.

ويعود الفضل في نجاح دمير(18 عاما) إلى والديه الأكاديمين اللذين حرصا منذ صغره على تنمية مواهبه، وعدم انقطاعه عن المحيط الاجتماعي.

وأوضح والد راجي، الأستاذ جنكيز دمير، عميد كلية السياحة في جامعة “كاتب تشلبي” بولاية إزمير غربي تركيا، للأناضول، أنه لاحظ موهبة ابنه في  الموسيقى، قبل أن يدخل المدرسة الابتدائية، إذ تبين أن لديه “متلازمة الموهوب” التي تظهر لدى بعض المصابين بالتوحد، حيث يكونون موهوبين في مجالات مثل الموسيقى والرياضيات.

وذكر دمير أن راجي تعلم العزف على البيانو، وبات بوسعه تمييز 3 او 4 علامات موسيقية في نفس اللحظة، ولذلك وصفه بعض الموسيقيين في الدول الأوروبية بـ”الداهية”.

ولفت دمير أن ولده عانى بعض الصعوبات طوال مسيرته التعليمية في تركيا، موضحا أن معلمة راجي في المرحلة الابتدائية، رفضت في البداية تدريسه، لكن بعدما أظهر نجاحا لافتا، وبات الأسرع في تعلم القراء والكتابة على صعيد المدرسة، جاءت اليهم واعتذرت للأسرة.

وذكر الوالد أن راجي يسافر إلى أوروبا سنويا ويتلقى دروسا  على يد موسيقيين متمرسين، وأنه أصبح يقدم حفلات في شوارعها، معربا عن سعادته بذلك.

بدورها أكدت الأم نسرين دمير، الأستاذة المساعدة في قسم العلاقات الدولية في الجامعة ذاتها، ضرورة رعاية الطفل المصاب بالتوحد منذ الصغر، مشيرة أنها لا تعتبر التوحد “مرضا ينبغي الخجل منه” بل “اختلافا” عن الآخرين.

وشددت دمير على ضرورة اهتمام الأمهات بنفسية أطفالهم المصابين بالتوحد أكثر من اهتمامهم بأعمال التنظيف المنزلية، على حد تعبيرها،  منوهة أنهم اعتبروا الموسيقى وسيلة لانخراط ابنهم في الحياة الاجتماعية.

كما ذكرت الأم أن ولدها بوسعه  طهي الطعام، و القيام بتنظيف المنزل، بفضل التدريبات  التي خضع لها، فضلا عن ممارسته الرياضة بشكل منتظم.

من جهته  أكد الشاب “راجي” الذي يستطيع عزف العشرات من المقطوعات الكلاسيكية،  بواسطة “البيانو” و”التشيلو”، دون النظر إلى العلامات الموسيقية، أنه يعشق الموسيقى، و يريد  أن يكون محترفا.

وأشار راجي أنه عزف بعض المقطوعات في ألمانيا، ولقي اعجابا كبيرا هناك،  لافتا أن لديه أصدقاء وصديقات في الثانوية التي يدرس فيها حاليا،  الأمر الذي يشعره بالسرور.

زر الذهاب إلى الأعلى