أخبار الهجرة و اللجوء حول العالم

في تركيا.. هذه عقوبة محاولة العبور إلى اليونان بطرق غير شرعية

“100 شاب سوري رحلتهم السلطات التركية إلى سوريا بعد القبض عليهم في محاولة العبور إلى اليونان”، هذا ما يؤكده “أبو يوسف” ابن حي القابون، أثناء حديثه لـ “اقتصاد” عن رحلته إلى اليونان التي حطت رحالها رجوعاً إلى اسطنبول.

يقول “أبو يوسف”: “الشبان تم جمعهم في مركز الأمنيات بمنطقة أدرنة الحدودية مع اليونان بعد أن أعادتهم السلطات اليونانية إلى الأراضي التركية عقب القبض عليهم محاولين دخول أراضيها على دفعات متتالية، حيث وصل العدد إلى ما يقارب 100 شاب بعد أن أعادت السلطات اليونانية عدة دفعات إلى تركيا. وتم ترحيل كافة الشبان السوريين إلى الأراضي السورية في حين سمح للعائلات بالعودة إلى إسطنبول”.

ووصف “أبو يوسف” أثناء حديثه لـ “اقتصاد” سوء المعاملة التي تعرض لها في الجانب اليوناني بعد أن ألقي القبض عليه وزوجته في إحدى الحارات في قرية حدودية، بعد أن قام صاحب أحد المحال بإخبار الشرطة بوجود مهاجرين في المنطقة. يروي “أبو يوسف”: “منعت الشرطة اليونانية إدخال الطعام إلى السجن، وبعد أن استطعنا أن نوضح لهم أننا نملك أطعمة معلبة في حقائبنا قاموا بإدخالها إلينا في أطباق وكؤوس بلاستيكة بعد أن أفرغوها من علبها المعدنية خوفاً من استعصاء”.

وأشار “أبو يوسف” أن الشرطة اليونانية قاموا بإجباره على نزع حزام البنطال ورباطات الحذاء قبل إدخاله السجن.

وأكمل قائلاً: “بعد السجن قامت الشرطة اليونانية بتسليمنا إلى (كوماندوس الناتو) كما يُسمون، وهم المسؤولون عن إعادة المهاجرين إلى الأراضي التركية، حيث كانت تلك القوات تستقبل الشبان بحفلة ضرب مشابهة لتلك التي تقوم بها قوات النظام في سوريا عند إنزال المعتقلين الجدد من السيارة إلى الفرع حتى أنهم قاموا بضرب امرأة من المغرب العربي بعد أن دافعت عن زوجها”.

“قوات الكوماندوس كانت مسؤولة علن إيصالنا إلى الضفة المقابلة للنهر الفاصل بين حدود البلدين حيث قامت بتركنا على الضفة المقابلة (أي الجانب التركي) وعادت أدراجها، حيث حاول الشبان السوريون بعدها الهرب خوفاً من أن تلقي الجندرما التركية القبض عليهم وترحلهم إلى سوريا، إلا أن محاولتهم باءت بالفشل”.

“عمر”، شاب سوري، انتهت به الرحلة في سلقين بشمالي إدلب، بعد محاولته العبور إلى اليونان. وحصل “اقتصاد” على تفاصيل من رحلته، كما رواها لنا أحد أخوته: “بدأت محاولات عمر بالعبور إلى اليونان قبل أن تبدأ السلطات التركية حملاتها على السوريين بأيام، حيث فضل السفر على البقاء في تركيا خوفاً من الترحيل إلا أنه واجه المصير ذاته”.

نجى ” عمر” من الاعتقال في المرة الأولى بعد أن اعترضت الجندرما التركية قافلتهم أثناء محاولتها العبور، إلا أنه ألقي القبض عليه في المحاولة الثانية قبل أسبوع تقريباً، حيث قامت الحكومة التركية بنقله مع عدد من الشبان الآخرين إلى سوريا.

يحاول “عمر” اليوم العودة إلى تركيا، لتكرار محاولة العبور إلى اليونان، في ظل الحرب الدامية التي تشهدها إدلب، والحملة الأمنية في تركيا التي تستهدف اللاجئين، وذلك بحثاً عن مكان آمن يستطيع فيه مواصلة حياته.

يذكر أن والي اسطنبول تكلم في بيان له عن منح السوريين المخالفين سواء الحاملين لبطاقة حماية تم استخراجها من ولاية أخرى أو غير الحاملين لبطاقة حماية، مهلة حتى 20 من الشهر القادم كي يقوموا بمغادرة اسطنبول وتسوية أوضاعهم. إلا أن الحملة الأمنية لم تتوقف من قبل الشرطة التركية حتى اليوم.

زر الذهاب إلى الأعلى