مقالات و أراء

كلمات الى سيد تركيا الأول

احتفلت تركيا يوم الاثنين الثامن من شهر تموز ٢٠١٨بيوم تاريخي من ايامها المباركات، الا وهو أداء اليمين الدستورية من قبل السيد رجب طيب اردوغان وتنصيبه كأول رئيس للجمهورية التركية في نظام الحكم الرئاسي الجديد.

 

في البداية ابعث أجمل عبارات تهنئتي وتهنئة كل من حملني الأمانة ان انقلها الى السيد رجب طيب اردوغان من المظلومين العراقيين الذين أصبحوا أغراباً في وطنهم وفقدوا الإحساس بالمواطنة وذلك بفضل سلوك واعمال الذين احتلوا بلدهم، والذين يحكموه والذين يتحكمون فيه، لمناسبة انتخابه اولاً، وتسلم مهامه رسمياً في هذا اليوم التاريخي وأصبح اول رئيس لتركيا في عهدها الجديد، اود ان أوجه كلماتي الى من سأسميه اليوم (سيد تركيا الاول) بلا منازع احتراماً واجلالاً لشخصه الكريم. وكم تمنيت ان اكون في هذا اليوم التاريخي في تركيا لأشارك كل اخوتنا الاتراك فرحتهم بهذا اليوم.

 

ابعث اليك ياسيد تركيا الاول بعض الكلمات والعبارات التي تختلج في صدور كل الاحرار في بلدي وفي غيره من البلدان الذين يتطلعون اليك لأنهم يعتقدون بأنك أملهم ومنقذهم، اليك يا سيد تركيا الأول تتجه الانظار بانتظار مبادرةٍ تصدر منك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في بلد أسمه العراق الجريح، والذي كان في يوم من الأيام دولة مهابة وفيه حكومة مستقلة ونظام وقانون يحكمه، على الرغم من انشغالكم ومنذ اليوم الأول في المسؤولية ،هذا اليوم التاريخي الذي استلمتم فيه قيادة تركيا في عهدها الجديد ، ورغم الأمور الجسيمة التي تنتظران يكون لكم الدور الكبير في إنجازها داخل تركيا وخارجها .

 

ورغم كل الذي يجري في بلدنا من مآسي ونكبات كانت انظارنا تتجه نحو تركيا من على شاشات التلفاز، كنا نتابع كل تحركاتك وكلماتك التي تدخل الى قلب كل تركي ومسلم بدون استئذان في الحملة الانتخابية، وفي هذا اليوم ايضاً، أثبتَ للجميع انك فعلاً سيداً كبيراً بكل ما تعنيه الكلمة والوصف ،  وكان سلوكك هو سلوك الفرسان ، وخاصة عندما دخلت الى مبنى البرلمان ولم تٌعر تلك الأهمية لمعارضيك الذين أبوا ان يقفوا اجلالاً واحتراماً لشخصك ومكانتك ، فكنت انت الكبير وهم الصغار، وكنت انت السيد العزيز وهم كانوا الأذلاء ، وكنت بحق ولي أمر جميع الاتراك بدون تمييز. ، واظهرت يا سيد تركيا الأول كل الوفاء في أول عمل لك بعد أداء اليمين الدستورية  عندما قمت بزيارة ضريح الرئيس مصطفى كمال اتاتورك، ذلك الشخص الذي قام بتأسيس الجمهورية التركية. ثم اكملت مسيرتك لتعلن اسماء الوزراء الذين سيقودون معك هذا البلد الامين لتحقيق المزيد من الانجازات الكبرى التي بدأت على يديك، هذه المنجزات التي لا تليق الا بأشخاص عظام وكبار مثلك يدخلون التاريخ من اوسع ابوابه ،وانت ياسيد تركيا الاول واحد منهم، لقد عرفناك وعلى مدى عقدين ونصف من استلامك المسؤولية ،رجلا نزيهاً ومكافحاً وصلباً تسعى لتحقيق المنجزات لتركيا ،وتريد إيصال تركيا الى هدف عام ٢٠٢٣، وتسعى بكل جهدك لإسعاد وترفيه الشعب التركي، رغم كل ادعاءات من لا يريد لك ولتركيا الخير ،وادعاءاتهم بانك سوف تقود تركيا نحو التحكم الفردي بالسلطة ونحو الديكتاتورية، وبما ان الله ناصرك وفي مواطن عديدة ، ذلك لأن نهجك سليم ، ومسيرتك صحيحة نحو الاهداف الكبيرة، ولسوف يبطل تلك الادعاءات ويقيضها.

 

يا سيد تركيا الاول، سِر على بركة الله في منهجك الذي انتهجته، وعلى المبادئ التي آمنت بها، ومن خلفك سيسير كل المخلصين المحبين لوطنهم، ان الله معك، ومن كان الله معه فقد ملك قلوب ونفوس المؤمنين، نتمنى ومن صميم قلوبنا ان يمنحك الله الصحة والقوة والعزم الذي عهدناه عندك لتسير بتركيا نحو الافضل وبالمراتب العليا بين الدول، وعندها سيفرح المؤمنون بنصر الله لهم، ويموت بغيضه كل من لا يريد خيراً لتركيا واهلها.

 

    د. عبد السلام ياسين السعدي – خاص تركيا الآن

زر الذهاب إلى الأعلى