مـنـوعــات

رغم إعاقتها البصرية.. التركية زينب تضيء حياة طلابها

رغم إصابتها بإعاقة بصرية منذ الولادة، تحولت المعلمة التركية زينب يلماز (33 عامًا)، إلى نبراسٍ يضيء دروب أجيال المستقبل، من خلال حبها لمهنتها وإيمانها برسالتها الإنسانية.

 

تعمل زينب يلماز، معلمة لمادّة اللغة التركية في إعدادية بمنطقة “ألتون أوردو” بولاية أوردو المطلة على البحر الأسود شمال شرقي تركيا.

أصيبت يلماز بإعاقة بصرية منذ الولادة بسبب مرض الجلوكوما الخلقية، لكن إعاقتها لم تحول دون تحقيق أحلامها التي حملت بين جنباتها قيما إنسانية ومشاعر نبيلة.

 

تمنت يلماز منذ طفولتها أن تصبح معلمة، تنير دروب أجيال المستقبل وتبعث في نفوسهم الحماسة للتغلب على جميع المصاعب، وعملت بجد على تحقيق حلم الطفولة.

يلماز، التي تعمل في ألتون أوردو معلمة لمادة اللغة التركية منذ نحو 10 سنوات، تحولت في منطقتها إلى رمز للتغلب على الإعاقة وتذليل العقبات، ومصدر للإلهام والفخر لكل من عرفها.

تذهب زينب من منزلها إلى المدرسة كل يوم ممسكة بيدها عصا المشي الخاص بها والذي تطلق عليه اسم “سكر”، كما تقوم بقضاء بعض الأعمال اليومية بمساعدة طلابها.

وقالت إنها جاءت غير مبصرة إلى هذه الحياة، بسبب مرض الجلوكوما الخلقية، إلا أن الإعاقة لم تشكل عائقًا لمواصلة الحياة وتحقيق الأحلام.

وأضافت للأناضول، أنها خضعت لـ 17 عملية جراحية من أجل التخلص من الإعاقة وتحسين نوعية حياتها، لكن للأسف جميع تلك العمليات لم تنجح في إعادة حاسة البصر.

وأشارت يلماز، أنها تستطيع في الوقت الحالي رؤية النذر اليسير من النور والإحساس به، وأن هذه الإعاقة لم تدفعها نحو السأم من الحياة والإعراض عن تحقيق حلمها في أن تكون مدرسة تساهم في بناء المجتمع.

– أعمل دائمًا على أن أكون مصدرًا للسعادة

وأضافت يلماز أن إعاقتها البصرية لم تدفعها أبدًا نحو الشعور بالوهن أو اليأس، أو العزوف عن مواصلة السير قدمًا لتطوير قدراتها.

وقالت إنها تعمل دائمًا على أن تكون ممتلئة بالبهجة والفرح، وأن تكون مصدرًا للسعادة، ورفع معنويات طلابها وجميع من تقابلهم في حياتها اليومية.

وتابعت قائلة: لم أستسلم لإعاقتي أبدًا. حاولت أن أعيش بسعادة قدر استطاعتي، ولم أفكر أبدًا بالأحداث السلبية التي تبعث على الوهن في نفس الإنسان.

واستطردت بالقول: منذ طفولتي حلمت أن أصبح معلمة لمادة اللغة التركية، واستخدمت جميع إمكاناتي من أجل تحقيق هذا الحلم. فوجود الطلاب حولي يجعلني دائمًا أشعر بالسعادة.

وأشارت أنها تشعر بالكثير من الفخر من خلال أدائها لعملها بشكل جيد، وأنها طالبما تعلمت الكثير من طلابها وعملت بإخلاص على تعليمهم.

وأكدت يلماز أن سعادتها تضاعفت عندما لمست محبة الطلاب لها، مادفعها إلى تكريس كل وقتها وجهدها من أجل رفع مستوى أدائها ونجاحها في مهنتها.

وقالت: إن التدريس رسالة مليئة بالقيم الإنسانية. على المعلم أن لا يشعر بالتعب، لأنه يحمل رسالة نبيلة تهدف إلى بناء أجيال متعلمة تساهم في نهضة المجتمع.

وأوضح يلماز أن عدم وجود خطوط إرشادية مخصصة لذوي الإعاقات البصرية في المباني والطرقات مثّل على الدوام تحديًا بالنسبة لها.

وأشارت أن المركبات المتوقفة على الأرصفة والحركات غير المتوافقة في حركة المرور، تشكل تحديات كبرى بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقات البصرية.

وتابعت القول: أن تكون معاقا لا يعني أنك لست جزءًا من المجتمع. أولًا على ذوي الإعاقة البصرية أن يتقبلوا وضعهم، وأن يسعوا للتغلب على الإعاقة، إذا أرادوا أن يكونوا ناجحين. الإعاقة لا تشكل حاجزًا بين الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية من جهة والتدريب والتعلم من جهة أخرى.

ولفتت يلماز أن أصحاب الإعاقة قادرون على أن يجدوا لأنفسهم مكانًا في المجتمع، وأن التدريب والتعليم يوفر لهم هذه الفرصة.

كما أشارت يلماز أنها تقضي أوقات فراغها بممارسة رياضة السباحة، وتطوير مهاراتها في مجال التدريس.

زر الذهاب إلى الأعلى