الجاليات في تركيا

حادثة الإوز.. صحيفة تركية تزور العائلة العراقية التي استهدفها العنصريون

يستخدم العنصريون وسائل التواصل الاجتماعي كسلاح يستهدفون به الأبرياء، حيث قاموا مؤخَّرًا باستهداف عائلة عراقية مقيمة في إسطنبول. وادعى هؤلاء العنصريون الذين يحذون حذو زعيم حزب الظفر “أوميت أوزداغ” أن عائلة سورية تسرق طيور الإوز من إحدى حدائق منطقة “باشاق شهير” بإسطنبول، وذلك اعتمادًا على فيديو مدته لا تتجاوز 30 ثانية.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي التركي الفيديو على نطاق واسع، ما أدى إلى تدخل الشرطة للتحقيق في الموضوع، لتبين أن الفتاتين اللتين أحضرتا الطيور إلى الحديقة عراقيتان وليستا سوريتين، كما تبين أن الطيور من البط لا الإوز وأن عائلتهما تربي هذه الطيور في منزلها منذ عدة أشهر.

بدورها قامت صحيفة “يني شفق” بزيارة العائلة العراقية التي تم استهدافها من قبل العنصريين وأجرت معها حوارًا في منزلها بمنطقة الفاتح في إسطنبول للاطلاع على تفاصيل ما جرى.

وتبدأ القصة بذهاب الأختين زينب وفاطمة إلى سوق أمينونو قبل 3 أشهر وشرائهما فراخ البط، وإحضارها إلى البيت لتربيتها، وبعد أن كبرت الفراخ أصبحت تصدر ضجيجًا في البيت، وخشيت العائلة العراقية من إزعاج الجيران.

فقررت بعدها الذهاب إلى حديقة باشاق شهير ووضع البطات في بركة الحديقة التي تعيش فيها مجموعة من طيور البط والإوز.

ولكن حراس الحديقة أخبروهم بأن إحضار الطيور إلى الحديقة غير مسموح، فأرادت الأختان إعادة طيورهما، ولكنهما لاحظتا وجود امرأة تقوم بتصويرهما.

فسألتها فاطمة عن سبب التصوير، فبدأت تلك المرأة بالصراخ، ثم أخبرتها فاطمة بأن الطيور ملك لها، وأرتها بعض صور الطيور في هاتفها، ثم حضرت الشرطة وسجلت إفادة الطرفين. وبعد ذلك عادت الأختان إلى منزلهما وفوجئتا بنشر فيديو لهما على وسائل التواصل الاجتماعي.

 

 

وفي هذا الصدد، أوضحت فاطمة بأنها لا تنوي تقديم شكوى بحق المرأة التي صورتها ونشرت أخبارًا كاذبة، وقالت:

” أردنا فقط أن نترك طيورنا في مكان آمن، ولكن أخبرنا حراس الحديقة أن ترك البط في الحديقة غير مسموح، وقالوا إن طيوركم قد لا تستطيع العيش في الحديقة لاعتيادها على العيش في المنزل. وأردفت: “أعتقد أن الذي شارك هذا الفيديو ونشره على وسائل التواصل الاجتماعي لا يتمتع بتفكير سليم، ولهذا السبب لا نريد أن نتقدم بشكوى، مع أن عناصر الشرطة أخبرونا أنه يمكننا تقديم شكوى، لكننا سنواصل تربية طيورنا في المنزل، وإخراجها يوميًا إلى الحديقة القريبة من منزلنا، حيث نتركها تسبح في بركة الحديقة. وأكثر ما كان يهمنا هو ألا تكون طيورنا سببًا في إزعاج جيراننا، الذين أخبرونا بأنهم غير منزعجون”.

وختمت قائلةً: “نحن نقيم في إسطنبول منذ سبعة أعوام، وليست لدينا مشكلة مع أحد، ونحب تركيا كثيرًا، وطوال إقامتنا هنا لم تحدث أية مشكلة بيننا وبين جيراننا. وآمل ألا تتكرر هذه الحادثة مرة أخرى”.

زر الذهاب إلى الأعلى