أخبار الهجرة و اللجوء حول العالم

فورن بولسي تتحدث عن مخاطر ترحيل السوريين من تركيا

أشار تقرير لفورن بولسي إلى قرارات الترحيل الأخيرة التي تصدر بحق السوريين في تركيا وتأثيرها السلبي على حياتهم، حيث تم ترحيل ما يقارب من 1,000 شخص إلى الآن إلى داخل سوريا.

وقال هاني هلال (27 عاماً) الذي تم ترحيله في 10 تموز من تركيا إلى شمال سوريا، إن مستقبله قد تدمر لعدة أسباب، من بينها أنه ينشط بشكل صريح ضد “هيئة تحرير الشام” ويخشى من انتقام الهيئة بعد أن دخل إلى سوريا.

وكذلك الأمر بالنسبة لهشام مصطفى (25 عاماً)، والذي عمل في ورشة للملابس في إسطنبول، حيث يعيش مع زوجته وأطفاله الثلاثة إلى أن أوقفته الشرطة التركية في أواخر تموز بينما كان في طريقة إلى العمل وتم ترحيله بعد عدة أسابيع عبر معبر باب الهوى.

يقول المسؤولون الأتراك، إن الترحيل يخص المخالفين فقط ممن ليس لديهم أوراق نظامية؛ إلا أن هلال ومصطفى ليسوا كذلك وكلاهما يشعر بعدم الأمان في المناطق التي يتواجدون فيها حالياً داخل سوريا.

ضغوطات في دول الجوار
أدت الانتخابات البلدية الأخيرة في إسطنبول إلى ازدياد موجة عدم التسامح ضد اللاجئين السوريين. وقام أكرم إمام أوغلو، عمدة إسطنبول المنتخب حديثاً، وهو من حزب الشعب الجمهوري (CHP)، بوصف وضع اللاجئين في تركيا بـ “الصدمة الكبيرة”.

وتعتبر تركيا مناطق درع الفرات آمنة، وتدعو إلى عودة السوريين إلى وطنهم، حيث تلقى حوالي 6,000 شخص أوامر بالترحيل إلى الآن.

ويدعم الاتحاد الأوروبي تركيا مالياً لتقديم المساعدة للاجئين السورين، حيث حصلت تركيا ما بين 2016 و2019 على 7 مليار دولار، وتم إحياء طلب تركيا بالحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي من خلال منح المواطنين الأتراك حرية الوصول إلى أوروبا بدون تأشيرة.

ومن بين مخاوف السوريين المرحلين، أن يتم تجنيدهم داخل قوات الفصائل للقتال من جديد، حيث يبقى هذا الخيار هو الوحيد المتاح أمامهم بسبب الظروف الاقتصادية القاسية.

ويواجه السوريون ضغوطات في لبنان والأردن كذلك، حيث يستضيف الأردن أكثر من مليون سوري، معظمهم غير مسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة. عاد 2% من 680,000 سوري مسجل. وأشار مسح أجرته مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أن حوالي 80٪ من اللاجئين السوريين في الأردن لا يخططون للعودة إلى سوريا في العام المقبل.

تغير النظرة تجاه اللاجئين
أغلق الأردن حدوده أمام اللاجئين السوريين في حزيران 2016، عقب هجوم بسيارة مفخخة أدى إلى مقتل ستة من أفراد الأمن الأردنيين بالقرب من مخيم الركبان جنوب شرق سوريا. وقالت السلطات الأردنية حينها، إن تنظيم داعش هو من دبر الهجوم على الجانب الآخر من الحدود مع سوريا.

وأدى ذلك إلى حدوث أزمة في مخيم الركبان الذي يعيش فيه سوريون هربوا من المدن والبلدات الشرقية التي سيطر عليها تنظيم داعش في 2014.

وتمت محاصرة المخيم بعد أن مُنعت وكالات الأمم المتحدة المتواجدة في الأردن من الوصول إلى المخيم الذي يتواجد فيه 45,00 سوري. ولم يشهد أي مساعدات منذ تشرين الثاني 2018 بعد مفاوضات بين النظام وروسيا والأردن والولايات المتحدة.

واتخذ لبنان خطوات لاستعادة العلاقات الاقتصادية مع النظام مع وجود 1.5 مليون سوري يعيشون في الداخل اللبناني. وتقوم مديرية الأمن العام في لبنان بترتيب ما تسميه “العودة الطوعية” للاجئين السوريين، مع ذلك لم يعد أكثر من 170,000 سوري.

وتشتكي المفوضية من قلة الدعم، حيث لم تتلق في 2018 سوى 45% من احتياجاتها في لبنان وحده. وتحول وضع اللاجئين السوريين من مشكلة إنسانية إلى مشكلة سياسية مع تحول الاستثمارات المالية من المنظمات الاغاثية إلى ما يبدو وكأنه استعادة العلاقات الاقتصادية مع نظام أسد عبر دعم عودة السوريين إلى الداخل.

زر الذهاب إلى الأعلى