مقالات و أراء

كاتب تركي: إسطنبول سقطت في قبضة “التحالف القذر”

توجهت تركيا إلى صناديق الاقتراع في 31 مارس للانتخابات المحلية. وقد انعكس التعاون بين حزب الشعب الجمهوري وحزب الديمقراطية ومساواة الشعوب (DEM) في إسطنبول بوضوح على نتائج الانتخابات.

وفي تصريحاتها حول الانتخابات، اعترفت مرال دانیش بكتاش، مرشحة حزب “DEM” في إسطنبول، بتعاونهم مع حزب الشعب الجمهوري، ووجهت رسالة إلى أكرم إمام أوغلو، بعد فوزه.

في أول تصريح لها بعد انتخابات 31 مارس، اعترفت مرشحة (DEM) في إسطنبول، ميرال دانِش بكتاش، بتعاون حزبها مع حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات، حيث صرحت تعليقًا على نتائج الانتخابات في إسطنبول قائلة: “على إمام أوغلو ألا يظن أن جميع تلك الأصوات كانت له، فهذا ليس صحيح، فناخبونا هم من أعطوه أصواتهم”.

 

وفي مقال له بصحيفة يني شفق حول نتائج الانتخابات، قال الكاتب والمحلل السياسي التركي بولنت أوراك أوغلو، إن إسطنبول سقطت في قبضة “التحالف القذر”، مضيفا: “قنديل تخطط، وحزب الشعب الجمهوري مع حزب “DEM” يُمثّل المسرحية.. دعمٌ خفي لحزب الشعب الجمهوري في 22 منطقة”.

وأشار أوراك أوغلو إلى أن رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، نجح في الاحتفاظ بمقعده في الانتخابات المحلية التي جرت في 31 مارس 2024، بدعم من حزب “DEM” الذراع السياسي لتنظيم “بي كي كي” الإرهابي، كما حدث في عام 2019. ولكن حتى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صرّح أنّه لا يُعرف ما هي التنازلات التي تمّ تقديمها لضمان بقاء إمام أوغلو في منصبه بدعم من تنظيم “بي كي كي” الإرهابي.

لم يُقدم حزب “DEM” أي مرشحين في 22 منطقة في إسطنبول. وفاز حزب الشعب الجمهوري في 13 من هذه المناطق. بينما ارتفعت أصوات حزب الشعب الجمهوري في المناطق التسع الأخرى التي لم يفز فيها بشكل ملحوظ. وفاز مرشحو حزب الشعب الجمهوري في المناطق التالية التي لم يقدم حزب “DEM” أي مرشحين وهي: أسنيورت، وأتاشهير وأفجلار، وبيرم باشا، وبي أوغلو، وشاتالجا، وشكمكوي، وأيوب سلطان، وكارتال، ومال تبي، وسنجاك تبي، وساريار، وشيلي، وسيليفري، وشيشلي، وأسكودار، وتوزلا. ومن الحقائق المعروفة للجميع أن أعضاء حزب “DEM” ـ الذراع السياسي لتنظيم “بي كي كي” الإرهابي في البرلمان التركي ـ وجَّهوا الناخبين المتعاطفين مع “بي كي كي” في هذه المناطق إلى التصويت لحزب الشعب الجمهوري.

ترشيح حزب الشعب الجمهوري لأعضاء من حزب “DEM” الموالين لتنظيم “بي كي كي” الإرهابي لمنصب رئيس البلدية وعضوية مجلس البلدية

يقول أوراك أوغلو إنه في منطقة “أسنيورت” التي لم يقدم فيها حزب “DEM” أي مرشحين، رشح حزب الشعب الجمهوري “أحمد أوزار” الذي كان مرشحًا لحزب الشعوب الديمقراطي عن مدينة “وان” في الانتخابات عام 2015. وفي عام 2014، أثار أوزار الجدل بتصريحه “من حق الأكراد أن يقيموا دولة”.

وفي تصريح لمرال دانِش بكتاش، مرشحة حزب “DEM” لرئاسة بلدية إسطنبول الكبرى اعترفت بعد الانتخابات مرة أخرى، بالتحالف مع حزب الشعب الجمهوري، قائلة: “تُظهر هذه النتائج مدى ذكاء ناخبينا في استخدام التصويت الاستراتيجي. نحن سعداء للغاية ونهنئ ناخبينا بصدق. لم نخسر في إسطنبول، لأننا نعلم جيدًا سبب انسحاب ناخبينا. سنواصل مراقبة أعمال بلدية إسطنبول عن كثب مع ناخبينا. لقد فازت سياسة حزب “DEM” في هذا الصدد”.

