أخــبـار مـحـلـيـة

فيدان ومملوك اجتمعا في دمشق.. رويترز: لقاءات مكثفة بين تركيا والنظام السوري بتشجيع من روسيا

قالت وكالة رويترز، الخميس 15 سبتمبر/أيلول 2022، إن رئيس المخابرات التركية عقد عدة اجتماعات مع نظيره السوري في دمشق خلال الأسابيع الماضية، في مؤشر على تقدُّم جهود روسية لإذابة الجليد بين الطرفين. 

حيث قال مصدر إقليمي مؤيد لدمشق، إن رئيس جهاز المخابرات التركي هاكان فيدان ورئيس المخابرات السورية علي مملوك، التقيا هذا الأسبوع في العاصمة السورية.

بحسب رويترز، من شأن أي تطبيع للعلاقات بين أنقرة ودمشق أن يغير معالم الحرب السورية المستمرة منذ عشر سنوات.

ويُعد الدعم التركي عاملاً رئيسياً لاحتفاظ المعارضة السورية بآخر موطئ قدم رئيسي لها في الشمال الغربي، بعد أن أعاد الأسد سيطرته على مناطق واسعة من سوريا، بمساعدة روسيا وإيران.

لكن التقارب يصطدم بتعقيدات كثيرة، من بينها مصير مقاتلي المعارضة وملايين المدنيين الذين فر كثير منهم إلى الشمال الغربي وتركيا؛ هرباً من حكم الأسد.

وتنشر تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، قوات على الأرض في إدلب وباقي المنطقة الشمالية الغربية. 

وفقاً لمسؤول تركي كبير ومصدر أمني تركي، بحث مملوك وفيدان، الذي يعد أحد أبرز المقربين من الرئيس رجب طيب أردوغان، خلال الاجتماعات الأخيرة، احتمال عقد لقاء بين وزيري خارجية البلدين في نهاية المطاف.

قال المسؤول التركي: “تريد روسيا أن تتجاوز سوريا وتركيا خلافاتهما وتتوصلا لاتفاقات محددة… تصب في مصلحة الجميع، بما في ذلك تركيا وسوريا”.

أضاف المسؤول أن أحد التحديات الكبيرة يكمن في رغبة تركيا في إشراك المعارضة السورية في أي محادثات مع دمشق.

رغبة روسيا 

قال المسؤول الأمني التركي إن روسيا سحبت تدريجياً بعض مواردها العسكرية من سوريا للتركيز على أوكرانيا، وطلبت من تركيا تطبيع العلاقات مع الأسد؛ “لتسريع الحل السياسي” بسوريا.

وقال المصدر المتحالف مع دمشق، إن روسيا حثت سوريا على الدخول في محادثات مع أنقرة، في الوقت الذي تسعى فيه موسكو لتأمين موقفها وموقف الأسد إذا اضطرت إلى نقل قوات إلى أوكرانيا.

وتكبدت روسيا خسائر فادحة على الأرض في أوكرانيا خلال الأسبوع الماضي.

قال المصدر إن الاجتماعات الأخيرة سعت إلى تمهيد الطريق لجلسات على مستوى أعلى.

وذكر المسؤول التركي البارز أن أنقرة لا تريد أن تملأ القوات الإيرانية أو تلك المدعومة من إيران، والتي تنتشر بالفعل على نطاق واسع بالمناطق التي تسيطر عليها الحكومة في سوريا، الفراغ الذي ستخلفه عمليات الانسحاب الروسية.

أشار المسؤول الأمني التركي إلى أن روسيا أيضاً لا تريد للنفوذ الإيراني أن يتسع، لأن هذا من شأنه أن ينتقص من وجودها.

وقال دبلوماسي مقيم في المنطقة إن روسيا سحبت عدداً محدوداً من القوات من جنوب سوريا في وقت سابقٍ هذا الصيف، لا سيما في المناطق الواقعة على طول الحدود مع إسرائيل والتي شغلتها لاحقاً قوات متحالفة مع إيران.

على الرغم من أن فيدان ومملوك تحدثا بالفعل على نحو متقطع خلال العامين الماضيين، فإن وتيرة وتوقيتات الاجتماعات الأخيرة تشير إلى وجود حاجة مُلحة الآن للتواصل.

وقال المصدر الإقليمي المتحالف مع دمشق ومصدر آخر رفيع المستوى موالٍ للأسد في الشرق الأوسط، إن الاتصالات التركية السورية أحرزت كثيراً من التقدم، دون الخوض في تفاصيل.

مصدر إقليمي ثالث متحالف مع دمشق، أكد أن العلاقات التركية السورية بدأت تتحسن وتتقدم إلى مرحلة “تهيئة الأجواء للتفاهم”.

وتحدثت المصادر شريطة عدم الكشف عن هويتها؛ نظراً إلى حساسية اللقاءات التي لم يتم الكشف عنها علناً.

وامتنع جهاز المخابرات الوطنية التركي عن التعقيب، كما لم تدلِ وزارة الخارجية بتعليق على الفور. كذلك لم تردَّ وزارة الإعلام السورية، على الفور على أسئلة عبر البريد الإلكتروني من رويترز.

تقارب كان يبدو مستحيلاً 

بدا التقارب التركي السوري في حكم المستحيل بالمراحل المبكرة من الصراع السوري الذي خرج من رحم الانتفاضة ضد الأسد في عام 2011 وأسفر عن مقتل مئات الآلاف من الأشخاص واجتذب تدخلات من العديد من القوى الأجنبية وقسم البلاد إلى مناطق متشرذمة.

وصف أردوغان، الأسد بأنه “إرهابي”، وقال إن السلام لا يمكن أن يتحقق في سوريا وهو على مقعد الرئاسة، بينما وصف الأسد، أردوغان بأنه لص؛ “لسرقته” الأراضي السورية.

لكن وفي تغير واضح في لهجته، قال أردوغان إنه لا يمكنه استبعاد الحوار والدبلوماسية مع سوريا في المطلق.

ويواجه أردوغان انتخابات محتدمةً العام المقبل، ستتمثل ملفاتها الساخنة في طريقة إعادة بعض اللاجئين السوريين في تركيا والذين وصل عددهم الآن إلى 3.7 مليون.

زر الذهاب إلى الأعلى