أخــبـار مـحـلـيـةمـنـوعــاتمعالم و صور

“صناعة العُكّاز”.. حرفة تركية اتكأت على الزمن لتقاوم الاندثار

منذ صغرها وهي ما تزال في ربيعها الحادي عشر، تملك التركية “تولاي ألاي” الشغف لتعلم صناعة “العُكّازات” التقليدية، وبعد إتقانها بمرور الوقت وضعت صوب أعينها تنشئة جيل جديد من الحرفيين للحفاظ على تلك المهنة التي تمارسها منذ 27 عامًا.

“تولاي” (38 عامًا) تعلمت صناعة العكاز (عَصًا يُتوكَّأُ عليها للمساعدة على المشي) من أخيها الكبير الذي كان يعمل لدى حرفي تركي ماهر في بلدة “داورك” بولاية “زونغولداق” شمالي البلاد.

وبدأت الحرفية التركية بممارسة هذه المهنة عندما كان عمرها 11 عامًا، وتمكنت من تطوير نفسها جيدًا من خلال الذهاب إلى ورشة عمل فتحها والدها وأخوها.

20161107_2_19981157_15771637_web

واضطرّت “تولاي”، بعد زواجها، للانتقال إلى ولاية “أفيون قره حصار” وسط تركيا، والتوقف عن ممارسة المهنة لفترة من الوقت، ثم قرّرت العودة إليها لاحقًا.

وتُشرف “تولاي” منذ نحو 3 أعوام على تدريب وتعليم الآخرين مهنة صناعة “العُكّاز” في مركز خاص للفنون اليدوية التقليدية ويتبع إداريًا لبلدية “أفيون قره حصار”.

وأكّدت الحرفية التركية أنها بدأت العمل في المركز بهدف تعليم هذه الصناعة للآخرين وضمان استمرارها خلال الأعوام القادمة.

وتستخدم “تولاي” لإنتاج “العُكّازات” أغصان الأشجار ذات الألياف مثل “التوت البري” و”الكرز” حيث تعمل على قطعها وجمعها خلال فترات معينة من العام.

وقالت الحرفية التركية: “إننا نقطع أغصان التوت البري خلال الفترة ما بين يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط من كل عام، ثم نتركها لنحو عام أو عامين لتجفّ”.

20161107_2_19981157_15771641_web

وبعد جفاف الأغصان تأتي مرحلة تسويتها من خلال تسخينها في الأفران، ثم حفر النقوش المختلفة عليها ودهنها بالورنيش، كما روت “تولاي”.

وأوضحت أن “تجهيز العُكّاز الواحد يستغرق نحو 3 أيام، وتختلف الفترة حسب النقوش والشكل المطلوب، حتى أن بعضها يستغرق 3 أو 5 أشهر”.

وأشارت إلى أن العُكّازات المصنوعة يدويًا تلقى اهتمامًا وإعجابًا كبيرًا من زائري المركز، رغم غلاء أسعارها مقارنة مع الأنواع الأخرى.

وأعربت “تولاي” عن سعادتها وهي تعمل على تعريف “العُكّازات” في عموم ولاية “أفيون قره حصار”، وتعليم صناعتها للعديد من الأشخاص في المركز.

20161107_2_19981157_15771642_web

“أحمد تورك كانلي”، أحد المُسجّلين في المركز، أعرب هو الآخر عن حبّه لممارسة المهنة، مبينًا أن المُدربّة “تولاي” ساعدته على إتقان صناعة “العُكّازات”.

وأضاف: “تمدّنا مهنة صناعة العُكّازات بطاقة إيجابية كبيرة، ونشعر بالراحة أثناء ممارستها، وأنصح الجميع باستغلال أوقات الفراغ لتعلّم هذه المهنة”.

من جهته، قال مدير المركز “علي أورك” إن بلدية “أفيون قره حصار” أقدمت على افتتاح المركز بهدف تعليم الفنون اليدوية التقليدية والحيلولة دون اختفائها.

زر الذهاب إلى الأعلى