أخــبـار مـحـلـيـةسيـاحـة وسفـر

دعوة للاستمتاع بمهرجان أزهار اللوز السنوي في شبه جزيرة داتشا

في مثل هذا الوقت من كل عام، ترحب شبه جزيرة “داتشا” Datça الواقعة على بحر إيجة قبالة سواحل “بودروم”، بضيوفها الأجانب والمحليين الذين يتوافدون لحضور مهرجان “أشجار اللوز” الحافل بالكثير من الأنشطة والفعاليات.

 

ويبعث المهرجان بزواره وألوانه، الحياة في بلدة “داتشا” الساحلية الجميلة التي تحمل اسم الجزيرة ذاته، بعد شهور الشتاء الباردة حيث تكتسي أشجار اللوز في المنطقة بأزهارها البيضاء، وتكتظ الشواطئ بالمراكب التي تقل الضيوف جيئة وذهاباً من الجزيرة وإليها في جو احتفالي بهيج. ويعقد هذا المهرجان بشكل سنوي منذ ثلاثة أعوام، للاحتفال بالأزهار والبحر وحسن الضيافة.

 

دعوة للاستمتاع بمهرجان أزهار اللوز السنوي في شبه جزيرة داتشا

 

ويمكن للزائرين التوجه إلى “دالامان” أو مواصلة السير عبر “مرمريس” للاستمتاع بشبه الجزيرة الجبلية الرائعة والغابات التي أصبحت محطة سياحية هامة، ووجهة مفضلة لمحبي الإبحار والرياضة في الهواء الطلق على حد سواء.

ومن المقرر أن تنطلق فعاليات مهرجان “أزهار اللوز” لهذا العام في “داتشا”، يوم الجمعة 7 فبراير وتستمر حتى الأحد 9 فبراير. وسيتضمن المهرجان برنامجاً كاملًا من الرحلات الثقافية والرياضية والحفلات الموسيقية والكثير من أكشاك بيع الحرف اليدوية والمنتجات الغذائية المحلية، على مدى أيامه الثلاثة. كما يوفر هذا الحدث فرصةً رائعةً لاكتشاف مناطق مختلفة من شبه جزيرة “داتشا”، حيث تقام فعاليات المهرجان المختلفة في خمس مناطق بآن معاً. أما المركز الرئيسي للمهرجان فسيكون في مدينة “داتشا” نفسها حيث سيقام مسرح ضخم في ساحة المدينة الرئيسية، تعرض فيه رقصات شعبية مختلفة خلال النهار، وحفلات موسيقية في الليل.

وفي الوقت نفسه، ستمتد فعاليات المهرجان لتشمل قرى “رشادية” و”خضر شاه” و”بالاموتبوكو” و”إسكي داتشا” من خلال إقامة أكشاك الحرف اليدوية والمنتجات الغذائية في كل منها، بالإضافة إلى تنظيم أنشطة مختلفة. وتنفرد كل قرية بميزات خاصة بها، وتوفر زيارة كل منها فرصة مثالية لاكتشاف شبه الجزيرة الكبرى، ومشاهدة طبيعتها الرائعة. كما ستوفر البلدية التي تنظم هذا المهرجان، خدمات النقل بالحافلات من وإلى كل من المواقع المختلفة.

دعوة للاستمتاع بمهرجان أزهار اللوز السنوي في شبه جزيرة داتشا

تمتاز قرية “إسكي داتشا” بطرقات المشاة المرصوفة بالحصى، وعلى جانبيها الفنادق الفاخرة ذات النمط التقليدي رغم تجديدها، وكذلك المحلات التجارية والمنازل المبنية من الحجر. ويتوافد السياح الأجانب إلى القرية الجميلة لالتقاط الصور التذكارية والاستمتاع بجمال الطبيعة الخلابة، لكن الزائرين الأتراك يُكثرون المجيئ إليها بوصفها موطناً للشاعر المشهور “جان يوجيل” وهو واحد من أهم الشعراء الأتراك. وبهذه المناسبة ستستضيف القرية على شرفه، معرضاً وقراءات لشعره في اليومين الثاني والثالث من المهرجان.

