أخــبـار مـحـلـيـة

قلعة غازي عنتاب.. شموخ في وجه الزلازل

 

رغم تضرر القلعة الأثرية في مدينة غازي عنتاب من الزلازل التي ضربت جنوبي تركيا، فما زالت صامدة بجذورها الضاربة في أعماق التاريخ، لتبقى شاهدة على حضارات ودول مرت عليها طوال 6 آلاف عام.

وغازي عنتاب، إحدى الولايات المنكوبة في الزلزال الذي ضرب جنوبي البلاد قبل نحو شهرين، خاصة إصلاحية ونورداغي، المنطقتان اللتان تضررت مبانيهما بشكل كبير، لا سيما المساجد والقلاع التاريخية.

ومنذ الزلزال، أغلقت القلعة التاريخية أبوابها أمام الزائرين حرصا على أمنهم، ويجري مختصون دراسات لحصر الأضرار وبدء الترميم، فيما تستمر الزيارات حول القلعة التي تعد من أبرز معالم المدينة.

وفي 6 فبراير/ شباط الماضي، ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا زلزال بقوة 7.7 درجات، أعقبه آخر بقوة 7.6 درجات، تبعهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما أسفر عن خسائر بشرية ومادية واسعة.

** آثار الزلزال

خلال جولة في المنطقة المحيطة بقلعة غازي عنتاب، التي تقع في منطقة “شاهين بي” بالمدينة، يمكن رصد الأضرار التي لحقت بها، كما يمكن ملاحظة الأضرار في الجوامع والمواقع التاريخية المجاورة للمدينة القديمة.

أما مبنى قلعة غازي عنتاب، فقد تعرض إلى أضرار في بعض جدرانه الجنوبية والجنوبية الشرقية، كما تعرض بعض أبراجه إلى تشققات، وسقطت منه بعض الأنقاض.

في محيط القلعة، انهارت أسوار الحماية الحديدية لتسقط على جنبات الطرق المجاورة، كما تعرض جدار استنادي مجاور للقلعة للانهيار، في وقت تشققت فيه بعض الجدران والأبراج.

الأضرار توسعت، لتشمل أيضا الجوامع المحيطة بالقلعة، ومنها جامع شيرفان التاريخي، الذي بُني في القرن السابع عشر، إذ تعرضت قبته وأحد جدرانه للانهيار، بسبب الزلزال.

وتسعى السلطات المحلية في غازي عنتاب، إلى إعادة ترميم القلعة والمواقع الأثرية وإعادتها إلى حالها الأول بالاعتماد على الدراسات والترميم العلمي، لتكون مفتوحة في أقرب وقت للمواطنين والسائحين.

** قلعة تاريخية

وتعد قلعة غازي عنتاب من القلاع القليلة التي حافظت على بقائها بشكلها نفسه في تركيا، وتقع على تلة ترتفع 25 مترا عن سطح البحر، ويمكن رؤيتها من أغلب مناطق المدينة، ولا يعرف بالتحديد تاريخ بنائها.

ورغم ذلك، فأول استخدام للقلعة كان قبل 6 آلاف عام، بحسب موقع بلدية غازي عنتاب (رسمي)، إذ تتوقع دراسات أنها بدأت كنقطة رصد (قبل الميلاد) قبل أن تتحول إلى برج مراقبة في القرنين الثاني والثالث (بعد الميلاد).

وفي القرن السادس، تحديدا خلال عهد الإمبراطور البيزنطي لوستينيانوس، أخذت القلعة شكلها الحالي الذي يظهر كدائرة غير منتظمة محاطة بـ12 برجا، ذكرت كتب تاريخ أنها كانت 36 برجا لكنها لم تبق إلى اليوم.

القلعة، التي يُعبر إليها بجسر يمر فوق خندق كان يغمر بالمياه لتأمينها، شهدت عمليات ترميم وتعزيز في الفترات اللاحقة للفترة البيزنطية، خلال حكم الدول التي سيطرت على المدينة.

ومنذ عام 1500 للميلاد، شهدت مناطق مختلفة من تركيا آلاف الزلازل والهزات الأرضية، فيما سجلت كتب المؤرخين والجيولوجيين نحو 23 زلزالا مدمرا، تجاوزت قوة كل واحد فيها 7 درجات.

** ترميم الأضرار

بلدية غازي عنتاب كشفت عن خطة لترميم القلعة والأماكن التاريخية التي تضررت في المدينة، فعملت بداية على تسجيل الأضرار والخسائر وتدوينها عبر خبراء ومختصين.

وأفادت البلدية في تصريح لها عقب الزلزال، بأن “فرقها المعنية، عملت على زيارة الأماكن التاريخية المتضررة، وتحديد وتسجيل الأماكن التي تضررت من أجل عمليات ترميمها لاحقا”.

وشددت على أن “تسجيل التقارير جرى عبر عدد من الأكاديميين الذين يشكلون مجلسا علميا من عدة جامعات تركية، إذ جرى جمع التقارير المقدمة في تقرير واحد، وتقديمها لرئيسة بلدية غازي عنتاب فاطمة شاهين”.

وبتسلمها التقرير، تعهدت شاهين، في تصريح لصحفيين، أن “البلدية ستعمل على ترميم الأضرار وفق الميراث الثقافي، وفي ضوء العلم، لتحسين المواقع التاريخية وتقويتها، وعلى رأسها قلعة غازي عنتاب”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى