سيـاحـة وسفـر

“فوهة جهنم”..من أوائل كنائس الكهوف في الأناضول(تقرير)

 

تعد مغارة “جهنم أغزي” التي تعني بالعربية “فوهة جهنم”، من أبرز الوجهات المفضلة للسياحة الدينية في تركيا، نظرا لكونها من أوائل كنائس الكهوف في البلاد.

المغارة الواقعة في قضاء “أرغلي” بولاية زونغولداق المطلة على البحر الأسود، افتتحت للزيارة قبل 22 عاما، وتتميز بأهميتها الدينية والأسطورية.

وتقدم “فوهة جهنم” إسهامات كبيرة لسياحة المنطقة، حيث تستقبل سنويا آلاف السياح المحليين والأجانب، نظرا لاحتوائها على معالم ذات صلة بالعالم المسيحي، ولكونها حديث الأساطير القديمة.

“فوهة جهنم” عبارة عن 3 مغارات جنبا إلى جنب، وبحسب المصادر التاريخية كانت تستخدم مكانا سريا للعبادة في السنوات الأولى لانتشار المسيحية في المنطقة، حيث كانت الديانة محظورة فيها.

ومما يشير إلى استخدام المكان كمعبد سري للمسيحيين، وجود أعمدة داخله تعلوها رسوم وزخارف ذات صلة بالوثنية، الأمر الذي يعتبره خبراء مؤشرات على سيادة الوثنية في المنطقة لفترة، واستخدام المغارة كمعبد سري من قبل المسيحيين.

وتشير مصادر تاريخية أخرى إلى أن المغارة استخدمت خلال الحقبتين الرومانية والبيزنطية، وهو ما تؤكده رسوم وزخارف بداخلها.

وفي حديثه للأناضول، لفت أحمد مرجان، مدير متحف “أرغلي البحر الأسود” الذي يشرف على المغارة، إلى الأهمية التاريخية والدينية لـ”فوهة جهنم”.

وأضاف أن المغارة باتت خلال فترة بالحقبة الرومانية كانت المسيحية محظورة فيها، مقصدا للعبادة بشكل سري من قبل المسيحيين في المنطقة.

“مرجان” أشار إلى أنه وانطلاقا من هذا، فإن “فوهة جنهم” تعد من أوائل وأقدم كنائس الكهوف في تركيا، ما يجعلها وجهة مفضلة للسياحة الدينية.

وأوضح أن المغارة تستقبل سنويا آلاف الزوار المحليين والأجانب، معربا عن توقعه بارتفاع زوارها إلى 50 ألف بحلول نهاية العام 2023.

من جهته، قال الأستاذ المساعد بولنت أوزتورك، عضو الهيئة التدريسية في قسم علم الآثار بجامعة المعمار سنان للفنون الجميلة، إن المنطقة كانت وجهة على مر العصور لكثير من قاصدي الرهبان والكهنة “للحصول على معلومات حول المستقبل والغيب، ونيل الدعاء ضد الحوادث الشريرة”.

كما كانت المنطقة، بحسب “أوزتورك”، مقصدا للتواصل بين الأحياء وأقربائهم من الأموات، ما يعني أن جذور السياحة الدينية فيها تعود إلى عصور مبكرة.

ويرى الأكاديمي التركي أن هذه المعلومات تشير في الوقت نفسه إلى واحدة من أقدم وأبكر نماذج السياحة الدينية في منطقة الأناضول.

وبحسب المكتشفات الأثرية في المنطقة، فإن “فوهة جهنم” كانت معبدا سريا للجماعات المسيحية بالمنطقة، خلال الفترة بين القرنين الأول والرابع الميلادي، وهذا ما يجعل منها اليوم وجهة هامة بالنسبة للسياح المسيحيين.

بدوره، أعرب شنول ألاجا، أحد زوار مغارة “فوهة جنهم” عن إعجابه بها، داعيا كلّ من له شغف بالأماكن التاريخية والدينية إلى زيارتها.

“فوهة جهنم” في الأساطير

ووفقاً للأساطير فإن “هرقل” الذي يرمز إلى قوة الإنسان التي لا تقهر في مقاومة الطبيعة والاعتداء عليها، زار منطقة “أرغلي” برفقة البحارة، ودخل مغارة “فوهة جهنم”.




زر الذهاب إلى الأعلى