أخــبـار مـحـلـيـة

تفاصيل انتصار الأتراك على الحلفاء واليونان في 30 أغسطس/آب 1922،

تحيي تركيا، الأحد، الذكرى الـ98 لعيد النصر ويوم القوات المسلحة، حيث يتم الاحتفال بذكرى الانتصارات التي أحرزتها القوات التركية بقيادة مصطفى كمال أتاتورك (مؤسس الجمهورية)، على قوات الحلفاء والجيوش اليونانية الغازية، بتاريخ 30 أغسطس/آب 1922.

 

 

وبهذه المناسبة، تقام أنشطة وفعاليات مختلفة في كافة الولايات والسفارات والبعثات الدبلوماسية التركية بالخارج.

ويعد أرشيف وكالة الأناضول، حافلاً بتفاصيل “الكفاح الوطني” والذي يطلق تسميته على المعارك والأحداث التي أدت إلى تحقيق النصر على قوات الحلفاء والجيوش اليونانية الغازية، عام 1922.

 

 

وفي أعقاب الحرب العالمية الأولى، بدأت قوات التحالف باحتلال منطقة الأناضول (تركيا حالياً)، متذرعة بحجج مختلفة بينها بنود هدنة مودروس (أبرمت عام 1918) لوقف إطلاق النار، الأمر الذي وضع الأتراك في وضع صعب.

وفي هذا الإطار، استقر أسطول قوات التحالف في إسطنبول، فيما دخلت القوات الفرنسية إلى ولاية أضنة (جنوب)، والبريطانية إلى ولايات أورفة، ومرعش (جنوب)، وسامسون وقضاء مارزيفون (شمال)، فيما استقرت القوات الإيطالية في ولاية أنطاليا ومناطق جنوب غربي الأناضول.

أما الأسطول اليوناني وبإذن من قوات التحالف، فقد دخل إلى ولاية إزمير (غرب) يوم 15 مايو/أيار 1919.

ومع افتتاح مجلس الأمة التركي (البرلمان) عام 1920، بدأت قوات التحالف المحتلة للأناضول، بتكثيف سياسات الضغط على أتاتورك ورفاقه حملة السلاح، لتشهد بعدها الجبهة الغربية للأناضول، تحركات عسكرية شيئاً فشيئاً.

واستطاع أتاتورك ورفاقه إيقاف تمدد جيوش الأعداء في صقاريا (شمال غرب)، بعد معارك دامية استمرت لـ 22 يوماً وليلة.

وبعد عام كامل من التحضيرات المختلفة، أعلن القائد الأعلى للجيش مصطفى كمال أتاتورك، بدء “الهجوم الكبير” يوم 26 أغسطس/آب 1922، بهدف تحرير كامل البلاد من قوات الأعداء.

وصبيحة يوم 30 أغسطس/آب من العام نفسه، ألحقت القوات التركية، الهزيمة بالجيش اليوناني في مواقع عدة كان أبرزها معركة “دوملوبنار” (تقع حالياً في ولاية كوتاهية غربي تركيا)، ليلوذ بعدها عدد من قادة الجيش اليوناني، بالفرار .

وفي الأول من سبتمبر/أيلول 1922، وبالتحديد عقب النصر الكبير الذي حققه الجنود الأتراك في معركة ” دوملوبنار”، أرسل مصطفى كمال أتاتورك، بياناً أمر بتلاوته لجميع الضباط والجنود المتواجدين على الجبهات الغربية للأناضول.

تضمن بيان أتاتورك المذكور، إشادته هو وأبناء شعبه، بانتصارات وتضحيات الجنود الأتراك على الجبهات الغربية، ومحفّزاً إياهم على مواصلة الانتصارات حتى طرد جميع القوات الغازية.

وأعرب أتاتورك في بيانه عن شعوره مع باقي أطياف الشعب التركي، بالفخر إزاء الانتصارات المحققة ضد القوات اليونانية في الجبهات الغربية.

وأعلن أتاتورك من خلال البيان، عن انطلاق معارك التحرير والاستقلال في مختلف مناطق الأناضول أيضاً، وذلك على خلفية الانتصارات التي تحققت على الجبهات الغربية، داعياً جميع الأتراك إلى تقديم التضحيات من أجل هذه المعارك.

وأصدر أتاتورك من خلال البيان ذاته، أمراً إلى القوات التركية ينص على منح الأولوية لتحرير مناطق البحر الأبيض المتوسط، قائلاً لهم: “أيها الجيش! إن هدفكم الأول هو البحر المتوسط، فتقدّموا ! ”

وبحلول التاسع من سبتمبر/أيلول 1922، نجحت القوات التركية في إلحاق الهزائم بالجيش اليوناني وإجباره على الانسحاب، لتنال بذلك ولاية إزمير استقلالها الكامل.

وكانت وكالة الأناضول قد أعلنت حينها عن خبر نيل إزمير استقلالها عبر خبر نصّه كالتالي:

“عند الساعة العاشرة والنصف قبل ظهر اليوم السبت، دخل الأبطال من فرسان جيشنا المظفّر، إلى ولاية إزمير وسط دموع الفرح للسكان. وكالة الأناضول تحيي بلدنا الجميل الذي عاد إلى حضن الوطن عقب فراق لأكثر من 3 أعوام، وتبعث بشكرها لجيشنا المخلص، وبتهانيها لشعبنا صاحب العزيمة.”

وفي الذكرى السنوية الثانية لعيد النصر، وبالتحديد يوم 30 أغسطس/آب 1924، زار مصطفى كمال أتاتورك، منطقة “ظفر تبه تشالكوي” بولاية كوتاهية، وحضر مراسم إحياء عيد النصر مع السكان هناك.

وألقى أتاتورك، هناك كلمة شدد فيها على أسس ومبادئ الجمهورية التركية، وأشاد بانتصارات القوات التركية على قوات الحلفاء والجيوش اليونانية، مؤكداً أنها كانت نقطة تحوّل في تاريخ تركيا والعالم أجمع.

زر الذهاب إلى الأعلى