شنت مقاتلات إسرائيلية، ليل الثلاثاء/الأربعاء، سلسلة من الغارات الجوية على مواقع في العاصمة السورية دمشق ومحافظة حماة وسط البلاد، ما أدى إلى مقتل شخص واحد وإصابة أربعة آخرين، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا.
وأوضحت الوكالة أن إحدى الغارات استهدفت بلدة حرستا الواقعة على مشارف دمشق، بينما طالت غارة أخرى قرية شطحة في ريف حماة الشمالي الغربي. كما أفادت مصادر متطابقة أن غارة إسرائيلية وقعت بالقرب من جبل قاسيون، أحد أبرز المواقع الاستراتيجية في العاصمة السورية.
ضربات متزامنة في الجنوب والوسط
في تطور متزامن، استهدفت الغارات الإسرائيلية كتيبة صاروخية شمال محافظة درعا، فيما سبقتها غارة على قاعدة دفاع جوي تابعة لقوات النظام في ريف حماة.
وذكرت تقارير أن سربًا من الطائرات الإسرائيلية دخل الأجواء السورية قادمًا من الجنوب، محلقًا فوق مناطق دمشق ودرعا وحمص وحماة، ونفذ ضرباته على أهداف “عسكرية وأمنية”، دون صدور تعليق رسمي من الجيش السوري حتى لحظة إعداد الخبر.
غارة بطائرة مسيرة قرب السويداء
من جهة أخرى، أفادت وكالة “تاس” الروسية أن طائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت مواقع قرب مدينة السويداء جنوبي سوريا، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل.
ووفق مصادر محلية، فإن الغارة طالت عناصر من قوات الأمن السورية الجديدة المنتشرة في بلدة كناكر، والتي كانت تشارك في عملية لـ”إعادة فرض النظام” في محافظة السويداء، التي شهدت في الآونة الأخيرة اشتباكات واسعة وأعمال عنف متفرقة.
تل أبيب تهدد وتُعد أهدافًا جديدة
في السياق ذاته، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر عسكرية أن إسرائيل حددت مجموعة جديدة من الأهداف العسكرية والأمنية داخل سوريا، تحظى بموافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، تمهيدًا لضربات مستقبلية.
وأوضح نتنياهو أن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت منطقة قريبة من القصر الرئاسي في دمشق هي “رسالة واضحة للنظام السوري”، مؤكدًا أن إسرائيل “لن تسمح بتعرض الطائفة الدرزية في سوريا لأي أذى”، في إشارة إلى التوتر المتصاعد في الجنوب السوري.
رد دولي وتحذير من التصعيد
في أول رد فعل دولي، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة السورية”، مشددًا على ضرورة وقف الغارات، واحترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها.
ودعا المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، جميع الأطراف إلى “ضبط النفس وتجنب التصعيد”، في وقت تزداد فيه المؤشرات على احتمال اتساع رقعة المواجهة في الأراضي السورية.