كذلك ستكون هناك محطات للمهرجان في قرى “رشيدية” و”خضر شاه”، وكلاهما من القرى المجاورة المليئة بأشجار اللوز والمنازل الحجرية بالإضافة إلى مركز “خضر شاه” الثقافي التاريخي الذي كان فيما مضى كنيسة أثرية، تحولت إلى مركز ثقافي وتعليمي يضم صالةً للمعارض. وستشمل أنشطة المهرجان استضافة معرض أثري وأكشاك هدايا من المنتجات المحلية، وجلسات اليوغا وحفلات موسيقية وحوارات عن تاريخ الزراعة في “داتشا”. أما في قرية “خضر شاه” نفسها، فستشمل الأنشطة ورشة لحياكة النسيج تُعقد عدة مرات خلال عطلة نهاية الأسبوع. وفي الوقت نفسه، ستستضيف قرية “رشيدية” إلى جانب المعارض والحفلات الموسيقية ورشة عمل حول كيفية تحضير “الكشكك” keşkek، وهو طبق تقليدي من القمح والدجاج يقدم في جميع أنحاء قرى الأناضول في معظم الأحداث الاحتفالية. وفي اليوم الأخير سيكون هناك عدد من المسابقات الترفيهية مثل سباقات الأكياس والبيض في القرية.

وبينما تعكس كلاً من قرى “رشيدية” و”خضر شاه” نمط الحياة الريفية التقليدية في منطقة بحر إيجة، فإن قرية “إسكي داتشا” في طريقها إلى أن تصبح “ألاجاتي” جديدة، وذلك لانتشار متاجر الأزياء الفاخرة والمقاهي الذواقة التي تحفل بها الشوارع المرصوفة بالحصى. كما أن قرية “بالاموتبوكو” وهي الوجهة الخامسة للمهرجان، على موعد مع إبراز سحر وخصائص شبه جزيرة “داتشا”. إذ تقع على بعد حوالي 25 كم شرق المدينة، على بعد أقل من 4 كيلومترات من “إسكي داتشا” و ثمانية كيلو مترات عن بقية القرى. ويمكن الوصول إليها بسهولة، سواء باستخدام وسائل النقل الخاصة، أو بواسطة حافلات البلدية. والطريق إليها غني بالفعل بأشجار اللوز المزهرة. وتقع قرية “بالاموتبوكو” على شاطئ جميل وواسع، تصطف على جانبيه المقاهي والمطاعم، ومن المتوقع أن تشهد المنطقة خلال أيام المهرجان، عطلة نهاية أسبوع حافلة بالطعام وزيارة أكشاك الهدايا والحفلات الموسيقية التي يؤديها موسيقيون محليون يومي السبت والأحد .

كذلك تعد “داتشا” وجهة مفضلة لعشاق الرياضة في الهواء الطلق، وتتميز بمجتمع شبابي نشيط وتمتلك مقومات رياضية عالية وتجهيزات جيدة لرياضات عديدة مثل تسلق الصخور، وركوب الدراجات مع عدد من المسارات المميزة التي يتفرع بعضها ليصل إلى بقية القرى التي سيقام المهرجان فيها. وطوال عطلة نهاية الأسبوع، سيكون هناك عدد من الرحلات الطويلة في الطبيعة، أو رحلات تسلق الصخور أو ركوب الدراجات الهوائية التي تنظمها النوادي الرياضية المحلية. كما ستأخذ إحدى الجولات راكبي الدراجات من “بالاموتبوكو” إلى الموقع الأثري في “كنيدوس”، والذي يعد أيضاً من الأمكنة الهامة التي تتيح للزوار مشاهدة أطلال “كارينا” و”دورينا” التي تشمل مدرجاً قديماً يقع في أقصى الطرف الغربي من شبه الجزيرة المطلة على بحر ايجه.

 

خيارات الإقامة في “داتشا” واسعة، وكلها ستكون مفتوحة وتعمل في نهاية هذا الأسبوع. وهناك أيضاً الكثير من خيارات تناول الطعام الرائعة، فبالإضافة إلى مطاعم الأسماك التقليدية التي تصطف قبالة شاطئ البحر، هناك مطاعم المعكرونة والبيتزا وكذلك الحلويات المحلية والغربية. وهناك مطاعم مختصة بتقديم وجبات الهمبرغر بنوعيها الحيواني والنباتي. كذلك تتيح المقاهي التي تطل على الميناء حضور مشهدٍ لاينسى لغروب الشمس اثناء احتساء القهوة أو الشاي الساخن المخمر

زر الذهاب إلى الأعلى