غضب، وانزعاج، وتلاسن.. تبادل حظر السفر بين مصر والكويت يؤجج توتراً غير رسمي
أجَّج قرار الكويت، السبت 1 أغسطس/آب 2020، إدراج مصر ضمن 31 دولة مَنعت دخول مواطنيها إليها بسبب كورونا، توتراً غير رسمي بين البلدين، كانت قد أشعلته تطورات عدة سابقة، لتردّ القاهرة بالمثل، وتعلن شركة مصر للطيران تعليق جميع رحلاتها المجدولة المتجهة إلى الكويت حتى إشعار آخر.
غضب في مصر: بعد نحو 5 أشهر من التوقف جراء جائحة كورونا، بدأت الكويت، السبت، المرحلة الأولى من استئناف الطيران التجاري باستثناء الرحلات القادمة من 31 دولة، بينها مصر، التي يعمل مئات الآلاف من مواطنيها بالكويت في مهن مختلفة.
الإدارة العامة للطيران المدني الكويتية، قالت عبر حسابها على تويتر، إن القرار يأتي “بناءً على تعليمات السلطات الصحية”.
ورود اسم مصر في القائمة أثار ارتباكاً في حركة الطيران هناك، ذلك أن الكويت أعلنت في 28 يوليو/تموز المنصرم، أنها ستستأنِف الرحلات إلى 20 دولة، تشمل مصر.
لكن مع القرار الجديد باستثناء مصر، تم إنزال ركاب من رحلات كانت متوجهة من القاهرة إلى الكويت، فيما أصدرت “شركة مصر للطيران”، الناقل الوطني للبلاد، بياناً تُعلن فيه إلغاء جميع رحلاتها إلى الكويت حتى إشعار آخر، وطالبت العملاء بالتواصل معها لمراجعة الحجوزات.
ناشطون مصريون، أعربوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم من قرار حظر دخول القادمين من بلادهم للكويت، وأرجعوا الأمر إلى التوتر بين الدولتين مؤخراً.
كما استغرب بعض الناشطين أن يتم حظر الطيران من مصر للكويت، فيما تسمح الأخيرة باستقبال رحلات من الولايات المتحدة، الدولة التي تتصدّر العالم في عدد وفيات وإصابات كورونا.
توتّرات متزايدة: ومؤخراً، تصاعَدَ سِجال ومناكفات كلامية بين مغرّدين من البلدين عبر مواقع التواصل، عقب انتشار مقطع مصور لاعتداء كويتي على عامل مصري بالصفع 3 مرات متتالية في سوبر ماركت بالكويت.
الغضب من الخطوة الكويتية انتقل إلى إعلاميين بارزين، بعضهم معروف بقربه من السلطة الحاكمة في البلاد، وبقوله كلمة “اغضبوا”، استهلّ الإعلامي المصري محمد علي خير، تعليقه السبت، عبر صفحته على فيسبوك قائلاً: “يحق للكويت أن تمنع رعايا 31 دولة من دخول أراضيها من بينها مصر لأسباب صحية، ويحق لنا (كذلك)”.
أضاف خير: “ما زلت أرى يقيناً أن مصر محتاجة لغة خطاب أكثر حسماً وأكثر حدة مع بعض دول العالم، ولغة الخطاب الحالية الهادئة الناعمة دي مش هتنفع (لا تجدي)، كما أنها لا تعبّر عن مصر القوية أو شعبها الغاضب”.
تأييد لقرار القاهرة: على النحو ذاته، قال الإعلامي المصري أحمد موسى، عبر صفحته على فيسبوك: “برافو (ممتاز) مصر للطيران إلغاء الرحلات إلى الكويت (…) وإعادة رحلة للخطوط الكويتية وهي في طريقها لمطار سوهاج (جنوب)”.
أضاف موسى أن المعاملة بالمثل يجب أن تكون بين الدول، والكرامة أولوية أولى، “ونحب ونحترم الجميع طالما احترموا هذا الوطن وشعبه العظيم”.
من جانبه، وعبر تغريدة على تويتر، قال الإعلامي والبرلماني مصطفى بكري، إن القرار الكويتي “يؤثر على مصالح مئات الآلاف من المصريين، وللأسف القرار لا يستند إلى أسباب حقيقية، وهو حتى لم يعطِ فرصة لمن يريد العودة أو من هو مرتبط بمصالح في البلاد”.
أشار بكري إلى أن “عدداً كبيراً من مستشفيات العزل في مصر لم يعد فيها أحد من المرضى، فضلاً عن تراجع نسبة المصابين والوفيات بنسبة كبيرة”، وفق قوله.
وحتى مساء السبت، بلغ إجمالي إصابات كورونا في مصر 94.316، بينها 4.834 وفاة، و41.137 حالة شفاء.
رد من الكويت وتلاسن: على الجانب الكويتي، أوضح المتحدث باسم الإدارة العامة للطيران سعد العتيبي، للتلفزيون الرسمي، مساء السبت، أن “القرار لا يستهدف جنسية معينة (دون أن يسمي دولة)، وإنما هو تقييم صحي لا غير للمناطق التي ينتشر فيها الفيروس”.
كما عقّب البرلماني عبدالكريم الكندري، عبر حسابه في تويتر، على تصريحات النائب المصري بكري، قائلاً: “عملياً وقانونياً لا تحتاج الكويت أن تبرر قراراتها لأحد، لكن الذي يحتاج فعلاً لتبرير هو إصراركم على التدخل في شأننا الداخلي”.
فيما قالت النائبة صفاء الهاشم، عبر تويتر، التي عادةً ما تنتقد عمالة المصريين في بلادها: “بلغني وزير الخارجية الشيخ أحمد الناصر، برسالة وزير الصحة بمنع دخول الكويت من دول جديدة من ضمنها مصر”، مدرجة هاشتاغ “#تمام (جيد)”.
كذلك أعادت الهاشم نشر تغريدة لحساب كويتي باسم صالح أحمد عاشور، خاطب حكومة بلاده قبل صدور القرار: “تعرفون جيداً الإصابات بمصر كبيرة، ولا تقل عن هذه الدول، وأكثر القادمين عمالة هامشية لا نحتاج إليها بالوقت الحالي، فعليكم بتصحيح قراراتكم أو تفقدون ثقتنا بكم لأن مصلحة الكويت أكبر منكم”.
يأتي هذا الجدل بعد يوم من إعلان سفارة الكويت في القاهرة رفضَها دعوات (لم تحدد مَن وراءها) لحرق العلم الكويتي، ورفض وزارة الخارجية المصرية ما يتداول بمواقع التواصل من “وقيعة تقف وراءها جهات مغرضة”، مؤكدة قوة العلاقة الأخوية.