أخــبـار مـحـلـيـةسيـاحـة وسفـر

جزيرة “كيكوفا”.. عاصمة السياحة التركية

من حضارة “ليكيا” مرورا بالرومانية ووصولا إلى العثمانية، استطاعت جزيرة “كيكوفا” التركية أن تحافظ على تاريخها الذي جعل منها قبلة للسياح والزوار.

جزيرة “كيكوفا” التابعة لولاية أنطاليا جنوب غربي تركيا، تعد من أبرز المقاصد السياحية على مستوى العالم، وعاصمة السياحة في تركيا.

وتسعى الجزيرة الواقعة في منطقة دمرة وسط البحر المتوسط، إلى الانتقال من القائمة المؤقتة إلى الدائمة في مواقع التراث العالمي، الخاصة بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).

وتضم الكثير من المقومات الثقافية والتاريخية والطبيعية الغنية، والتي تسحر مئات الآلاف من زوارها سنويا.

وتتضمن الجزيرة مدينة “ليميرا” الأثرية، والتي تحتوي على الكنيسة التي يُعتقد بأن القديس نيكولاس المعروف بـ “بابا نويل”، عاش فيها خلال عهد الإمبراطورية البيزنطية، فضلا عن مسرح قديم، وقلعة.

واحتضنت “كيكوفا” عبر تاريخها الطويل كلا من حضارة “ليكيا” (3 آلاف عام قبل الميلاد)، ومن ثم الرومانية، تليها الإمبراطوريتين السلجوقية، والعثمانية، ما يجعلها من أبرز وجهات السياح.

وتحتوي المنطقة الكثير من القبور التي كُتب عليها بالأحرف الليكية القديمة، فضلا عن توابيت وفق الطراز الليكي بداخل المياه.

وتضم أيضا قلعة فيها مسرح محفور داخل الصخور، وخزانات للمياه، ومرفأ للسفن غارق تحت المياه، علاوة عن العديد من الجوامع العثمانية القديمة.

وتستقطب المنطقة آلاف السياح سنويا، بفضل نسيجها التاريخي الغني، وطبيعتها الخلابة، ومياهها النقية.

وكان البحارة يستخدمون المدينة الأثرية الغارقة سابقا كملجأ، وكقاعدة لإنشاء السفن وإصلاحها، في حين تشير الآثار الموجودة في السواحل الشمالية الغربية للجزيرة، إلى أنها كانت مركزا عسكريا وتجاريا منذ القرن الخامس قبل الميلاد.

وفي لقاء مع الأناضول، قال عضو الهيئة التدريسية في قسم الآثار بكلية الآداب في جامعة “أك دينيز”، نوزت جيفيك، إنها احتضنت حضارات عديدة دون انقطاع منذ العصور الوسطى.

وأضاف “جيفيك” أن “كيكوفا” تحتوي طبيعة ساحرة لا مثيل لها تأسر الألباب، فضلا عن الآثار التاريخية والثقافية.

وأوضح أنها تتضمن مدينة أثرية غارقة وسط المياه تركوازية اللون، إلى جانب قلعة ممتدة من المناطق الطبيعية الخضراء حتى ساحل البحر.

ولفت جيفيك إلى أنها توجد في لائحة اليونسكو للتراث العالمي المؤقتة منذ 18 عاما، بفضل ما تحتويه من مقومات تاريخية، وثقافية، وطبيعية.

ودخلت “كيكوفا” التي تُلقب أيضا بـ “جنة الأرض”، لائحة “يونسكو” المؤقتة سنة 2000.

وقال بهذا الشأن “إن اللائحة المؤقتة ليونسكو تضم 74 موقعا أثريا، وموقعين طبيعيين، فضلا عن موقعين يتضمنان أماكن أثرية وطبيعية في الوقت ذاته”.

وأضاف إن “الجزيرة تضم أماكن أثرية وطبيعية بنفس الوقت، ولذلك إننا نهدف للانتقال إلى اللائحة الدائمة للتراث العالمي؛ لأن كيكوفا تستحق ذلك حقا”.

وأشار إلى أن كيكوفا تحتوي على آثار من كافة الحضارات التي احتضنتها عبر التاريخ، مؤكدا أنها تعتبر أمانة في أعناقهم، وأنهم سيبذلون أقصى جهدهم للحفاظ عليها وتوريثها للأجيال القادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى