مقالات و أراء

صحيفة لبنانية: الاتفاق التركي الليبي “ضربة معلم” وهدف في مرمى خصوم تركيا

وصفت صحيفة الأخبار اللبنانية الاتفاق الذي وقعه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليًا، فايز السراج، بضربة معلم من جانب تركيا وهدف في مرمى خصومها.

وقالت الصحيفة إن تركيا ضربت عصفورين بحجر واحد: التعاون الأمني مع حكومة السراج التي يقتصر نفوذها على العاصمة طرابلس وجوارها، وترسيم حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة في البحر المتوسط بين تركيا وليبيا.

وأوضحت أنه في البعد الأول الأمني، “كانت تركيا من أوائل الدول التي وقفت في وجه اللاعبين الغربيين والعرب الذين كانوا يريدون الإطاحة بالقذافي ليستولوا هم على ثروات البلاد.”

ورأت الصحيفة أن الاتفاق الأمني  يدخل الأزمة في ليبيا في مسار قد يكون تصاعديًا، باعتبار أن تركيا، ومن خلفها روسيا، ستضع ثقلها لتغيير موازين القوى أو على الأقل عدم خسارة المساحة المتبقية لتركيا ومن معها.

وقالت الصحيفة إن الهدف الذي حققته تركيا في مرمى خصومها لا يتقصر على خصومها العرب، بل سجلت نقطة في الصراع أيضا مع دول الاتحاد الأوروبي، ولا سيما فرنسا وبريطانيا، فيما إيطاليا تبدو أقرب إلى تركيا منها إلى حلفائها في الاتحاد الأوروبي.

ووفقا للصحيفة، فإن الاتفاق على حدود المنطقة الاقتصادية البحرية الخالصة بين البلدين سيكون صداه الأكثر ترددا ومضاعفاته الأكثر إثارة للمخاوف في المرحلة المقبلة، لأنه يؤثر مباشرة في صراع النفط والغاز في شرق المتوسط، وستكون له انعكاساته المباشرة والقوية لدى كل دول شرق المتوسط ذات الحدود البحرية الممكنة مع تركيا أو ليبيا، وهي اليونان وقبرص اليونانية ومصر.

وحول مكاسب تركيا من الاتفاقية التي تجعل الحدود بين البلدين مشتركة، أشارت الصحيفة إلى أن تركيا تكسر الشريط الذي رسمته اليونان وقبرص اليونانية ومصر في البحر المتوسط، والذي يشكل حاجزا أمام التواصل البحري بين تركيا وليبيا، كما تكسر تركيا محاولات حصرها في منطقة بحرية مساحتها 41 ألف كلم مربع.

وأضافت أن الاتفاقية تمنع اليونان من توقيع اتفاقية حدود بحرية خالصة مع كل من مصر وقبرص اليونانية لأن المنطقة البحرية التركية – الليبية باتت مثل السيف الذي يقطع البحر المتوسط من الشمال إلى الجنوب.

أما بالنسبة إلى ليبيا، فإنها ستربح آلاف الكيلومترات المربعة التي كانت اليونان قد ادعت أنها تابعة لها ولزمتها لشركات تنقيب.

زر الذهاب إلى الأعلى