شاهدمـنـوعــات

عودة “توم وجيري” إلى السينما في مارس 2021

على مدار عقود، استطاع توم وجيري، القط والفأر الأكثر أيقونية في تاريخ الرسوم المتحركة أن يخلبا أذهان أجيال متعاقبة من العشاق والمتابعين، وشكّلا ظاهرة فنيّة فريدة أجمع على حبها الكبار والصغار على حد سواء.

 

 

الحبكة الكلاسيكية التي كانت مصدراً لعشرات الأفلام، بخلطتها البسيطة التي تضم قطاً منزلياً غاضباً، وفأراً ظريفاً مولعاً بالمكائد، سيكون لها عودة مرتقبة في عام 2021، بعد تأجيلات عدة، على هيئة فيلم يمزج بين الرسوم المتحركة و”اللايف أكشن – السينما الحية”، تلك التقنية التي طالت العديد من كلاسيكيات ديزني وغيرها من استوديوهات الرسوم المتحركة، لتوظّفها استديوهات “وارنر براذرز” أخيراً لإعادة إحياء الثنائي توم وجيري.

تريلر رسمي

وحصدت المقدمة الإعلانية للفيلم خلال يومين فقط على ما يزيد على 6 ملايين مشاهدة، على قناة يوتيوب الخاصة بشركة “وارنر براذرز”.

 

المقدمة التي لا تتعدى 3 دقائق تكشف بعض اللمحات عن حبكة الفيلم المنتظر: فندق، وعاملة استقبال، وحفل زفاف بالغ الأهمية، وفأر مشاكس، وقط يتم الاستعانة به لترويضه والسيطرة عليه كي لا يُفسد الزفاف.

 

المشاهد التي تظهر في المقدمة الإعلانية للقط والفأر، توضّح الاحتفاظ بالطابع الكلاسيكي للشخصيتين، والخطوط الأصلية التي ابتدعها الثنائي ويليام هانّا وجوزيف باربرا، دون تحريف كبير في الخصائص الشكلية المحفوظة، والتي تتميّز بأنها ثنائية الأبعاد، والمرتبطة بالعصر الذهبي، والتي تمتزج في العديد من المشاهد مع الشخصيات البشرية الحيّة والخلفيّات الطبيعية.

الفيلم من إخراج تيم ستوري، وكتابة كيفن كوستيلو، بناءً على شخصيّات هانّا وباربرا، التي رُشحت واقتنصت جوائز الأكاديمية أكثر من مرة في تاريخها في فئات مختلفة.

الفيلم المنتظر عرضه في مارس 2021، مصنّف في فئة مشاهدة الوصاية الأبوية، وذلك لاحتوائه على بعض العنف والفكاهة اللاذعة، واللغة، ليعد بذلك أول فيلم لتوم وجيري تصنّفه جمعية الفيلم الأميركية بهذا التصنيف.

جذور العداء

ووفقًا لصفحة فيلم توم وجيري على موقع قاعدة بيانات السينما العالمية  IMDB، فحبكة الفيلم تستند بالأساس إلى إرث هانا وباربرا، الذي اعتمد على تشخيص وإسباغ الصفات البشرية على كيانات غير بشرية، هما القط والفأر في هذه الحالة، فيما تعود بالزمن إلى ما قبل لقاء توم وجيري الأول، لترصد جذور العداء القديم بينهما.

أما عن الشخصيات البشرية في الفيلم، فتؤدي كلوي غرايس موريتز، دور البطولة البشريّة فيه، كموظفة الفندق المبتدئة التي تستعين بتوم لترويض جيري، ويشاركها البطولة الممثل الأميركي مايكل بينا.

الملصق الدعائي لفيلم "توم آند جيري" - فيسبوك - الصفحة الرسمية للفيلم
الملصق الدعائي لفيلم “توم آند جيري” – فيسبوك – الصفحة الرسمية للفيلم

لمسة تراثية

على الرغم من أن فيلم توم وجيري المنتظر عرضه بالولايات المتحدة في دور العرض في مارس 2021، يجسد حالة الإنتاج الهجين بين الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد و”اللايف آكشن”، فإن القائمين على الفيلم كانت لهم رؤية في إضفاء روح الرسوم المتحركة ثنائية الأبعاد التي ميّزت أعمال الأربعينات والخمسينات.

وذلك عن طريق حزمة من الأدوات والتقنيات في مقدمتها الإضاءة وتوظيف عملية الاستخلاص rendering، عمل فريق فناني الرسوم المتحركة المكون من 120 فرداً، والذي بدأ العمل على المشروع في 2019، وواصل العمل في خلال جائحة كورونا، على الإبقاء على مظهر وإحساس روح الرسوم ثنائية الأبعاد، عبر وسيط ثلاثي الأبعاد.

من فيلم "توم آند جيري" - فيسبوك - الصفحة الرسمية للفيلم
من فيلم “توم آند جيري” – فيسبوك – الصفحة الرسمية للفيلم

كورونا لم تتسبب فحسب في العمل على إنتاج الفيلم عن بعد، إضافة إلى ذلك، تسببت أيضاً في تحريك موعد عرض الفيلم، الذي كان مقرراً له أن يتزامن مع عيد ميلاد الشخصيات الثمانين في 2020، ليتم إرجاؤه إلى مارس 2021.

مشروع طويل المدى

وترجع فكرة مشروع إنتاج فيلم عن توم وجيري بصيغة الدمج بين الرسوم المتحركة واللايف أكشن إلى عام 2009، وقتها كانت الحبكة مختلفة تماماً، فالقط والفأر كان مقرراً لهما اللقاء لأول مرة عبر أحداث الفيلم في شيكاغو، حيث سيضلان طريق العودة، ويتعاونان معاً على الرجوع للمنزل مرة أخرى.

جانب آخر أسهم في إرسائه رحلة التطوير الطويلة التي خاضها الفيلم لصالح النوستالجيا، هي أن القط والفأر لن يقوما بالغناء في سياق أحداث الفيلم، مع الاعتماد على مواد صوتية مؤرشفة لمؤدي أصوات الشخصيات القدامى، وفقًا لـ IMDB.

زر الذهاب إلى الأعلى