أخــبـار مـحـلـيـةعـالـمـيـة

دول ومنظمات عالمية تطالب بتحقيق دولي في مقتل خاشقجي

تتوالى ردود الأفعال الدولية على إعلان السعودية مقتل الصحفي جمال خاشقجي إثر “شجار” داخل قنصليتها في إسطنبول، بعد 18 يوما من اختفائه.

وسيطرت على ردود الأفعال نبرة “المطالبة بتحقيق دولي في القضية”، في إطار “التشكيك في التحقيق السعودي وحياديته”، رغم تأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن الإعلان السعودي “خطوة أولى، جيدة وكبيرة” وأن الإعلان “له مصداقية”.

كما أعرب البيت الأبيض، في بيان، عن الحزن الشديد لمقتل خاشقجي الذي وصفه بـ”الحادث المأساوي”، مؤكدًا أنه سيواصل “التحقيقات الدولية” للوصول للعدالة.

بدوره، دعا رئيس البرلمان الأوروبي، أنطونيو تيجاني، إلى الشروع “بشكل عاجل” بتحقيق دولي، لفحص الأدلة المتعلقة بوفاة خاشقجي.

فيما طالب رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى تركيا، السفير كريستيان برغر، في تصريح صحفي، بإجراء “تحقيق جنائي شامل” بشأن جمال خاشقجي.

كما طالبت الحكومة الإسبانية، في بيان، بإجراء “تحقيق شفاف ومفصل” في مقتل خاشقجي، وتقديم المسؤولين عن الحادثة للعدالة.

بدورها، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في تصريحات نقلتها وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية، إنها “لا تقبل التفسير السعودي بشأن مقتل الصحفي جمال خاشقجي”.

بينما قال رئيس الوزراء الدنماركي، لارس لوكا راسموسن، في تصريحات السبت، إنه “غير مقتنع” بما أعلنته السعودية حول واقعة مقتل خاشقجي، “ويصر على معرفة الحقيقة كاملة”.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى الحاجة “لإجراء تحقيق عاجل وشامل وشفاف حول ملابسات مصرعه”.

وعلى النهج ذاته، دعا رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، إلى إجراء تحقيق “واسع النطاق ومُقنع” من أجل كشف الحقائق حول مقتل خاشقجي.

كما أعلنت بريطانيا بدورها، أنها مازالت تبحث “خطواتها التالية” بعد إعلان السعودية مقتل خاشقجي داخل القنصلية.

وفيما لم تحدد لندن طبيعة الخطوات قيد الدراسة، وصف وزير خارجيتها، جيريمي هنت، الحادث الذي أقرت به الرياض بأنه “مروع، ويستدعى محاسبة المسؤول عنه”.

وفي أول قرار فعلي بعد إقرار الرياض بمقتل خاشقجي داخل قنصليتها بإسطنبول، أعلنت الخارجية الأسترالية عدم مشاركة أي مسؤول في مؤتمر مبادرة الاستثمار “دافوس الصحراء”، المقرر انعقاده الثلاثاء المقبل، ولثلاثة أيام، في السعودية.

وقالت وزيرة الخارجية الأسترالية، ماريز باين، إنّ “الحكومة قررت أنه لم يعد مناسبا حضور قمة في السعودية في ضوء مقتل خاشقجي”.

وفي رد فعل مماثل أعلنت الخارجية النمساوية عدم المشاركة الرسمية في مؤتمر “دافوس الصحراء” على خلفية الإعلان السعودي.

** نواب الكونغرس والشيوخ.. يضغطون

من جهتهم، شكك عدد من الأعضاء البارزين في مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين بمصداقية بيان المملكة حول مقتل خاشقجي.

وقال السيناتور الديمقراطي عن ولاية كونيكتيكت ريتشارد بلومنثال، في برنامج بقناة “سي إن إن” الأمريكية، إنّ “التفسيرات التي قدمتها السعودية حول مقتل خاشقجي تتحدى أية مصداقية، العالم يستحق أن يقدم إليه تفسيرا، وألا يكون التفسير من طرف السعوديين”.

من ناحيته، قال النائب عن نيويورك، إليوت أنجل، إن البيان الأخير للسعودية “غير موثوق”، لأنه سبق لها أن نشرت بيانات متضاربة مع بعضها البعض منذ اليوم الأول للحادثة.

كما أوضح عضو مجلس النواب عن ولاية فيرجينيا، جيري كونولي، في برنامج بقناة “سي إن إن”، أن البيان السعودي حول مقتل خاشقجي، “أشبه بعملية كلاسيكية للمافيا”.

وفي ظل عدم ترحيب السياسيين الأمريكيين بالإعلان السعودي وموقف رئيسهم منه، دعا النائب عن ولاية كولورادو، مايك كوفمان، إدارة ترامب، إلى “اتخاذ موقف أقوى” بخصوص مقتل خاشقجي.

كما طالب “كوفمان”، ترامب باستدعاء القائم بالأعمال الأمريكي في السعودية إلى واشنطن بسرعة من أجل المزيد من المباحثات في الكونغرس.

من جهته، دعا راند بول، السيناتور الجمهوري عن ولاية كنتاكي، إلى تعليق جميع الصفقات العسكرية والمساعدات والتعاون مع الرياض، مضيفًا: “يجب أن تدفع السعودية ثمنًا باهظًا لما ارتكبته”.

** تحقيق دولي

وتعليقا على ما أعلنته الرياض، قالت منظمة العفو الدولية، إنها تشكك في “حيادية” التحقيق السعودي، بشأن مقتل الصحفي جمال خاشقجي.

وفي تغريدة عبر “تويتر”، طالبت راوية راجح، مسؤولة المنظمة عن التحقيق بجرائم الحرب وحقوق الإنسان، بأن يكون هناك “تحقيق محايد ومستقل من قبل الأمم المتحدة”.

وأرجعت موقفها بالقول إنه “يستوجب أن تكون جهة التحقيق بعيدة عن ذات السلطة المحتمل تورطها في قتله، لاسيما بعد إنكار هذه السلطة حقائق جلية لأكثر من أسبوعين، كما أن التصريحات الرسمية لا تجيب على تساؤلات عديدة وهي بعيدة كل البعد عن الشفافية”.

كما دعا المدير التنفيذي لمنظمة “العفو الدولية” في إندونيسيا، عثمان حامد، في تصريح للأناضول السبت، المجتمع الدولي لإجراء “تحقيق مستقل” في مقتل في الواقعة.

وعلى الصعيد ذاته، أعلنت منظمة “مراسلون بلا حدود”، رفضها لـ”أي تسوية” مع السعودية في واقعة الصحفي جمال خاشقجي.

وقال كريستوف دولوار، الأمين العام للمنظمة (غير حكومية مقرها باريس) إنّ “أية محاولة لرفع الضغط عن السعودية والموافقة على سياسة تسوية من شأنها منح رخصة القتل لمملكة تسجن وتجلد وتخطف وتقتل الصحفيين، الذين يجرؤون على إجراء التحقيقات وإطلاق النقاشات”.

بدورها، قالت أودريه أزولاي، مديرة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “يونسكو” إن هناك “نقاط مظلمة تحيط بمقتل خاشقجي”.

وطالبت “أزولاي” بتوضيح تلك النقاط في أسرع وقت، كما دعت باسم المنظمة إلى ” إنزال أقسى العقوبات على قتلة الصحفي السعودي جمال خاشقجي”.

وفجر السبت، أقرّت الرّياض، بمقتل الصحفي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده بإسطنبول إثر “شجار” مع مسؤولين، وأعلنت توقيف 18 سعوديًا على خلفية الواقعة.

ولم توضح السعودية مكان جثمان خاشقجي، كما لم تحدد كيفية مقتله.

وعلى خلفية الواقعة، أعفى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، مسؤولين بارزين بينهم نائب رئيس الاستخبارات أحمد عسيري، والمستشار بالديوان الملكي سعود بن عبدالله القحطاني، وأمر بتشكيل لجنة برئاسة ولي العهد محمد بن سلمان، لإعادة هيكلة الاستخبارات العامة.

لكن وسائل إعلام غربية شككت في الرواية الرسمية السعودية، واعتبرت أنها “تثير الشكوك الفورية”، خاصة أنه أول إقرار للرياض بمقتل خاشقجي بعد صمت استمر 18 يوما.

زر الذهاب إلى الأعلى