أخــبـار مـحـلـيـةعـالـمـيـة

في حوار مع التلفزيون الإسرائيلي.. أردوغان يعترض على توجيه الاتهام بشكل دائم لحماس

اعترض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على توجيه الاتهام بشكل دائم لحركة المقاومة الإسلامية حماس في كل الأحداث والتوترات التي تحدث، متسائلاً عما إذا كان الجانب الإسرائيلي قادراً على توجيه الاتهام لنفسه أولاً.

جاء ذلك في حوار مع القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، بثته مساء الاثنين.

وقال أردوغان: “تُرى هل يقوم من يتهمون حماس وغزة بشكل دائم (إسرائيل) بتوجيه الاتهام لأنفسهم؟ ما نريده هو إنهاء هذه الحلقة المفرغة. إسرائيل تمتلك أسلحة بداية من السلاح التقليدي حتى السلاح النووي، هل يمتلك خصمها هذه الإمكانات؟ لا. في حال أجريتم مقارنات بين إسرائيل وحماس التي لا تمتلك تلك الإمكانات، سيضحك الجميع، لا بد من الالتزام بدرجة عالية من العدل”.

ولدى سؤاله عما إذا كان بإمكانه تقديم ضمانات بأن لا تقوم حركة حماس باستخدام السلاح ضد إسرائيل، رد أردوغان بسؤال المذيعة “إلانا دايان”: “هل يمكنكم أن تقولوا باسم إسرائيل إنه لن يتم استخدام السلاح ضد غزة وفلسطين؟”.

وتدخلت المذيعة بالقول: “أنتم تنسون أن حماس تشن بشكل مستمر هجمات على المدنيين”، ورد أردوغان بالإشارة إلى العدد الكبير من القتلى الذي يسقط في صفوف الفلسطينيين بسبب القصف الإسرائيلي، قائلا إن الحديث بهذا الشكل لن يفضي إلى حل، مؤكدا على ضرورة العمل من أجل التوصل الى تسوية تضمن سلام الشعوب.

وسألت المذيعة كيف يمكن لحماس أن تكون جزءا من الحل في الوقت الذي تعتبرها إسرائيل منظمة إرهابية، ورد أردوغان بالقول إنه لا يعتبر حماس منظمة إرهابية، إنما حركة سياسية ظهرت نتيجة للمقاومة.

وأضاف أردوغان: “حتى اليوم جلستم مع محمود عباس ومع منظمة فتح، هل حصلتم على نتيجة؟ لا… لم تتمكنوا من الحصول على نتيجة. وهكذا في حال لم يتم إجراء انتخابات. لا بد أن تجلس كل من فتح وحماس على طاولة المفاوضات، وإلا لن يكون من الممكن الوصول إلى نتيجة”.

وتابع أردوغان: “كانت لدي دائما علاقات مع حماس وألتقي معهم. أنا صريح فيما يتعلق بهذه النقطة لأنه ليست لدي أجندة سرية”.

وردا على سؤال حول ما إذا كان سيقوم بالتوسط مجددا بين الفلسطينيين وإسرائيل، قال أردوغان: “في حال طُلب منا ذلك لماذا لا نتدخل؟ كل ما نفكر به هو أن يحل السلام في المنطقة، ولكن هل تقترب إسرائيل من حل الدولتين؟ لا، لماذا لا تفعل؟ إسرائيل ليست صاحبة الأرض، لا يمكنكم تجاهل هذا”.

وسألت المذيعة ما إذا كان عدم استمرار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ذنب الطرف الإسرائيلي وحده، فأجاب أردوغان: “الوضع كذلك بالدرجة الأولى لأن إسرائيل لا تقبل، تقول سأتعامل فقط مع فتح، ولكن لا يمكن تحقيق ذلك بالتعامل مع فتح فقط، ولم ينجح ذلك”. مضيفا في حال إجراء انتخابات سيتضح الطرف الفائز سواء حماس أو فتح، ويقوم هذا الطرف بالجلوس على طاولة المفاوضات.

ولدى سؤال المذيعة حول ما إذا كان يشعر بالندم لقيامه خلال القصف الإسرائيلي على غزة عام 2014، بتشبيه أفعال إسرائيل بما قام به هتلر، قال أردوغان إنه لا يمكن أن ينسى آلاف القتلى الذين سقطوا خلال القصف على غزة مضيفاً: “أنا لا أقر ما قام به هتلر، ولا أقر ما تقوم به إسرائيل. عندما يُقتل كل هذا العدد من البشر، لا يكون هناك مجال للمقارنة حول من هو الأكثر همجية”.

وعندما تساءلت المذيعة عما إذا كان مدركا للانزعاج الذي يشعر به اليهود من المقارنة بهتلر، تساءل أردوغان عما إذا كانوا هم مدركين لحجم ما يقومون به.

تطبيع العلاقات:

وبخصوص تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل قال أردوغان إن تركيا كانت لديها ثلاثة شروط من أجل التطبيع، تحقق اثنان منهما وهما اعتذار إسرائيل عن الهجوم على سفينة “مافي مرمرة”، ودفع تعويضات لأسر الضحايا.

وبخصوص الشرط الثالث المتمثل في رفع الحصار عن قطاع غزة، قال أردوغان إن “العمل جارٍ من أجل تحقيق هذا الشرط، وإن هناك احتمال كبير لرفع الحصار”، مضيفا أنه “يبدو حاليا كما لو أن الحصار قد رفع”.

واعتبر أردوغان أن العلاقات الحالية بين البلدين جيدة، وأعرب عن اعتقاده أنه تم الاقتراب كثيرا من تحقيق التطبيع.

زر الذهاب إلى الأعلى