أخــبـار مـحـلـيـةعـالـمـيـة

جاويش أوغلو: الأوروبيون مصابون بعداء من ليس منهم

قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إنه في حال لم تتخذ هولندا خطوات لتعديل الخطأ التي قامت به ستقوم تركيا باتخاذ خطوات إضافية ضدها.

جاء ذلك في مقابلة مع قناة “خبر تورك” الأخبارية التركية، الخميس، حيث وصف جاويش أوغلو زعيم حزب “الحرية” اليميني المتطرف في هولندا، غيرت فيلدرز، بـ”الفاشي المتكامل”.

وانتقد قيام أحزاب الوسط في هولندا بسلوك طرق وإطلاقات خطابات قبيل الانتخابات (البرلمانية التي جرت الأربعاء) لا تختلف عن خطابات فيلدرز الشعبوية.

وأكد جاويش أوغلو أن أي حزب يسعى لتوحيد الشعب عبر الخطابات الشعبوية سيكون من الصعب عليه للغاية التراجع عن ذلك فيما بعد.

ورداً على سؤال “ماذا لو أطلقت الشرطة الهولندية في روتردام النار ليلة الأزمة (السبت الماضي)؟”، أجاب جاويش أوغلو قائلاً: “هذا يعتبر سبباً للحرب، وماذا سيكون غير ذلك؟”.

وتعليقاً على قرار محكمة العدل الأوروبية، الصادر قبل أيام ويجيز لأرباب العمل حظر ارتداء الموظفات للحجاب، قال جاويش أوغلو إن هذا القرار”يتعارض مع الحريات وحقوق الإنسان تماماً، وهو قرار سياسي بامتياز ولا يمكن قبوله”.

في المقابل، أشاد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بسياسات فرنسا في مجال الديمقراطية والحريات، معتبرا أن باريس أثبتت اختلافها عن بعض الدول في هذا المجال.

جاء ذلك في كلمة خلال مشاركته في فعالية لحزب العدالة والتنمية بولاية أنطاليا (غرب)، وكان يُعقب فيها على عرقلة بعض الدول الأوروبية، وبينها ألمانيا وهولندا، اجتماعات لوزراء أتراك مع مواطنيهم في تلك البلدان، فيما نأت فرنسا بنفسها عن تلك السياسات التي وُصفت بـ”الفضيحة الدبوماسية”.

وأفاد جاويش أوغلو أنه أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره الفرنسي جان مارك أيرولت، لافتا إلى أن الأخير أظهر في هذه الفترة أنه مختلف عن الآخرين وأن أثبتت فرنسا أنها تختلف عن غيرها في مجال الديمقراطية والحريات.

وأشار وزير الخارجية التركي إلى أن البعض انتقد وصفه نظيره الفرنسي بـ”الصديق”، إلا أنه سيصر على وصفه بذلك ثناءاً على مواقفه التي اتخذها مؤخرا.

وفي هذا الصدد، عبر جاويش أوغلو عن قلقه العميق إزاء التوجه الذي تميل إليه أوروبا فيما يخص معاداة الأجانب، سواء أكانوا مسلمين أم يهوداً أو أفارقة، معتبراً أن أوروبا “أُصيبت بداء معاداة من ليس منهم”.

وأشار إلى أن أوروبا متعددة الثقافات ويعيش فيها أناس من مختلف الأعراق والأجناس، وكذلك الأمر بالنسبة لبلاده التي تحتضن الأرمن واليهود والعرب والشركس والعلويين والروم والسريان.

وخلال مارس/آذار الجاري، وبدعاوى مختلفة منها “اعتبارات أمنية” ونقص “الخدمات اللوجيستية”، عرقلت مدن ألمانية وهولندية فعاليات للجالية التركية ولقاءات لوزراء أتراك مع مواطنيهم للتوعية بالاستفتاء المقرر أبريل/نيسان المقبل على تعديلات دستورية.

وتفاقمت الأزمة، السبت الماضي، عقب سحب هولندا تصريح هبوط طائرة وزير الخارجية، جاويش أوغلو على أراضيها ورفضها دخول وزيرة الأسرة فاطمة بتول صايان قايا، إلى مقر قنصلية بلادها في روتردام، لعقد لقاءات مع الجالية، قبل إبعادها إلى ألمانيا في وقت لاحق.

تلك التصرفات التي تنتهك الأعراف الدبلوماسية وُصفت بـ”الفضيحة”، ولاقت إدانات من تركيا التي طلبت من سفير أمستردام، الذي يقضي إجازة خارج البلاد، ألا يعود إلى مهامه في الوقت الراهن، فضلاً عن موجة استنكارات واسعة من قبل سياسيين ومفكرين ومثقفين ومسؤولين من دول عربية وإسلامية.

زر الذهاب إلى الأعلى