مقالات و أراء

قراءة في خطاب وزير الدفاع التركي

في كلمة ألقاها وزير الدفاع التركي السيد خلوصي آكار امام البرلمان التركي، وخلال مناقشة البرلمان للميزانية المخصصة لوزارة الدفاع، قال: لن نسمح بأن يصبح (قضاء) سنجار (شمالي العراق) وكرًا للإرهابيين كجبال قنديل“، وجدد تأكيد بلاده على مواجهة كافة التنظيمات الإرهابية التي تهدد أمن تركيا في الداخل والخارج، ومن خلال متابعة كلمة وزير الدفاع يمكن استخلاص النقاط التالية:

1. أصبحت مسألتي الدفاع والامن في تركيا اشبه بمحطات للمزايدة من قبل الأحزاب والقوى السياسية المعارضة لسياسة السيد رجب طيب اردوغان وحزبه حزب العدالة والتنمية، وغاية هذه القوى هي الكسب السياسي والتأثير على صاحب القرار في تركيا، ولكن وزير الدفاع التركي قطع الطريق امام كل هذه المزايدات حين قال: ” ان مسألتي الدفاع والامن يجب ان تكونا خارج التجاذبات السياسية بتركيا، وان القاسم المشترك لكافة الأحزاب السياسية في البلاد يجب ان يكون الشعب والأمة ككل “.

2. مواصلة عمل القوات المسلحة على الاستمرار وبكل ما أوتيت من قوة على محاربة الاخطار الداخلية والخارجية، بغض النظر عن مكان تواجدها أو من يمول تلك الاخطار، وقد قال بهذا الصدد: ” أن القوات المسلحة التركية تواصل داخل الحدود وخارجها، حربها ضد كافة المخاطر والتهديدات المحدقة بالبلاد بما في ذلك تنظيمات (فتح الله غولن، وحزب العمال الكردستاني PKK وقوات سوريا الديمقراطية قسد، حزب الاتحاد الديمقراطي PYD وداعش الإرهابي)، ومن يطلع على عدد تلك التنظيمات الإرهابية وحجومها سيعرف مدى هذا التصميم وهذه الإنجازات التي يصر على تحقيقها حزب العدالة والتنمية من اجل الحفاظ على وحد تراب تركيا واستقلالها امن مواطنيها، وقد عبر عن ذلك بقوله: ” ان الهدف من هذه العمليات هو الحفاظ على استقلالية الأمة، وسيادتها، ووحدة الأراضي التركية، وأمنها، وستتواصل هذه العمليات لحين تحييد آخر إرهابي“.

3. وعن مواجهة التنظيمات الإرهابية الموجودة خارج الأراضي التركية، فإن الوزير التركي أعلنها وبشكل صريح لا لبس فيه بان القوات المسلحة التركية مصممة على الاستمرار في عملياتها لحين اكمال تطهير كافة الأماكن التي يتواجد فيها تلك التنظيمات، مع احترام تركيا لوحدة الأراضي العراقية وأمل القيادة التركية بتعاون الحكومة العراقية بأنهاء وجود تلك التنظيمات على أراضيها، وفي هذا الصدد قال:” نأمل منالحكومة العراقية أن تتعاون معنا من أجل إنها وجود منظمة (بي كا كا) الانفصالية في الأراضي العراقية، وأضاف وفي هذا المقام أريد التنويه بأهمية إلى احترامنا للوحدة السياسية، ووحدة الأراضي بالعراق، وسوريا وكافة جيراننا، لكن عملياتنا ستستمر لحين تطهير كافة الأماكن التي يوجد بها تنظيم بي كا كا الإرهابي، تحقيقًا لأمن بلدنا وشعبنا“.

4. اما عن تواجد تنظيم بي كاكا بمدينة منبج السورية فقد أكد الوزير التركي الى التوجه الى تلك المناطق ودفن الإرهابيين في الخنادق التي يحفرونها، رغم كل وعود الولايات المتحدة الامريكية بإخراج التنظيم من تلك المناطق وعدم المساس بالأمن التركي، وفي هذا الصدد قال: ” رغم وعود الولايات المتحدة، وتعهدها بإخراج تنظيم (بي كا كا، ي ب ك) من منبج، إلا أنه ثبت أن ذلك التنظيم يحفر الخنادق، ويعد مواقعًا له هناك“، وتابع ومن ثم إذا لم يتم الالتزام بالتعهدات، والإيفاء بالوعود المقدمة، سيتم دفن أولئك الإرهابيين في تلك الخنادق عندما يحين الوقت المناسب، كما حدث في المناطق الأخرى “، (في إشارة الى عمليتي درع الفرات، وغصن الزيتون)، اما عن انسحاب القوات الامريكية من مناطق الشمال السوري وعلاقته بالموقف التركي فله كلام آخر سوف نحاول التحدث عنه في مقال آخر ان شاء الله.

نستخلص من كل الذي اوردناه آنفاً ان القيادة التركية المتمثلة بالسيد رجب طيب اردوغان وحزبه حزب العدالة والتنمية مصممين على مواصلة العمل على إزالة كل التنظيمات الإرهابية الخارجية والداخلية التي تهدد وحدة الاراضي التركية والمساس بسيادة تركيا، والتي تحاول تعكير أمن المواطن التركي وتخريب منجزاته، تلك المنجزات هي تكملة للمنجزات الاقتصادية العملاقة التي تريد تركيا الوصول اليها، وتحقيق الهدف الكبير الا وهو تركيا2023، والذي سيكون عام دخول الدولة التركية الى مصاف الدول العشرة المتقدمة عالمياً.

د عبد السلام السعدي

زر الذهاب إلى الأعلى