أخــبـار مـحـلـيـة

خبير سعودي:أنقرة والرياض تؤسسان استراتيجية تعاون مستدام

 

قال المحلل السياسي والاستراتيجي السعودي، محمد صالح الحربي، الإثنين، إن الفرص القادمة بين الرياض وأنقرة “واعدة وضخمة”، لافتا إلى البلدين يهدفان لأن يصل حجم التبادل التجاري بينهما بحلول 2030 إلى 30 مليار دولار.

وقال الحربي في تصريحات للأناضول إن “الاقتصاد والتجارة والاستثمار كانت عنوانا عريضا للقمة بين الرئيس أردوغان وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان”.

كما أكد على أهمية التكامل والتعاون الاقتصادي بين البلدين لتحقيق رؤية 2030 التي أعلنها محمد بن سلمان في 2016، ورؤية “قرن تركيا” التي كشف عنها أردوغان العام الماضي.

والاثنين بدأ أردوغان جولة خليجية استهلها بزيارة السعودية ومن بعدها قطر ليختتم جولته، الأربعاء، بزيارة الإمارات العربية المتحدة.

وبين الحربي أنه “جرى توقيع 10 اتفاقيات بين السعودية و تركيا على مستوى رجال الأعمال والمنتدى السعودي التركي، وهناك 5 اتفاقيات رئيسية بين البلدين في المجال الاقتصادي، و المجال الإعلامي، والطاقة، والمجال الدفاعي، إضافة إلى اتفاقية تعاون مهمة بين وزارة الدفاع السعودية وشركة بايكار التركية للمشاركة في تطوير وانتاج والاستحواذ على طائرات مسيرة”.

ووقعت الرياض وأنقرة خلال اجتماعات مجلس الأعمال السعودي التركي، الإثنين، 10 اتفاقيات في مجالات اقتصادية تشمل التعدين الطاقة والرعاية الصحية والتغذية والزراعة والعقارات والإعمار والسياحة.

وفي اليوم نفسه، وقع البلدان اتفاقيات تعاون في مجالات الاستثمار المباشر والصناعات الدفاعية والطاقة والدفاع والاتصالات.

ووصف الحربي في تصريحات للأناضول، جولة أردوغان الخليجية وبدايتها من المملكة العربية السعودية بـ ” زيارة التحولات والأعماق الاستراتيجية”، واعتبر أنها تأتي في مرحلة مهمة للغاية.

وذكر أن ” الدولتين أعضاء في مجموعة الـ 20، فالآمال والطموح قوية جداً من نتائج هذه الزيارة”.

وأكد أن “اللقاءات الثنائية ولقاءات الطاولات المستديرة بين البلدين سواء في المجال السياسي والأمني والاقتصادي والعسكري ستنعكس إيجابياً على الحرب في أوكرانيا والملف السوري”.

وتابع “هناك نقاشات عديدة ولكن الآن بدأنا بالتحولات والانطلاق نحو اقتصاديات القرن الواحد والعشرين والتنوع والتوازن في الشراكات، والتنوع في مصادر الدخل والاستثمارات، فالملفات مرتبطة مع بعضها البعض سواء سياسيا، أو أمنيا، أو دفاعياً، أو استثماريا، أو اقتصاديا.”

ونوه الحربي أن “المملكة العربية السعودية هي من بين الأسرع نموا في الاقتصاد العالمي، ولدى المملكة رؤية 2030، ولدى تركيا “رؤية قرن تركيا”، والإمارات و قطر والكويت وعمان كلها لها رؤى مشتركة، فلا بد من التكامل والتعاون الاقتصادي”.

وأضاف “نعلم أن الرئيس أردوغان يستهدف استثمارات بـ 25 مليار دولار كمرحلة أولى مع دول مجلس التعاون الخليجي، ومن المعروف أن حجم التبادل التجاري بين السعودية وتركيا ارتفع في عام 2022 إلى 6.5 مليارات دولار/ ومن المتوقع أن يصل إلى 11 مليار دولار في 2023، وأعلنت الدولتان عن هدفهما بأن يصل حجم التبادل التجاري بحلول 2030 إلى 30 مليار دولار”.

وأشار الحربي أن “الجولة تأتي في خضم ما يمر به العالم من أحداث متلاحقة، وأزمات الطاقة، وأزمات المناخ، والتوترات الجيوسياسية، و الحرب الروسية الأوكرانية، وانخفاض سلاسل التوريد”.

وأوضح الحربي أن قادة دول الخليج وتركيا “بدأوا ينطلقون نحو مرحلة جديدة متقدمة لمواكبة وربما رسم لملامح خارطة جيوسياسية لنظام متعدد الأقطاب”.

وأشار إلى أن “المواقف الآن بدأت تتوحد في مواجهة التحديات التي يمر بها العالم، وخاصة أن المملكة السعودية تعتبر تركيا محورا هاما في العالم الإسلامي”.

وأكد الحربي أن “هذه الاتفاقيات سيكون لها أثر كذلك في الجانب السياحي وسيكون هناك زخم في السياحة الخليجية لتركيا”.

كما لفت إلى أنه بات هناك 13 رحلة جوية يوميا بين السعودية ومدينة طرابزون التركية وحدها.

وختم الحربي حديثه بالقول “إن القادة الآن يتكلمون في الإطار الاستراتيجي المستدام والفرص القادمة واعدة وضخمة”.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى