أخــبـار مـحـلـيـةعـالـمـيـة

قورتولموش: تركيا مستعدة لدفع ثمن بناء نظام عالمي جديد

شدد نعمان قورتولموش، وكيل رئيس حزب العدالة والتنمية التركي، أن تركيا مستعدة لدفع ثمن بناء نظام عالمي جديد، ومستعدة دائماً كبلد متحدث باسم الرحمة والحق والعدالة لطرح أفكارها في هذا الموضوع.

جاء ذلك في مقال له نشرته صحيفة “العربي الجديد” التي تتخذ من لندن مقرا لها بعنوان “البحث عن نظام عالمي جديد”.

وأوضح قورتولموش في مقاله أن “تركيا من أجل بناء نظام مالي عالمي جديد، والدخول للمنافسة العالمية في التقنيات العالية، ولتأسيس نظام سياسي عالمي جديد، مضطرة أن تمتلك أفكارا حقيقية يُراهن عليها”.

وأضاف أنها “كبلد متحدث باسم الرحمة والحق والعدالة، مستعدة دائما لطرح أفكارها في هذا الموضوع، وتطوير هذه الأفكار، واستمراريتها بالأولوية الإنسانية، ومستعدة لدفع ثمن ذلك مهما كان”.

وتابع “على جامعاتنا وسياسيينا، وعلى منظمات المجتمع المدني، أن يحرصوا على معرفة مكانهم ودورهم، أين وكيف، ضمن هذه الصورة الكبيرة، وبذل جهودهم فيها”.

وأعرب قورتولموش عن حزنه من أن هذه المرحلة التي تشهد تصاعداً في حروب الوكالة والحروب الاقتصادية والتجارية “ستلقي بتأثيراتها على تركيا، ويمكن رؤية ذلك من الآن، من خلال الهجمات التي استهدفت قيمة العملة، والتي بدأت مباشرة بعد تغيير تركيا نظام الحكم فيها، أي منذ انتخابات 24 حزيران/ يونيو الماضي، وهو تنبيه من أجل توضيح الصف الذي تقف فيه، من قبل بعض دوائر القرار في الولايات المتحدة الأميركية”.

ورأى المسؤول التركي أن واحدا من أهم أسباب الصراعات القائمة في العالم اليوم يكمن في انعدام الديمقراطية، وأقرب مثالٍ عنه يقع في سوريا التي تمزّقت، وقبل الحروب كان النظام السوري في موضوع الكبت قد تجاوز الحدود الحساسة منذ زمن بعيد، وإذا نظرنا إلى اليمن وليبيا، يمكن رؤية المراحل نفسها”.

وشدد على أن “في هذا العالم، وخصوصا في منطقتنا، في مرحلة إعادة البناء، نحن مضطرّون لإيجاد الحلول الخاصة بشعوب المنطقة، انطلاقا من التجربة التركية”، داعياً إلى عدم التشاؤم، فـ”الفترات التي تشهد تهديدات كبرى هي نفسها التي تظهر فرصا وإمكانات كبيرة أيضا”.

وحدد قورتولموش 3 نقاط في موضوع إعادة هيكلة الاقتصاد والسياسة في العالم، وهو “حقيقة الحاجة إلى مهندس جديد لاقتصاد العالم، فأميركا الفائز في الحرب العالمية الثانية حولت احتياطيات أموال الحرب إلى حالة من الارتباط بعملتها الوطنية، إذ تتم حاليا 65% من تجارة العالم بالدولار”.

وأضاف “سنعمل على بناء نظام مالي جديد في العالم، وقد ذكر الرئيس رجب طيب أردوغان، عنصرين في هذا الخصوص، الأول منها مرتبط بالتعامل بالدولار في العالم، وللتخلص من ذلك يتوجب التعامل بين الجميع بالعملات الوطنية في التعاملات التجارية، والمقترح الثاني هو وحدة العملة المستندة إلى الذهب”.

ولفت إلى أنه “بهذا، مع البنية المالية الجديدة، يعاد النظر مجدّدا في المؤسسات التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية، وسيأتي يوم نرى فيه أن صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي يفقدان وظائفهما السابقة، ونحن مضطرّون لبناء نظام مالي جديد”.

وشدد على موضوع آخر وهو التقنيات، بقوله “أمامنا مساحةٌ لفرصةٍ أخرى، وهي التقنيات الحديثة، ففي الفترات السابقة، كان نصر الدول المتطورة علينا في تركيا بسبب التقنيات الحديثة التي تمتلكها، فهذه الدول تعمل على إرسال التقنيات المتعفنة القديمة إلى أسواق الدول التي في طور التطور باسم نقل التكنولوجيا”.

كما تناول ملف النظام السياسي العالمي مبينا انه “من الفرص التي أمامنا، تجديد الآليات السياسية في العالم، فالبنية السياسية العالمية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة التي كلفت بعد الحرب العالمية الثانية بحل المشكلات، لم تعد قادرة على حمل عالم اليوم، ولهذا نقول العالم أكبر من خمسة”.

زر الذهاب إلى الأعلى