أخــبـار مـحـلـيـة

قونية التركية توفر الدعم الفني للخليل الفلسطينية

 

تقدم بلدية قونية التركية (وسط) لمدينة الخليل الفلسطينية الدعم الفني في مجال الإدارة المحلية، بما في ذلك نظم المعلومات الجغرافية وتطبيقات المرور الذكية والتدريب على مكافحة الحرائق.

وأثناء زيارته قبل أيام للضفة الغربية ومدينة القدس الواقعتين تحت الاحتلال الإسرائيلي على رأس وفد، التقى رئيس بلدية قونية أوغور إبراهيم ألطاي مع مسؤولين محليين فلسطينيين.

وخلال لقائه مع تيسير أبو سنينة رئيس بلدية الخليل، التي تجمعها اتفاقية توأمة مع قونية، وتحدث ألطاي عن تبادل الخبرات مع الجانب الفلسطيني في مجال الإدارة المحلية وتجارب قونية التي تشكل نموذجا للمدن الأخرى، وخاصة الخليل، ضمن برنامج فلسطين للتعاون بين المدن الشقيقة.

وقال ألطاي، وهو أيضا رئيس المنظمة العالمية للمدن والحكومات المحلية المتحدة واتحاد بلديات العالم التركي: أجرينا زيارة إلى بلدية الخليل، حيث ننفذ مشاريع في إطار العلاقات الأخوية، كما وقَّعنا على بروتوكول لإعادة بناء منزل أحد الأخوة الفلسطينيين الذي دمرته القوات الإسرائيلية قبل نحو عامين.

خبرات قونية

ألطاي أضاف أن التعاون بين بلديتي قونية والخليل مستمر بكثافة، ونظمنا مؤخرا دورات تدريبية في مجال مكافحة الحرائق، واستقبلنا في قونية طواقم إطفاء من الخليل لتلقي التدريب في مركز قونية الدولي لتدريب وتأهيل رجال الإطفاء.

وتابع: كما ننفذ برامج في مجال أنظمة المعلومات الجغرافية وتطبيقات أنظمة المرور الذكية، حيث تعمل بلدية الخليل على تطوير قطاع حركة المرور في إطار برنامج تعاون مع تركيا.

و”كما تعلمون، المدن هنا (فلسطين) مكتظة للغاية، ونحن نقدم للأشقاء في فلسطين الدعم الفني فيما يتعلق بتأسيس ثقافة المرور، والوقاية من الحوادث المرورية وتقليل الاختناقات المرورية”، بحسب ألطاي.

وتابع: عقدنا كذلك سلسلة من الاجتماعات حول نقل تجارب بلدية قونية فيما يتعلق بنظم المعلومات الجغرافية، والتي تسَّهل تقديم الخدمات البلدية في بلدية الخليل.

وأفاد بتنفيذ برامج لتبادل تلك الخبرات من خلال الاتحادات البلدية والمدن الشقيقة، مضيفا أن البلديات في فلسطين تبذل جهودا مهمة لزيادة عدد المدن الشقيقة مع تركيا.

وأكد ألطاي أن قونية “واحدة من أفضل المدن في تركيا في مجال الإدارة المحلية”، ونفخر بالأداء المهم الذي قدمته بلدية قونية في مجال الإدارة المحلية على مستوى تركيا والعالم كمدينة نموذجية، وأولويتنا في إدارة بلدية قونية هي إنتاج الحلول للمواطنين.

وضع إنساني صعب

وبالنسبة لانطباعه عن زيارته لمدينة الخليل في الضفة الغربية، قال ألطاي إن الخليل ترزح تحت حصار مفروض عليها من مجموعة من المستوطنات اليهودية غير القانونية، فضلا عن كونها إحدى أكثر المدن عرضة لسياسات التهويد الإسرائيلية المتزايدة والعنف اليومي للمستوطنين اليهود.

وأردف: خلال زيارتي إلى الخليل واجهنا وضعا إنسانيا صعبا للغاية، فالأسواق والشوارع القديمة حول مسجد إبراهيم الخليل وسط المدينة تتعرض للكثير من المضايقات والإغلاقات، ما يشل الحياة الاقتصادية في المدينة، كما تعيق السلطات الإسرائيلية بشكل متعمد الأنشطة التجارية.

حماية الإرث الثقافي

ألطاي قال: كرؤساء بلديات، يتحتم علينا حماية القيم والإرث الثقافي في مدننا، فقونية ليست مجرد مدينة تركية وكذلك القدس ليست مجرد مدينة فلسطينية، هذه المدن مدرجة على قوائم التراث العالمي للأمم المتحدة، ونبذل جهودا جمّة لحماية الإرث الثقافي لتلك المدن.

ولفت إلى أنه التقى، خلال زيارته إلى الخليل، مع مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد الأقصى المبارك عزام الخطيب، وناقشا التعاون في مجال المخطوطات.

وأشار ألطاي إلى أن قونية، بعد إسطنبول، من أهم المراكز التي تعمل على حماية المخطوطات التاريخية، وأنه ناقش مع الجانب الفلسطيني إبرام مذكرة تفاهم لتبادل الخبرات وتنظيم معارض مشتركة.

منع من دخول غزة

كما قال ألطاي إن بلدية غزة تعتبر إحدى البلديات الشقيقة بالنسبة لقونية، وإنه لم يتمكن من زيارة قطاع غزة بسبب العقبات التي فرضتها القوات الإسرائيلية.

ومنذ صيف 2007، تفرض إسرائيل حصارا مشددا على غزة، مما أدى إلى تدهور الأوضاع في القطاع، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني.

وأضاف: على الرغم من الطلبات المتكررة التي تقدمنا بها للجانب الإسرائيلي، لم يُسمح لنا بدخول غزة، وبصفتي شخصا يحمل جواز سفر دبلوماسي ويتولى رئاسة الاتحاد العالمي للبلديات، أدين منعنا من دخول غزة، وآمل أن يتم تصحيح هذا الخطأ في أقرب وقت ممكن.

وأكد ألطاي استمرار العمل لتسهيل زيارة المواطنين الأتراك لفلسطين، على الرغم من العراقيل والضغوط الإسرائيلية.

وختم بتأكيد أن الأوضاع صعبة جدا في فلسطين، وأدعو جميع المواطنين الأتراك لزيارة فلسطين، فحضورنا وبشكل قوي يمنح الفلسطينيين مزيدا من الثبات والقوة.

 




زر الذهاب إلى الأعلى