أخــبـار مـحـلـيـةثقافيةعـالـمـيـة

دور نشر سورية بمعرض إسطنبول.. تسليح الأطفال بالعلم

العلم منارة الأجيال دائما، بهذا الشعار يعمل السوريون في الغربة وبلدان اللجوء، على تجاوز محنة سنوات الأزمة بعد الحراك الشعبي، لا سيما تسليح الأطفال بالعلم.

وبدا الشعار جليًا في أجنحة دور النشر السورية المشاركة في الكتاب العربي الدولي الرابع بإسطنبول، الذي يختتم الأحد المقبل، باهتمام لافت بكتب الأطفال.

وتعتبر تركيا من أكثر دول العالم استضافة للسوريين، الذين تجاوز عددهم، بحسب إحصاءات رسمية 3.5 مليون.

ومنذ موجة اللجوء الأولى، كان التعليم من أهم أولوياتهم، انطلاقا من الشعار الذي يمجد العلم.

وما أن بدأ السوريون بافتتاح مدارس التعليم وتنظيمها لاحقا، انطلقت عمليات الطبع والنشر من قبل دور عديدة، وجدت في الغربة مكانا لها.

واستهدفت دور النشر الأجيال الجديدة من الأطفال، لأنهم أكثر من يحتاج العلم وخاصة تعلم اللغة العربية.

وتنوعت تحديات دور النشر ما بين ظروف البلاد الداخلية، وعمليات النقل والشحن، والاستمرار بالعمل في الغربة، وصولا إلى التوزيع والوصول للزبائن، في مدن كبرى مثل إسطنبول.

وبلغت دور النشر العربية العاملة في تركيا، المشاركة في معرض الكتاب بإسطنبول، 39 دار نشر، تنوعت حكاياتهم، فيما خصص جناح لكتب الأطفال.

يقول السوري عمار عبد الخالق، صاحب دار نشر إتقان، مقرها الحالي في تركيا وسابقا في الإمارات، “عند قدومنا إلى إسطنبول قبل 3 سنوات كنا نعتقد أنه يصعب العمل في دولة غير عربية، وكانت المهمة صعبة نظريًا وعمليًا”.

ويضيف عبدالخالق، للأناضول، “كانت لنا تجربة قبل 3 سنوات في معرض الكتاب العربي، بأجنحة مجانية وإقامة ومواصلات مجانية أيضا، بمشاركة 30 دار نشر”.

وأوضح “نظرا للإقبال من الأطفال وخوف الأهالي من ضياع الهوية، شجعتنا التجربة على العمل في تركيا، خاصة بكتب الأطفال، فانطلقنا، والوضع في تحسن”.

عبد الخالق لفت إلى أن “دار النشر السابقة كانت في الإمارات، ونقل المركز لتركيا، ولا يزالون يبيعون لدول الخليج كون الطباعة والتصنيع بتركيا جيدة، فكان التصدير للدول العربية”.

وشدد على أن “الاستثمار الرئيسي الآن في الطفل، وتعليم العربية لغير الناطقين بها للعرب والأجانب والأتراك، ودخلنا قطاع الألعاب التعليمية للطفل”.

وأبدى إعجابه الشديد بمستويات الطباعة في تركيا، فهي عالمية بمواصفات أوروبية وأسعار مناسبة.

وحول الإقبال على المعرض، وتحديات الناشرين، قال عبدالخالق إن “الإقبال جيد، والدافع الرئيسي هو الخوف على الطفل السوري والعربي من ضياع الهوية”.

ويشير إلى أن أغلب الأبناء بالمدارس التركية ووضعهم جيد، ولكنه لا يكفي لإتقان اللغة العربية، والمعرض فرصة للتمسك باللغة العربية.

أما خالد جديد، الوكيل الحصري لدار الربيع في تركيا، والمتخصصة في كتب الأطفال، فيقول “نحن دار نشر سورية نعمل في كتب الأطفال منذ 50 عامًا”.

ويضيف “تخصصنا في كتب الأطفال من سن 3 سنوات إلى 15 سنة فقط، ومن أوائل دور النشر العربية المختصة بالطفل”.

وأردف “نتواجد منذ 7 سنوات في تركيا بكل الأنشطة والفعاليات المقامة، والمشاركة في المعرض جيدة من حيث الخدمات والإقبال”.

ويوضح أن الجاليات جميعها تعاني من الاغتراب، ورغبة الارتباط بالوطن الأم قائمة، ولكن أجور الشحن، وتغير أسعار العملات يؤدي لارتفاع الأسعار على المستهلك.

ويضيف “نحن مسجلون في الإمارات وسوريا وتركيا، انتقلنا من سوريا ومركزنا الرئيس في دبي، ولكن حاليا في مرحلة انتقال تدريجي لفرع إسطنبول، ولدينا 3 فروع حاليًا بإسطنبول تحاول تغطية معظم المناطق”.

كما تحدث رأفت الجلم، ممثل ووكيل دار نينوى، بقوله “سعداء بالتواجد في إسطنبول، وشاركنا من بداية المعارض وحتى الآن”.

ويشير إلى أن المعروضات تتوجه لجميع أطياف المجتمع، ونقدم كتبا مثل الجانب الصوفي ودراسات نقدية وأدبية وفنية وسياسية، وترضي الجميع.

كما ترجمت الدار عناوين من الأدب التركي، أكثر من 20 رواية، وفي التنمية البشرية، وترجمة قصص أطفال.

وعن التحديات، التي تواجه الناشرين، أفاد “سوء الوضع المادي لأغلب الشريحة المتواجدة لشراء الكتب، وأحوال الحرب وظروف الحياة المختلفة من العمل”.

كما أوضح أن التفكير الأبرز للدار في الطفل العربي عامة والسوري بشكل خاص، وكيفية دعمهم بمناهج رياض الأطفال، مثل كتيبات لتعليم اللغة العربية مع أغاني وأناشيد.

وأشار إلى أن الأطفال يتعلمون التركية بسرعة، وكذلك يتقنون العربية، وستكون الطباعة هنا من أجل تقليل النفقات.

وينظم المعرض الحالي ما بين 1-9 أيلول/ سبتمبر، “جمعية اتحاد النّاشرين الأتراك”، بالتعاون مع “الجمعية الدولية لناشري الكتاب العربي”، وبدعم من بلدية إسطنبول الكبرى.

فيما تشارك وكالة “الأناضول” كشريك إعلامي في المعرض المقام في مركز “أوراسيا” بمنطقة “يني كابي” الواقعة في الطرف الأوروبي لمدينة إسطنبول.

زر الذهاب إلى الأعلى