مـنـوعــات

قصة حب بين عراقي ومغربية عبر الإنترنت.. تتكلل بالزواج في أنقرة

من قال إن الحب لا يصنع المعجزات، بلال العراقي وفاطمة المغربية استطاعا أن يرسما قصة تحد بحبهما الذي انتهى بالزواج، رغم العديد من المعوقات وبُعد المسافة بين بلديهما.

ينحدر بلال النعيمي (24 عاما) من مدينة الموصل (شمالي العراق)، فيما تنحدر فاطمة الزهراء (23 عاما) من مدينة آسفي المغربية (200 كلم جنوب الدار البيضاء).

بدأت القصة في صيف 2017، حيث يقول بلال للجزيرة نت إنه بعد تخليص الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية سافر إلى كركوك (شمال بغداد) لإكمال دراسته في كلية التمريض في جامعة الموصل (الموقع البديل).

وأوضح أن قصته كانت عندما تعرف إلى فتاة مغربية عبر تطبيق الإنستغرام، في يونيو/حزيران 2017، لتنشأ قصة علاقة صادقة ما لبثت بعد أشهر أن تطورت إلى إعجاب وحب متبادلين، الأمر الذي دفع بلال للطلب من فاطمة الزواج بعد تخرجه من الجامعة في صيف 2019، إلا أن عارضا سرّع من طلب الزواج.

وتقدم بلال لخطبة فاطمة من أبيها عبر الواتساب، لتأتيه الموافقة بعد أسبوع، مشيرا إلى أن موافقة أبيها على تزويج ابنته لعراقي كانت مفاجأة بالنسبة له، لتبدأ رحلة التحدي.

أما فاطمة الزهراء فترى في حديثها للجزيرة نت أن الحب يأتي دون سابق إنذار، مضيفة أنها كانت متخوفة من عدم موافقة أهلها على الارتباط بشاب عراقي تفصل بينهما آلاف الكيلومترات.

وعن موافقتها على الارتباط بشاب تخرج للتو من الجامعة ولا يملك عملا مستقرا، أكدت فاطمة أن المهر والذهب وتجهيزات العرس أمور ثانوية ما دام الحب قائما، متسائلة عن فائدة الأموال دون وجود حب بين الزوجين.

 

إرادة تفل الحديد
وبحسب بلال فإن أول المعوقات اللوجستية التي اعترضت زواجه، هو بُعد المسافة بين البلدين التي تقدر بنحو ستة آلاف كيلومتر.

وعند محاولة بلال السفر إلى المغرب للمضي في إجراءات طلب فاطمة للزواج، فوجئ بأن العراقيين ممنوعون من الدخول للمغرب منذ 2015، فضلا عن عدم وجود تمثيل دبلوماسي للمغرب في بغداد، الأمر الذي جعل من دخول بلال المغرب مستحيلا.

ليس هذا فحسب، إذ إن المملكة المغربية كانت قد أصدرت في يوليو/تموز 2018 قرارا بالتجنيد الإلزامي لكلا الجنسين، وبات لزاما على بلال أن يتم زواجه قبل شهر نوفمبر/تشرين الثاني من العام ذاته، وهو شهر سريان مفعول القرار.

محاولات عديدة استمرت لأربعة أشهر قرر بلال بعدها أن يأتي بفاطمة ووالدها إلى تركيا، ليتم الزواج في أنقرة.

مشكلة أخرى واجهها بلال وهي التكاليف المالية لإتمام زواجه من تذاكر سفر لفاطمة ووالدها، إلى جانب تكاليف التحضير للزفاف، غير أنه تمكن من التغلب عليها بمساعدة الأهل والأصدقاء ليتم زواجهما في الـ 22 من نوفمبر/تشرين الثاني 2018.

 

معارضة الأهل
واجه بلال معارضة كبيرة من والده في بادئ الأمر، إذ يقول والد بلال “مشهل صالح” للجزيرة نت “فوجئت بطلب بلال تزويجه بفتاة مغربية، ورفضت طلبه بشدة في بادئ الأمر”.

وعلل رفضه بأن بلال صاحب مزاج متقلب، فضلا عن اختلاف الطباع بين المغرب والعراق والكيفية التي ستتأقلم بها فاطمة في مدينة مثل الموصل التي دمرت أجزاء واسعة منها.

غير أنه وبعد إصرار ونقاش مستفيضين مع بلال، وافق والده شريطة أن يتحمل بلال تبعات قراره.

أما والد فاطمة “محمد حنزاز” فيقول للجزيرة نت إنه تردد في الموافقة على زواج ابنته من عراقي وما يتضمنه بُعد بنته آلاف الكيلومترات.

وأضاف أنه عندما تكلم مع بلال هاتفيا بدأ يغير من رأيه وأخذ يقتنع بصدق توجه الشاب المتقدم لخطبة ابنته وأحس منه إصرارا كبيرا وحبا أقنعه في النهاية بعد تفكير عميق بتزويج ابنته لبلال.

 

إيجابيات وسلبيات
وفي هذا الصدد يقول اختصاصي علم الاجتماع وأستاذ الأنثروبولوجيا الثقافية في جامعة الموصل قصي رياض في حديثه للجزيرة نت إن من محاسن الزواج عبر مواقع التواصل الاجتماعي تقريب الشعوب والثقافات.

ولفت إلى أن السلبيات تتجلى من خلال الاختلاف الفكري والقيمي والسلوكي بين المتعارفين، فضلا عن عدم وجود بيئة حسية تسهل التقارب العاطفي بين الزوجين في حال بعد المسافة بينهما، مما قد يسهم في إخفاء كثير من العيوب والسلبيات التي تظهر بعد الزواج والتي غالبا ما ينتج عنها الصدام والخلاف.

ولفت رياض إلى محاذير إزاء هذه الطريقة في التعارف في ظل المجتمع العراقي العشائري المحافظ الخاضع لسيادة القيم الدينية والاجتماعية، ما يضع العائلة أمام تحديات جمة.

 

 

الجزيرة

زر الذهاب إلى الأعلى