أخــبـار مـحـلـيـة

في جنوب تركيا.. الأدوية السورية تعرف طريقها إلى أوجاع السوريين

ليس زهد ثمنها فقط هو من يدفع بالخمسيني الحاج لؤي، المقيم في مدينة عينتاب، إلى شرائها، بل ما يدفعه أيضاً هو ثقته المطلقة في نجاعتها، لأنها أي الأدوية السورية “مجربة ومضمونة النتائج”، خلافاً للتركية التي يبقى تأثيرها محدوداً، على حد تقديره.

يقول الحاج لؤي، “منذ قدومنا للأراضي التركية ونحن نعاني من ارتفاع سعر الأدوية التركية، وقلة مفعولها، وهذا ما جعلنا نعتمد على الأدوية السورية المهربة التي تدخل إلى المدن التركية بطرق غير شرعية، والتي تباع في البقاليات السورية”، وسط تساهل وغض طرف عن هذه التجارة الرائجة، من قبل الأجهزة المحلية التركية المخولة بالرقابة.




غالباً لا يجد الخمسيني بعض الأصناف التي اعتاد على تناولها في سوريا، ما يفرض عليه شراء عقاقير تركية، غير أن النتائج غالباً ما تكون “غير مرضية”، بحسب وصفه، فكما يقول لـ”اقتصاد”، “حتى مسكّن ألم الرأس التركي الصنع لا يعطي مفعولاً”، ويضيف ضاحكاً “الأدوية السورية تعرف طريقها إلى أوجاعنا، فهي تعرف أين يكمن وجعنا أكثر من غيرها”.

وبالرغم من سعرها المرتفع في المدن التركية، مقارنة بسعرها في الداخل السوري، تبقى الأدوية السورية أرخص من قرينتها التركية، وهو ما يدفع بسوريين إلى الإقبال عليها، لكن بالمقابل يمتنع البعض منهم عن شرائها، خوفاً من فسادها، سيما وأن طريقة تهريبها قد تكون بعيدة كل البعد عن شروط السلامة التخزينية.

والعامل الأهم الذي يؤثر على صلاحية هذه الأدوية، هو تعرضها لأشعة الشمس المباشرة لفترات زمنية طويلة، وذلك أثناء تخزينها تمهيداً لتهريبها إلى داخل الأراضي التركية، بحسب الصيدلي زكريا العلي، الذي رد تفضيل السوريين للأدوية السورية إلى “العامل النفسي فقط”، موضحاً في حديثه الخاص بـ”اقتصاد”، “لا تقل الأدوية التركية جودة عن الأدوية السورية، وقد تفوقها في بعض الأحيان، لكن للجانب النفسي دور كبير في تفضيل الثانية”.

وفي الوقت الذي لا يغفل فيه العلي تأثير الجانب النفسي في مساعدة المريض على التماثل الشفاء، يشير إلى أنه “نتيجة لما سبق، ترى غالبية اللاجئين السوريين يفضلون الأدوية السورية على مثيلتها التركية”.

هذا ويتراوح متوسط سعر الأدوية السورية من مسكنات ومضادات حيوية وأدوية الأطفال، بين 2 إلى 3 ليرات تركية فقط، ولهذا يفضل اللاجئ السوري شرائها وخصوصاً في حالات المرض البسيطة وغير الحرجة، تجنباً لهدر الوقت نتيجة الازدحام في المشافي الحكومية التركية، للحصول على وصفة طبية، قد تخول الحاصل عليها شراء الأدوية بشكل شبه مجاني من الصيدليات التركية.

 

-اقتصاد

زر الذهاب إلى الأعلى