 

وتابع المقال:

 

تفاصيل متعلقة بتنظيم “غولن” الإرهابي.. من هو نموذج إمام أوغلو الجديد للترويج؟

وفقًا للادعاءات، فإن “المتصيد” الذي اشتهر بمقاطع الفيديو التي يسخر فيها من كبار السن على وسائل التواصل الاجتماعي، والذي يدعم رئيس بلدية إسطنبول الكبرى من حزب الشعب الجمهوري، أكرم إمام أوغلو، هو “أوغور غورسيس”، وهو مدعٍ عام سابق قضى عقوبة بالسجن بتهمة الانتماء إلى تنظيم “غولن” الإرهابي. قبل انتخابات 31 مارس، زادت أعداد المتصيّدين على منصات التواصل الاجتماعي. التابعين لأكرم إمام أوغلو، مرشح حزب الشعب الجمهوري لرئاسة بلدية إسطنبول الكبرى، وذلك بعد انتشار أخبار عن توزيعه أموالًا طائلة من خلال “حقائب مليئة بالدولارات”.

وكان آخر المتصيّدين الذين تم الكشف عن هويتهم، والذين يُعتقد أن مهمتهم الوحيدة هي إبراز إمام أوغلو في صورة إيجابية، هو “أوغور غورسيس” المدعي العام السابق، الذي تبين أنه عضو في تنظيم “غولن” الإرهابي. فقد تمّ الكشف عن انتمائه لـتنظيم “غولن” بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو 2016. حيث تمّ طرده من منصبه على خلفية هذه المحاولة الفاشلة، ثمّ اعتقاله.

وكشفت المعلومات أن أوغور غورسيس، كان يقيم في منازل تابعة لفتح الله غولن أثناء دراسته في جامعة مرمرة، ويشارك في جميع اجتماعاتها. وتبين أن غورسيس قد استعد لامتحانات القضاة والمدعين العامين في عام 2008 في منازل الدراسة التي أنشأتها فتح الله غولن لأعضائها. وحُكم على غورسيس بالسجن لمدة 6 سنوات و 3 أشهر من قبل محكمة الجنايات العليا رقم 26 في إسطنبول بتهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية مسلحة. وبعد خروجه من السجن، أنشأ “غورسيس” حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي باسم “UBE Haber”، وتظاهر بكونه صحفيًا يجري مقابلات في شوارع اسطنبول بشأن الانتخابات، ولكن في الواقع كان يقوم بالترويج لإكرام إمام أوغلو بوضوح.

وفي جميع المقابلات التي نشرها على حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي، ركز غورسيس على إظهار إمام أوغلو بصور إيجابية، مستخدمًا نظارات شمسية في جميع المقابلات لتجنب التعرف عليه على الأرجح. وفي إحدى المقابلات التي نشرها على حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي، سخر غورسيس من رجل مسن يؤيد الحكومة في السوق وبعد ذلك نشرها، لكنه لم ينسَ أيضًا وسم أكرم إمام أوغلو في منشوره. ويمكن القول إن نشر إشادة جورسيس بأكرم إمام أوغلو في منشوراته الأخرى يعزز الادعاءات بأنه متصيد مأجور.

 

حزب العدالة والتنمية يتمتع بإمكانيات قوية تمكنه من النهوض السريع مجدداً

حصل الرئيس أردوغان على 27 مليون صوت في الانتخابات التشريعية التي جرت في مايو 2023، لكن في الانتخابات المحلية التي جرت في 31 مارس 2024، احتل حزب العدالة والتنمية المركز الثاني بعد حزب الشعب الجمهوري. وجاء ذلك لأسبابٍ متعددة، أهمها: عدم قدرة الحكومة على معالجة المشكلات الاقتصادية، وارتفاع معدلات التضخم، وتحريض أكثر من 17 مليون متقاعد ضد حكومة حزب العدالة والتنمية الحالية.

كما أن قسماً من الجماهير الغاضبة لم يشارك في الانتخابات، بينما صوت آخرون بأوراق فارغة، واتجه الباقون إلى أقوى منافس. بعد انتخابات مايو 2023، لم تتمكن حكومة حزب العدالة والتنمية من الاستمرار في دعم الغاز الطبيعي والبترول، وارتفع سعر البترول إلى 50 ليرة، مما أدى إلى تفاقم التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة، وأصبح هذا هو الحجة الرئيسية ضد الحزب. يتمتع حزب العدالة والتنمية بإمكانيات قوية تمكنه من النهوض بسرعة من أي عثرة، كل ما يحتاج إليه الأمر هو تحفيز هذه الإمكانيات.

ويشير الخبراء إلى أن حزب العدالة والتنمية قد واجه تراجعًا مشابهًا في عام 2009، لكنه تمكن من النهوض مرة أخرى.

 

 

ترك برس

زر الذهاب إلى الأعلى