أخــبـار مـحـلـيـةمقالات و أراء

رسالة تركيا الأخيرة الى المتورطين في مقتل خاشقجي قبل خطاب الحقيقة

لقد حازت قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي اهتماما واسعا اقليميا و دوليا , نظرا للبعد السياسي الذي تكتسيه القضية و الدور الجيوسياسي الحساس للمنطقة .

 لقد أدارت تركيا الحادث بشكل أثار دهشت المتابعين للقضية ،و قد يعزو ذلك إلى جهل الكثيرين بخبايا المدرسة السياسية والدبلوماسية التركية ، خاصتا على مستوى القضايا متعددة الأبعاد ، أي تحمل طابعا سيادي داخلي و دولي بالأن نفسه ،فلا طالما كانت تركيا تفاجئ الكثيرين بتحركاتها التي تتسم بالهدوء والتروي لكن تسعى لأن تسبق الأخرين بخطوة إلى الأمام سعيا إلى ادارة المشهد والتحكم في مدخلاته .

 

ساعات قليلة تفصلنا عن الخطاب الهام للرئيس أردوغان والذي وعد فيه بالكشف بشكل مفصل عن حيثياث قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي ، ان تمديد موعد القاء الخطاب إلى اليوم الثلاثاء قد لا يكون عبثي ، فسير تطورات المشهد تكشف أن تركيا سعت إلى دفع مرتكبي جريمة قتل الصحفي خاشقجي إلى الاعتراف بدل اللجوء تركيا لكشف ما لديها من دلائل بشكل فاضح وعلني . لكن يبدو أن السلطات التركية لم تقتنع بالروايات التي برزت إلى المشهد حتى الأن من باقي الأطراف بالذات السعودية .

الأمر الذي دفع تركيا خلال الساعات القليلة الماضية إلى توجيه رسالة مفادها أنه لن يتم طمس الحادث أو تزيف الوقائع ، هذه الرسالة التي تم توجيهها بطريقتين،بشكل صريح أولا عبر تصريحات المسؤولين سواءا المتحدث باسم الرئاسة ابراهيم كالن الذي قال في حديث له أنه لن يبقى شيئ مخفي حيال مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول ، كما جاء التصريح الثاني المهم عبر المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية عمر تشليك، الذي أكد أن نتائج التحقيق ستظهر ويحاسب المسؤولون ، بحيث لن يفكر أحد مرة أخرى بارتكاب مثل هذه الجريمة، كما أشار إلى أن المتورطين حاولوا طمس الجريمة وأثرها .

هذه التصريحات التي جاء في فترة زمنية متقاربة ،تزامن معها تسريب مجموعة من الفيديوهات والصور و المعلومات بوثيرة متزايدة وأهمية مختلفة ولكن بتسلسل ، والأهم أنه لأول مرة قامت قناة حكومية تركية بنشر تسريب يخص القضية في اشارة إلى جدية تركيا في تعاطيها مع الحادث و عن صدق ما يتم تسريبه إلى وسائل الاعلام و هو ما يعد الطريقة الثانية التي تعمدتها تركيا في توجيه رسالتها إلى المتورطين في الحادث ، مؤكدة أن الروايات التي تم الترويج لها من باقي الأطراف الأخرى لا ترقى إلى حقيقة ما وقع ، وأنه ليس هناك مخرج للمتورطين سوى الاعتراف بحقيقة ما حصل.

 

شبكة أخبار تركيا TNA – سليم اوغلو

زر الذهاب إلى الأعلى