روائع التاريخ العثمانيمعالم و صور

فنان تركي يحيي تاريخ السلاطين العثمانيين من عظام الجِمال

لم يجد في مهنته القديمة ما يشبع رغباته الفنية، ليحول قبلته من أمام آلة “الخراطة” إلى جمع “عظام الجمال” ليستثمرها في استخدام غير مألوف عبر تحويلها إلى أشكال يرسم عليها “المُنَمْنَمَات” الصغيرة، مجسداً اللحظات التاريخية للسلاطين العثمانيين والمعالم الأثرية في مدينة إسطنبول التركية.

إنه الرسام التركي “أيهان قابا أوغلو”، الحاصل على الشهادة الابتدائية، والذي بدأ حياته العملية أمام آلة الخراطة، إلا أنه توجه إلى ثقافة “المنمنمات” بعد أن اكتشف قدراته على الرسم.

 

20161016_2_19591720_15069419_web

وتُعرّف “المُنَمْنَمَات” على أنها رسم دقيق مفصَّل لصورة أو رسم أو حرف مزخرف على مخطوطة، وغالباً ما تكون تلك المخطوطة مصنوعة من الورق أو الخشب غير أن “قابا أوغلو” استخدم مادة خام جديدة وهي “عظام الجمل”.

ويمارس “قابا أوغلو” منذ 35 عاماً ثقافة النقش و”المنمنمات” والتذهيب على عظام الإبل بعد جزها وقطعها.

 

ويتابع: “عظام الإبل مادة جميلة جدًا، على الأغلب لو رسمت فنا هكذا على الورق أو الخشب لما اشتهر إلى هذا الحد، اخترت العظام كي يستطيع الجميع شراءها وليس فئة محددة فقط”.

ويشير إلى أنه “يمكن اقتناؤها أو وضعها على الطاولة أو عرضها على الواجهة، كما يمكن أن تتوارثها الأجيال، حيث تتراوح أعمارها ما بين 100-200 عام”.

 

20161016_2_19591720_15069421_web

ويمكن لهذه الرسومات أيضًا أن تحافظ على أشكالها حوالي 300-500 في حال تم الاحتفاظ بها بمكان مناسب، وفق الرسام.

وتعلم الرجل هذه المهنة، كما يقول، من تلقاء نفسه دون أن يحصل على دعم من أحد، وأن القطع التي يصنعها من عظام الجمال تشكل جانبه الحرفي، بينما “المنمنمات” جانبه الفني.

20161016_2_19591720_15069423_web

 

في بداية الأمر كان يعتمد “قابا أوغلو” على قرون الحيوانات التي كان يجمعها من المسالخ في مدن تركية مختلفة، إلا أن الأشكال التي كان يرسمها على القرون لم تظهر بشكل جيد لذا توجه للرسم على عظام الجمال.

ويشير إلى أنه يجلب العظام من مدينتي “أيدن” و”أنطاليا” جنوب غربي تركيا، ومن ثم يقطعها ويحولها إلى علب صغيرة، ثم يطليها بمساعدة زوجته ليبدأ بالرسم عليها.

 

20161016_2_19591720_15069417_web

وجسد “قابا أوغلو”، على إحدى العلب صورة للسلطان العثماني محمد الفاتح خلال اجتماعه مع وزرائه، وعلى الأخرى أثناء ذهابه إلى الصيد.

وجسد على علبة أخرى لحظة تعارف السلطان العثماني سليمان القانوني بزوجته السلطانة “هويام”، ورسم القسم المتمم للصورة داخل العلبة، معتبراً ذلك بأنه “يتطلب مهارة خاصة لا يمكن أن يقوم بها كل شخص”.

زر الذهاب إلى الأعلى