المطبخ التركي

حكاية شركة تركية تصنع المثلجات منذ 96 عاما

 

منذ 96 عاما، تواصل شركة الحلويات والمثلجات (الآيس كريم) التي أسسها شربتجي خليل آغا وحفيده، تواصل نشاطها في مدينة بورصة التركية (غرب)، لإنتاج أنواع مختلفة من الحلويات والمثلجات التقليدية.

بدأت الشركة عملها قبل نحو قرن في متجر صغير في سوق أوقجولر (النبالة)، الواقع ضمن البازار التاريخي بمدينة بورصة وتأسست بغرض إنتاج مثلجات القارسامباج (جليد مبروش يضاف عليه دبس أو عسل) وغيرها من أنواع الآيس كريم خلال فصل الصيف.

بدأ شربتجي خليل آغا نشاطه التجاري في سبعينيات القرن التاسع عشر، عبر جلب الثلج الذي يجري حفظه في جبل أولوداغ، وتحويله إلى مثلجات خلال فصل الصيف.

وفي السنوات الأخيرة من العهد العثماني، افتتح شربتجي خليل آغا متجره الأول في سوق أوقجولر، حيث كان يقوم بتحضير مشروب البوظة والآيس كريم، كل حسب موسمه.

استمر خليل آغا في متجره المتواضع بإنتاج الآيس كريم والحلويات التقليدية، قبل أن يتحول بالتعاون مع حفيده عام 1927 إلى شركة كبيرة ذات علامة تجارية تواصل حتى اليوم نشاطها في إنتاج الحلويات والمثلجات التركية بطرق تقليدية.

** مهنة العائلة

محمد تانجو كايا (71 عامًا)، حفيد شربتجي خليل آغا من الجيل الرابع، يستعد لتسليم الراية التي أخذها عن أجداده إلى بناته الثلاث، من أجل المحافظة على هذه المهنة واستمراريتها.

وقال محمد تانجو كايا لمراسل الأناضول، إن جده شربتجي خليل آغا، كان يكسب لقمة العيش له ولعائلته بصناعة البوظة وإنتاج كميات قليلة من المثلجات.

وذكر كايا أن والده أحمد كايا أيضا، عمل على تطوير الشركة وترسيخ وجودها في السوق مع المحافظة على الطرق التقليدية لإنتاج المثلجات والحلويات، ما زاد من شعبية الشركة.

وقال: “تاريخ النشاط التجاري لجدي المؤسس يعود إلى سبعينيات القرن التاسع عشر. لقد قام جدي الأكبر شربتجي خليل آغا برعاية والدي أحمد كايا بعد أن فقد والده ووالدته في سن مبكرة فتعلم والدي من جده هذه المهنة وعملا على تطويرها وزيادة حصتهما السوقية من الإنتاج”.

وحول الصعوبات التي واجهها جده وأبيه، قال كايا: “في ذلك الوقت، لم يكن هناك الكثير من الثلج الممكن توفيره. كان يتم إنتاج 2-3 كيلوغرام من المثلجات يوميًا فقط”.

وأضاف: “كان يتم إحضار الجليد والثلج من جبل أولوداغ ونقله على المواشي، واشترى والدي أول آلة لصناعة الثلج عام 1952 من أجل تجاوز عقبة توفير الثلج من جبل أولوداغ”.

** نقل الخبرات

وأشار كايا إلى أنه بدأ حياته المهنية في سن مبكرة جدًا، وعمل في هذه المهنة لعقود.

وأضاف: “أعطاني والدي أول مئزر للعمل عندما كان عمري 5 سنوات فقط. حاليًا بلغت من العمر 71 عامًا وما زلت مستمرا وأقوم اليوم بتسليم الراية رويدا رويدا إلى بناتي الثلاث، ناقلًا لهم خبرتي والخبرات التي حصلت عليها من والدي”.

ولفت كايا إلى أنه سعيد جدًا لأنه استطاع قيادة دفة هذه الشركة لعقود ولنقله خبراته وتجاربه للجيل الخامس من عائلته، معربًا عن فخره بشركته التي تواصل أنشطتها التجارية منذ نحو قرن من الزمان.

وختم كايا بالقول: “نحصل على ردود وتعليقات جيدة جدا من عملائنا الذين دأبوا على العمل معنا منذ سنوات عديدة. اليوم لدي 3 بنات وحفيدان يعملون معي جنبا إلى جنب وأكون في غاية السعادة عندما أعقد لهم مآزر العمل وأود أن يواصلوا العمل في هذه المهنة”.

** طريق المستقبل

بدورها، قالت هنده كايا، ابنة محمد تانجو كايا، إنها تعمل مع والدها منذ أن كان عمرها 13 عامًا.

وذكرت هنده، أنها خلال السنوات الـ 13 قامت بعملها بشغف وإخلاص، وأولت أهمية قصوى للاستفادة من خبرات والدها.

وختمت هنده كايا حديثها قائلة: “آمل بصدق أن يستمر العمل في هذه المهنة على يد الأجيال القادمة. كامرأة، أنا فخورة جدًا لتسلمي هذه الراية عن والدي ونسعى لتوفير أفضل المنتجات للزبائن”.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى