مقالات و أراء

سيواصلون تلقي الصفعات من تركيا

عند النظر إلى العالم بشكل عام نرى عدم الاستقرار، وحتى الصراعات، في العلاقات بين البلدان والقضايا الإقليمية، وهذا ما يثير الفوضى وعدم التوازن على العموم.

 

الضعف في مكافحة الإرهاب، وتحول الحمائية إلى عنف يصل إلى حد العنصرية، واختلاف وجهات النظر بخصوص إدارة القوة، كل ذلك يفسد خصائص البلدان. وأبرز نتيجة لهذا الفساد هو الحروب العرقية والعداء المتزايد للإسلام.

ونظرًا لموقعها، أصبحت تركيا هدفًا لتحالفات ثنائية وثلاثية وحتى خماسية. خلال الأسبوع الحالي كانت تركيا بشكل من الأشكال إما مركز أو هدف المستجدات الحاصلة خلال الأسبوع الحالي وحده.

 

على سبيل المثال، تلك المهزلة التي أخرجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأسمياها “صفقة القرن”.

هذه الصفقة، التي تنص على كون القدس “عاصمة موحدة” لإسرائيل وتعترف للفلسطينيين بفرصة إقامة دولة على شكل منطقة حكم ذاتي محاصرة، إن لم تكن ضحك على اللحى فما هي؟ كيف يمكن الحديث عن استقلال دولة لا تملك السيادة؟

كانت تركيا أول من وقف في وجه هذه الصفقة. من الواضح أن الأمور لن تكون أسهل مما كانت عليه في الماضي، مع الإقدام على هذه الخطوة ضد القدس، التي وصفها أردوغان بأنها “خط أحمر”.

الحرب الأهلية مستمرة في سوريا، وعدم الاستقرار في العراق، وبوادر حرب أهلية جديدة في إيران، والوضع شديد التعقيد أصلًا في ليبيا واليمن. تركيا هي الدولة الوحيدة التي تتمتع بالاستقرار والقوة في المنطقة.

وتسعى إسرائيل والولايات المتحدة للاستفادة من الوضع المتأزم في الشرق الأوسط والقيام بكل التصرفات الجنونية من أجل تحويل الأحلام الصهيونية إلى حقيقة.

تركيا هي البلد الوحيد الذي يتبنى بقوة قضية القدس وفلسطين ويقارع هذه القوى المسماة بـ”العظمى”.

وفي الواقع، تأتي حادثة تمزيق العلم التركي، قبل يومين، في البرلمان الأوروبي على يد نائب عنصري يوناني، في سياق هذه المستجدات.

فهذا اليوناني العنصري حاول التلاعب بأعصابنا وقام باستعراض عضلات ضد تركيا، التي أحبطت كل مكائد بلده. وتلقى الرد المناسب من المسؤولين الأتراك وعلى رأسهم أردوغان.

سنرد على هذه العقليات العنصرية باللغة التي تفهمها، وسنقوم بما يلزم. وليعلموا أن تركيا ستستمر بالتلاعب بأعصابهم وتوجيه الصفعات إليهم..

شبنم بورصالي – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

زر الذهاب إلى الأعلى