عـالـمـيـة

“كلاب انتحارية”.. هكذا تغلب السوفييت على دبابات الألمان

يوم 22 يونيو 1941، أعلن الألمان عن بداية غزو الاتحاد السوفييتي ضمن عملية بربروسا (Barbarossa) التي صُنِّفت من قبل المؤرخين كأكبر عملية غزو بالتاريخ. ومنذ البداية، واجه السوفييت مصاعب عديدة في وقف الزحف الألماني داخل أراضيهم.

فخلال السنوات الماضية، أقدم القائد السوفييتي جوزيف ستالين على ملاحقة وإعدام عدد هام من كبار القادة العسكريين من ذوي الخبرة العسكرية، بالجيش الأحمر خشية تزايد نفوذهم واستعدادهم للإطاحة بنظامه.

دبابات ألمانية أثناء تقدمها بالأراضي السوفيتية
دبابات ألمانية أثناء تقدمها بالأراضي السوفيتية

وضمن إجراء يائس لوقف تقدم الألمان، استعان السوفييت بالكلاب المفخخة التي عمدوا لتزويدها بكيلوغرامات من المتفجرات قبل تفجيرها عن بُعد قرب الدبابات الألمانية.

واتجه السوفييت لاستخدام الكلاب المفخخة منذ ثلاثينيات القرن الماضي، حيث عمد الخبراء العسكريون بالجيش الأحمر لتدريب مجموعات من الكلاب على البحث عن طعامها تحت الدبابات تزامناً مع تزويدها بأحزمة مجهزة بأكثر من 12 كلم من المتفجرات. وحسب التقارير السوفييتية، عمد السوفييت لتجويع هذه الكلاب لأيام قبل إطلاق سراحها تجاه الدبابات التي ثُبِّتت على خزانات وقودها قطع من اللحم. أيضاً، تدربت هذه الكلاب على سماع أصوات الرصاص والقذائف لتكون بذلك مؤهلة أمام طلقات العدو الذي قد يستهدفها أثناء مهمتها الانتحارية.

جندي سوفيتي رفقة كلبه
جندي سوفيتي رفقة كلبه

وبحلول العام 1939، زُوِّد الجيش الأحمر بأولى فرق الكلاب الانتحارية التي سرعان ما استُخدمت بعد عامين فقط لمواجهة الألمان.

بناء على التقارير السوفييتية، استخدمت الكلاب المفخخة لأول مرة بالمعارك قرب موسكو. وأثناء أول ظهور لها، عانت هذه الكلاب من مصاعب عديدة حيث لم توفر قوات المشاة السوفييتية الحماية الكافية لها مما جعلها فريسة سهلة للجنود الألمان الذين خرجوا من دباباتهم لاستهدافها برشاشاتهم وبقاذفات اللهب. من ناحية أخرى، فشلت أغلب الكلاب المفخخة في تحديد هدفها بشكل دقيق. فأثناء التدريبات، تدربت الكلاب على شم رائحة الغازولين. وبالنسبة للقوات الألمانية، كان الأمر مختلفاً حيث اعتمدت الدبابات الألمانية على وقود الديزل لتشغيل محركاتها.

صورة لدبابات ألمانية بالحرب العالمية الثانية
صورة لدبابات ألمانية بالحرب العالمية الثانية

مع فشلهم بهذا الهجوم الأول، اتجه السوفييت لإعادة تأهيل الكلاب المفخخة وزيادة فاعليتها على ساحات المعارك. وأواخر العام 1941، قُدِّر عدد الكلاب المفخخة بالجيش السوفييتي بأكثر من ألف كلب وهو العدد الذي ارتفع ليتجاوز الألفين بالعام التالي.

يوم 21 يوليو 1942، لعبت الكلاب الانتحارية دوراً هاماً في تحديد مصير المعركة عند منطقة تاغانروغ (Taganrog) قرب بحر أزوف. فبعد نجاح الألمان في تدمير المدفعية السوفييتية بالمنطقة، استعان الجيش الأحمر بالكلاب الانتحارية وأجبر الألمان على التراجع عقب تدمير العشرات من دباباتهم.

رسم تفسيري حول عملية تفخيخ الكلاب السوفيتية
رسم تفسيري حول عملية تفخيخ الكلاب السوفيتية

وبمعركة لينينغراد، استخدم الجيش الأحمر بكثافة الكلاب الانتحارية التي انطلقت صوب الدبابات والدفاعات ومخازن الأسلحة الألمانية لتفجيرها. وعلى حسب مصادر تلك الفترة، تحولت الكلاب لهدف مشروع للقوات الألمانية التي لم تتردد في استهدافها. فضلاً عن ذلك، عمدت الطائرات الألمانية لإطلاق الرصاص على الكلاب السائبة بالأراضي السوفييتية خوفاً من استخدامها بالمعارك.

في منتصف العام 1943، حصل الجيش الأحمر السوفييتي على كميات وفيرة من الأسلحة المضادة للدبابات. وبسبب ذلك، توقف المسؤولون السوفييت عن استخدام الكلاب المفخخة. وبناء على تقارير تلك الفترة، لعبت الكلاب المفخخة دوراً هاماً بالحرب حيث أسفرت هجماتها عن تدمير ما يزيد عن 300 دبابة ألمانية.

صورة لجندي سوفييتي رفقة أحد الكلاب
صورة لجندي سوفييتي رفقة أحد الكلاب

زر الذهاب إلى الأعلى