أخــبـار مـحـلـيـة

زراعة الكبد للأطفال..تركيا الوجهة الأولى لعلاج الحالات الصعبة

 تعد تركيا الدولة الأولى عالميًا من حيث زراعة الكبد من متبرع حي حيث تتوفر على أفضل مراكز زراعة الأعضاء من المتبرعين الأحياء. يقوم مركز زراعة الأعضاء بالمستشفى الجامعي أجيبادم بإجراء عمليات زراعة الكبد للمرضى الأطفال بشكل روتيني. بعض هؤلاء الأطفال حالاتهم معقدة وقد تم رفض علاجهم في بلدانهم. يتم إجراء عمليات زرع الكبد والكلى في نفس الوقت خلال جراحة واحدة بنجاح أيضًا في مركز أجيبادم. تبلغ نسبة نجاح زراعة الكبد 90%-92% في أفضل المراكز العالمية، بينما ترتفع هذه النسبة إلى 93%-94% في مركز زراعة الأعضاء بالمستشفى الجامعي أجيبادم.

 

تعدُّ زراعة الكبد الخيار الأنسب لإنقاذ الحياة عند حدوث فشل كبد. مركز أجيبادم لزراعة الكبد في المستشفى الجامعي أتاكانت بإسطنبول هو المركز المرجعي للحالات المعقدة داخل تركيا و خارجها. تختلف زراعة الكبد للأطفال بشكل واضح عنها لدى البالغين. ويعود ذلك الاختلاف أولاً إلى الأسباب التي تتطلب الزراعة. في حالة البالغين، عادة ما يكون فشل الكبد ناجماً عن مرض اليرقان الفيروسي، مرض الكبد الدهني الكحولي أو مرض الكبد الدهني. بينما يحتاج الأطفال في الغالب إلى زراعة الكبد في حالات التشوهات الخلقية أو رتق القناة الصفراوية. وبالإضافة إلى ذلك، تشكل الأوعية الضيقة، قنوات الصفراء الدقيقة، والمساحة الضيقة للكبد تحديا إضافيا للجراحين. في المستشفى الجامعي لمجموعة أجيبادم، يتم إجراء عمليات زراعة الكبد للأطفال والرضع بشكل روتيني منذ سنوات عديدة، مع نتائج ممتازة. يقول البروفيسور حمدي كاراكايالي رئيس قسم زرع الأعضاء: “بعض المرضى الذين يلجؤون لمستشفى أجيبادم قد تم رفض إجراء زراعة الكبد لهم في المراكز الأخرى بسبب حالاتهم المعقّدة. بفضل تجربتنا التي تتعدّى 30 سنة، نستطيع بفضل الله العناية بهؤلاء المرضى أيضا”.

قد يولد الأطفال بتشوهات خلقية تتطلب إجراء جراحة لزراعة الكبد التي تكون في معظم الأحيان الحل الوحيد لهؤلاء الأطفال لمواصلة حياتهم. مباشرة بعد التشخيص، يجب أن تتم برمجة عملية زراعة الكبد للطفل في أسرع وقت ممكن بعد استيفاء الشروط اللازمة. كان إجراء عملية زراعة الكبد للأطفال الرضع مستحيلا قبل بضع سنوات بسبب الصعوبات التي تنتج عن صغر الجسم والأعضاء والشرايين لدى الأطفال الذين يقل وزنهم عن 10 كجم. لكن اليوم، يمكن إجراء عملية زراعة الكبد حتى على الأطفال الذين تتراوح أوزانهم بين 4 و4.5 كجم. وتجري عمليات زراعة الكبد والكلى للأطفال الذين يعانون من الاضطراب الأيضي بنجاح.

إن ضرورة زراعة الكبد عند الأطفال، على عكس البالغين، قد يكون سببها تشوهات خلقية مثل تخلف القنوات الصفراوية، أو التخزين الزائد لبعض المواد في الكبد أو نقص بعض الإنزيمات. نظرًا لأن الكبد لا يعمل بشكل طبيعي، فقد يواجه هؤلاء المرضى تأخرًا في النمو وبعض المشكلات التي لا يمكن علاجها لاحقا. والأسوأ من ذلك أن 90% من هؤلاء الأطفال قد يموتون في غضون بضعة أشهر بعد الولادة إذا لم يتم علاجهم على الفور. عندما يتم إجراء عملية زراعة الكبد في الوقت المحدد، يمكن للأطفال التعافي بسرعة، والالتحاق بالمدرسة، والزواج لاحقا، وإنجاب الأطفال في حياتهم المستقبلية.

مصدر الأعضاء الأكثر مثالية لزراعة الكبد هو الموتى الذين قرّروا في حياتهم أوقبلت عائلاتهم تبرّعهم بأعضائهم في حال الموت السريري. ومع ذلك، يصعب على الأطفال العثور على كبد من متبرّع ميّت مقارنة بالبالغين. لذلك، عادةً ما نلجأ لمتبرعين أحياء من أقارب الأطفال. يجب أن يكون عمر هؤلاء المتبرعين يفوق 18 سنة، ويتمتعون بصحة جيدة، كما يجب أن يكونوا قد تبرّعوا بقطعة من الكبد سابقا.

فرصة حياة جديدة للطفل أحمد

حصل الطفل أحمد، الذي كان يعاني من تليف الكبد بسبب ولادته بقنوات صفراوية غير متطورة، على فرصة أخرى للحياة من خلال عملية جراحية أجريت له في المستشفى الجامعي أجيبادم أتاكانت بإسطنبول عندما كان عمره ستة أشهر فقط.

بعد ولادة أحمد حسين، وهو الطفل الثالث لعائلة ليبية، أصيب باليرقان الوليدي الناجم عن تخلف القنوات الصفراوية. إذا تم الكشف عن مستويات عالية من البيليروبين عندما يكون عمر الطفل شهرًا أو شهرين، فيمكن إجراء عملية تُسمّى “عملية كاساي”. لكن الطفل أحمد لم يكن محظوظاً إذ لم يتم اكتشاف حالته في وقت مبكّر فتطوّرت إلى تليف الكبد. وكانت طريقة العلاج الوحيدة المتبقية هي زراعة الكبد.

عندما تمت إحالته إلى مركز زراعة الكبد في المستشفى الجامعي أجيبادم أتاكنت، كانت معطياته الحياتية سيّئة، وكان يعاني من سوء التغذية. كان من الضروري تحسين حالته الصحية قبل العملية عبر توفير مستوى جيد من التغذية وتمكينه من استعادة قُوّته، وقدرة جهاز المناعة لديه، وعوامل تخثر الدم التي فقدها. وكذلك كان، بعد علاج دام ثلاثة أسابيع تحسنت حالة أحمد وتم القضاء على الإلتهابات في جسمه، وقرّر الأطباء إجراء العملية الجراحية.

تم إستئصال قطعة كبد تزن 210 جرام من والد أحمد ثم قام الجرّاحون بزرعها للطفل عوض كبده المريض في عملية استمرت أكثر من 8 ساعات. قام الفريق الجراحي بخلق القنوات الصفراوية من قطع من الأمعاء الدقيقة وربطها بالكبد. هذه العمليات تُشكّل مخاطر متعدّدة على الطفل. إن الاستعداد لمواجهة هذه المخاطر خلال العملية الجراحية على طفل صغير يتطلب خبرة وتجربة واسعتين. وهنا تكمُن أهمية تحضير الطفل جيّدا لأسابيع قبل الجراحة ليتحمّل جسمه هذه العملية المعقدة.

كانت خبرة الفريق الجراحي أمرًا مهمًا ساهم بشكل مباشر في نجاح العملية، كما هو الحال أيضًا بأطباء التخدير والعناية المركزة وأطباء الجهاز الهضمي الذين قاموا بإعداد المريض وتقديم الرعاية له قبل وبعد زراعة الكبد.

السيّد حسين المجوب، والد أحمد والمتبرع بالكبد، وزوجته السيّدة نائلة، يعبران في كل فرصة عن سعادتهما الشديدة لعلاج طفلهما في تركيا مُؤكّدين أن كل الإجراءات كانت سهلة للغاية وأن موظفي مجموعة أجيبادم كانوا لهم خير سندٍ طيلة مدّة العلاج.

زر الذهاب إلى الأعلى